الحمدلله ولي الشاكرين ؛ ذو النعمة والفضل والمنن ؛؛ والصلاة والسلام على نبي الهدى ؛ تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ؛ وعلى الصحب والآل ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ؛ وبعد ؛
إن للإستقامة على دين الله منهج واضح صريح . يقول الله جل في علاه (( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا . وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون )).
فمن أراد أن يستقيم فله البشرى ؛ ويالها من سعادة . .
إذاً فلنبدأ : -
* اعلم رعاك الباري بأن الاستقامة من الفطرة . وهي من عند الله جل وعلا (( فطرة الله )) .وكل منا يولد على الفطرة .
ومرجع الاستقامة إلى الله تعالى .. هو الهادي سبحانه . .
* ثم اعلم أن أفضل مكان للزوم الاستقامة الحقة هي بيوت الله ( المساجد ) ؛ فمنها المنطلق .
فمن لزم الصلوات الخمس بالتبكير إليها والمحافظة عل الصف الأول .. فقد ركز العمود الأساسي في استقامته .. وانظر لحالك بعد الحفاظ على التبكير بعد الأذان والجلوس في الصف الأول .
* بادر رحمني الله وإياك إلى تلاوة كتاب الله تعالى . وليكن لك ورد أو حزب تقرأه كل يوم .
واغتنم ما بين الأذان والإقامة .. ففيه الخير العظيم .. و والله إن الملائكة لتدعو لك وتقول (( اللهم اغفرله )) ..
تدبر الآيات وقف عند الآيات التي تتكلم عن الجنة والنار . . هنا سلوك الطريق المستقيم ..
* ما وجد المستقيمون الراحة - كل الراحة - إلا بالاستئناس بذكر الله ... وكن كذلك أدبار الصلوات من الاستغفار والتسبيح والتحميد والتكبير . . ولا بأس بأن يكون معك ورقة فيها الأذكار بعد الصلوات .
* إذا توضأت وذهبت إلى المسجد . فامشِ بسكينة ووقار.. وكأنك ذاهب للاعتذار من رب البيت .. سبحانه . وقل : اللهم اجعل في قلبي نوراً وفي لساني نوراًً ... تتمة الذكر .
رحم الله عبداً حمل كتاب حصن المسلم في جيبه .. كلما ذهب إلى المسجد قرأ الورد .. وهكذا حتى يحفظه عن ظهر قلب مع الأيام .. فهو يقرأه في اليوم خمس مرات .. فتدبر .
* احفظ الله يحفظك .. احفظ الله تجده تجاهك .. ومن حفظك لله أن تذكره في الصباح والمساء .. فلا تنس أذكار الصباح والمساء . . ومع التكرار تحفظها بإذن المولى ..
ولا تبخل أخي بعشر دقائق في الصباح والمساء ... فأنت أحوج إليهما من حاجتك للماء البارد على الظمأ .
وللحديث صلة ..
__________________