عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-09-2009, 07:34 PM
الصورة الرمزية أبو جهاد المصري
أبو جهاد المصري أبو جهاد المصري غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 4,623
الدولة : Egypt
Unhappy الاصلاح بالاسلام

بقلم الدكتور محمد عماره

في مواجهة النموذج التحديثي الغربي ، الذي وفد إلى بلادنا في القرن التاسع عشر وقفت مدرسة الإحياء والتجديد الديني تدافع عن مرجعية الإسلام في مشروعنا النهضوي ، فكتب جمال الدين الأفغاني تقول " إن الدين هو قوام الأمم ، وبه فلاحها ، وفيه سر سعادتها ، وعليه مدارها .. وهو السبب المفرد لسعادة الإنسان .. وإنا معشر المسلمين ، إذا لم يؤسس نهوضنا وتمدننا على قواعد ديننا وقرآننا ، فلا خير لنا فيه ، ولا يمكن التخلص من وصمة انحطاطنا وتأخرنا إلا عن هذا الطريق ، وإن ما نراه اليوم من حالة ظاهرة حسنة " من حيث الرقي والأخذ بأسباب التمدن " هو عين التقهقر والانحطاط ؛ لأننا في تمدنا هذا مقلدون للأمم الأوربية ، وهو تقليد يجرنا بطبيعته إلى الإعجاب بالأجانب والاستكانة لهم والرضا بسلطانهم علينا ، وبذلك تتحول صبغة الإسلام ، التي من شأنها رفع راية السلطة والغلبة إلى صبغة خمول وضعة واستئناس لحكم الأجنبي ..


لقد بدأ الخلل والهبوط – في حال الأمة – من طرح أصول الدين ، ونبذها ظهرياً .. والعلاج إنما يكون برجوع الأمة إلى قواعد دينها ، والأخذ بأحكامه على ما كان في بدايته .. ولا سبيل لليأس والقنوط ، فإن الدين متأصل في النفوس ، والقلوب مطمئنة إليه ، وفي زواياها نور خفي من محبته ، فلا يحتاج القائم بإحياء الأمة إلا إلى نفخة واحدة يسري نفسها في جميع الأرواح لأقرب وقت .. فإذا قاموا ، وجعلوا أصول دينهم الحقة نصب أعينهم ، فلا يعجزهم أن يبلغوا منتهى الكمال الإنساني . ومن طلب إصلاح الأمة بوسيلة سوى هذه ، فقد ركب بها شططاً ، ولن يزيدها إلا نحساً ، ولن يكسبها إلا تعساً " .


وفي ذات المعنى – معنى أن الإسلام هو الحل ، وهو السبيل الوحيد للإصلاح يقول الإمام محمد عبده : " إن البذرة لا تنبت في أرض إلا إذا كان مزاج البذرة مما يتغذى من عناصر الأرض ، ويتنفس بهوائها ، وإلا ماتت البذرة ، بدون عيب على طبقة الأرض وجودتها ، ولا على البذرة وصحتها ، وإنما العيب على الباذر ، ولقد أشربت أنفس الأمة الانقياد إلى الدين ، حتى صار طبعاً فيها ، فكل من طلب إصلاحها من غير طريق الدين فقد بذر بذراً غير صالح للتربة التي أودعها فيها ، فلا ينبت ويضيع تعبه ، ويخفق سعيه ، وأكبر شاهد على ذلك ما شوهد من أثر التربية التي يسمونها أدبية – من عهد محمد علي إلى اليوم – فإن المأخوذين بها لم يزدادوا إلا فساداً – وإن قيل أن لهم شيئاً من المعلومات – فما لم تكن معارفهم العامة وآدابهم مبنية على أصول دينهم فلا أثر لها في نفوسهم .


إن سبيل الدين ، لمريد الإصلاح في المسلمين ، سبيل لا مندوحة عنها ، فإن إتيانهم من طرق الأدب والحكمة العارية عن صبغة الدين ، يحوجه إلى إنشاء بناء جديد ليس عنده من مواده شئ ، ولا يسهل عليه أن يجد من عماله أحداً ، وإذا كان الدين كافلاً بتهذيب الأخلاق ، وصلاح الأعمال ، وحمل النفوس على طلب السعادة من أبوابها ، ولأهله من الثقة فيه بما ليس لهم من غيره ، وهو حاضر لديهم ، والعناء في إرجاعهم إليه أخف من إحداث ما لا إلمام به فلِمَ العدول عنه إلى غيره " ؟!

تلك هي نصوص الأفغاني ومحمد عبده الداعية إلى الحل الإسلامي ، وطريق النهوض بالإسلام وتجديد دين الإسلام لتتجدد به – لا بغيره – دنيا المسلمين
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة

التعديل الأخير تم بواسطة الفراشة المتألقة ; 15-09-2009 الساعة 06:26 PM. سبب آخر: تكبير الخط لتسهل القراءة
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.60 كيلو بايت... تم توفير 0.66 كيلو بايت...بمعدل (4.34%)]