عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 06-09-2009, 11:50 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,883
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أولادنا بين البر والعـقوق (هام)

فمن شكر الله ولم يشكر لوالديه لم يقبل منه .
حياة البر ما أروعها من حياة ، إنها حياة السعادة والطمأنينة ، إنها حياة الأمن والأمان يالها من لذة !! فيها ستشعر بانشراح الصدر ، ستشعر بالسعادة فى كل الخطا ، بل سيوسع الله عليك رزقك ، بل سيبارك الله لك فى عمرك ، فى حياة بر الوالدين .
البِرُّ سبب دخول الجنة :
تدبر معى كلام النبىصلى الله عليه وسلم كما فى الحديث الذى رواه مسلم من حديث أبى هريرة ، قال الحبيب صلى الله عليه وسلم : (( رغم أنفه ، رغم أنفه ، رغم أنفه )) قيل من يا رسول الله ؟ قال المصطفى : (( من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة ))([1]).
الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : رغم أنفه ثلاثاً : أى ذل وهان وتعرض للخيبة و الخزلان من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ولا يكونا سبباً فى دخوله الجنة .
إياك أن تضيع هذا الخير ، يا من منَّ الله عليك به الآن .
بر الوالدين من أعظم القربات إلى رب الأرض والسموات .
اسمع كلام سيد المرسلين ، ففـى الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : سألت النـبى صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله : أى العمل أحب إلى الله تعالى ؟ قال : (( الصـلاة على وقتهـا )) قال : ثم أى ؟ قال : (( ثم بــر الوالدين )) قال : ثم أى ؟ قال : (( الجهاد فى سبيل الله ))([2]).
وفى الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر قال رجل للنبى صلى الله عليه وسلم :
أُجاهد ؟ قال: (( لك أبوان ؟ )) قال : نعم . قال : (( ففيهما فجاهد ))([3]).
وفى رواية مسلم أن رجـلاً جاء للنبى صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله جئت أبيايعك على الهجرة والجهاد فقال له المصطفى : (( هل من والديك أحدٌ حى )) قال : نعم بل كلاهما . قال : (( فتبتغى الأجـر من الله ؟ )) قال : نعم .
قال : (( فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما ))([4]).
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/KJGJKG%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG] بر الوالدين سبب تفريج الكروبات :
ففى الصحيحين من حديث ابن عمر أن النـبى صلى الله عليه وسلم قال : (( بينما ثلاثة نفر ، يتماشون أخذهم المطر ، فمـالوا إلى غارٍ فى الجبل ، فانحـطت على فم غارهم صخرة من الجبـل ، فأطبقت عليهم فقـال بعضهم لبعض : انظروا أعمالاً عملتموها لله صالحة فادعوا الله بها لعله يفرجها : فقال أحدهم : اللهم إنه كان لى والدان شيخان كبيران ، ولى صبية صغار كنت أرعى عليهم ، فإذا رُحتُ عليهم فحلبت ، بدأت بوالـداى أسقيهما قبـل ولدى ،وإنه نأى بى الشـجر فما أتيت حتى أمسيت ، فوجدتهمـا قد ناما ، فحلبت كما كنت أحلب فجئت بالحلاب فقمت عند رؤسهما ، أكره أن أوقظهما من نومهما ، وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما ، والصبية يتضاغـون عند قدمى ، فلم يزل ذلك دأبى ودأبهم حتى طلع الفجر ، فإن كنت تعلم أنى فعلت ذلك ابتغـاء وجهك فافرج لنا فرجة نرى منها السماء ،ففرج الله لهم فرجة حتى يرون منها السماء.. )) ([5])
إلى آخر الحديث .
انظر جيداً فى معنى هذا الحديث لما تقرب الرجل إلى الله عز وجـل ببر والديه استجاب الله دعـاءه، فعليك ببر الوالدين بإخـلاص تكن مستجاب الدعوة .
أيها الأحبة الكرام : معلوم أن بر الأم مقدم على بر الأب ففى الصحيحين من حديث أبى هريرة جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (( مَنْ أحق الناس بحسن صحابتى ؟ قال : (( أمك )) قال : ثم من ؟ قال : (( أمك )) قال ثم من ؟ قال : (( أمك )) . قال ثم من ؟ قال : (( أبوك ))([6])
بل وتدبر معى هذا الحديث الرقيق الرقراق الذى رواه البيهقى ورواه ابن ماجة وحسنه شيخنا الألبانـى فى السلسلة الصحيحة من حديث معاوية بن جاهمة ، أن جاهمة رضي الله عنه عندما جاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أردت أن أغزو أى فى سبيل الله وقد جئت أستشريك ، فقال : (( هل لك أم ؟ )) قال : نعم . قال : (( فالزمها ، فإن الجنة عند رجلها ))([7])
وقد يتحسر الآن أباؤنا وأحبابنا ممن حرموا من نعمة الوالدين لذا أسوق إليهم حديثاً ربما وجدوا فيه العزاء : وللأمانة العلمية التى عاهدنا الله عليها فى سنده على بن عبيد الساعدى ، لم يوثقه إلا ابن حـبان وبقية رجال السند ثقات عن أبى أسيد مالك بن ربيعة الساعدى رضي الله عنه قال : بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من بنى سلمة فقال : يا رسول الله هل بقى علىَّ من بر أبوى شىء أبرهما بعد موتهما . فقال: (( نعم الصلاة عليهما )) أى الدعاء لهما ، والترحم عليهما، والاستغفار لهما-وانفاذ عهدهما من بعدهما ، وصلة الرحم التى لا توصل إلا بهما ، وإكرام صديقهما ))([8])
فيجب علينا أن ندعو لأبائنـا ونستغفر لهما ونحـج عنهما ونتضرع لله بالدعـاء لهما فنقول ربى ارحمهما كما ربيانى صغـيرا ، فلقد كان السلف رضـوان الله عليهم إذا ماتت أم أحدهما بكى وقال : ولم لا وقد أغلق اليوم علىَّ باب من أبواب الجنة .
رابعاً : حقوق تقابلها واجبات ..
كما أن للوالدين حقوقاً على الأبناء فإن للأبناء حقوقاً على الآباء ، كم من آباء ، وكم من أمهات قد ضيعوا الأبناء ؟! إن التربية منذ أول اللحظات مسئولية كاملة للوالدين بل و قبل أن يأتى الولد للحياة ، فالوالد مسئول عن هذا الابن الذى لم يأتى بعد ، كيف ذلك ؟! أن يحسن اختيار أمه التى يجب أن تربيه بعد ذلك على الصلاح والفضائل .
أحبتى فى الله :
أسألكم بالله أن تتـدبروا معى هذه الكلمـات التى سأطرحهـا على حضراتكم ، ماذا تقولون لو قلت لحضراتكم الآن : بأن أباً قد عاد اليوم إلى بيتـه فأخرج ورقة وكتب عليها استقالة لزوجته من تربية أبنـائه ؟!! حتماً سيتهم هذا الوالد بالجنون .
أقـول وماذا تقولـون لو أن أمّاً قد عادت اليـوم من عملها إلى بيتها فسحبت ورقة وكتبت عليها استقالة لزوجها من تربية الأبناء ؟!! حتماً ستتهم هذه المرأة بالجنون بل وقد يفكر هذا الوالد المسكين فى طلاقها .
فماذا تقولون لو قلت لحضراتكم بأن نظرة صادقة إلى الواقع الذى نحياه تقول بأن استقالة جماعيـة قد حدثت فى بيوت المسلمين ؟ نعم لقد استقال كثير من الآباء تربوياً ، واستقالت كثير من الأمهات تربوياً ،والوالد المسكين يظن أن دوره يتمثل فى أن يكون وزيراً للمالية والنفقات ، طـوال النهار فى التجارات والسفريات والأعمال أو على المقاهى والمنتديات فإذا ما حَلَّ الليل رجع لينام أو ليسهر أمام التلفاز ، ما فَكَّر مرة أن يخلوا بأولاده يطمئن على أحوالهم .
أنا لا أقول فَرِّغ كل وقتك لولدك لأننى أعلم ظروف الحياة وأعلم الحالة الاقتصادية الطاحنة التى ترهق ظهور الآباء .
لكن أقـول : والله إن جلوس الأب بين أبناءه وهو صـامت لا يتكلم فيه من عمق التربية ما فيه ، فما بالكم إذا تكلم فَذَكَّر بجنةٍ ، وحَذَّرَ من نارٍ، وحل مشكلة ، ووجـه نصيحة ، وأشعر أولاده أنه يشعر بهم و بأحاسيسهم ، وسأل عن صديق الولد ، وسأل عن صاحبة البنت ، بكل حنان ورحمة وأُبوَّة حانية .

([1]) رواه مسلم رقم ( 2551 ) فى البر والصلة ، باب رغم من أدرك أبويه أو أحدهما عند الكبر
ولم يدخل الجنة ،والترمذى رقم ( 3539 ) فى الدعوات ،ورواه أحمد فى المسند ( 2/345 )
رقم ( 8538 ) ، وهو فى صحيح الجامع رقم ( 3511) .

([2]) رواه البخارى رقم ( 5970 ) فى الأدب ، باب الـبر والصلة ، ومسلم رقم ( 85 ) فى
الإيمان باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال .

([3]) رواه البخارى رقم ( 5972 ) فى الأدب ، باب لا يجاهد إلا بإذن الأبوين .

([4]) رواه مسلم رقم ( 2549 ) فى البر والصلة ، باب بر الوالدين وأنهما أحق به ، وأبو داود
( 2530 ) فى الجهاد ، والترمذى ( 1671 ) فى الجهاد ، والنسائى ( 6/ 10 ) فى الجهاد

([5]) رواه البخارى رقم ( 5974 ) فى الأدب ، باب إجابة دعاء من بر والديه ، ومسلم رقم
( 2743 ) فى الذكر ، باب قصة أصحاب الغار الثلاثة ، وأبو داود رقم ( 3387 ) فى
البيوع باب فى الرجل يتجر فى مال الرجل بغير إذنه .

([6]) رواه البخارى رقم ( 5971 ) فى الأدب ، باب البر والصلة ، ومسلم رقم ( 2548 ) فى
البر والصلة ، باب بر الوالدين وأنهما أحق به .

([7]) رواه النسائى ( 6/ 11 ) فى الجهاد ، باب الرخصة فى التخلف لمن له والدة ، وابن ماجـة
( 2781 ) فى الجهاد ، باب الرجل يغزو وله أبوان ورواه أيضاً أحمد فى المسند ( 3/ 429 )
وصححه الحاكم وذكره الهيثمى فى المجمع ( 8/ 138 ) وقال : رواه الطبرانى فى الأوسط
ورجاله ثقات وحسنه الألبانى فى السلسلة الصحيحة .

([8]) رواه أبو داود رقم ( 5142 ) فى الأدب ، باب بر الوالدين ، وابن ماجة رقم ( 3664 )
فى الأدب ، باب صل من كان أبوك يصل ، وابن حبان رقم ( 2030 ) وضعفه الأرناؤوط
والألبانى فى ضعيف سنن أبى داود .


رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 24.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 23.67 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.58%)]