الموضوع
:
نـاس لا يـحـبـهـم الْقهَّـار من الكتاب والسنة والآثار
عرض مشاركة واحدة
#
13
20-08-2009, 10:52 AM
أم عبد الله
مراقبة الملتقيات
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,883
الدولة :
رد: نـاس لا يـحـبـهـم الْقهَّـار من الكتاب والسنة والآثار
قال ابن كثير رحمه الله :
أرشد تبارك وتعالى عباده إلى دعائه الذي هو صلاحهم في دنياهم وأخراهم فقال
ادعوا ربكم تضرعاً وخفية
)
قيل معناه تذللاً واستكانه, وخفية كقوله
:
(
وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِين
َ) (الأعراف : 205 )
وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري قال رفع الناس أصواتهم بالدعاء فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم
«
أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً إن الذي تدعون سميع قريب
» الحديث,
وقال ابن جريج عن عطاء الخراساني عن ابن عباس في قوله
تعالى :
(
تضرعاً وخفية
)
قال
:
الس
ِّ
ر
...
وقال ابن جرير
(
تضرعاً
) أي
تذللاً واستكانة لطاعته
(
وخفية
)
يقول
:
بخشوع قلوبكم وصحة اليقين بوحدانيته وربوبيته فيما بينكم وبينه لا جهراً مراءاة
وقال عبد الله بن المبارك بن فضالة عن الحسن قال: إن كان الرجل لقد جمع القرآن وما يشعر به الناس
،
وإن كان الرجل لقد فقه الفقه الكثير وما يشعر به الناس
،
وإن كان الرجل ليصلي الصلاة الطويلة في بيته وعنده الزوار وما يشعرون به
،
ولقد أدركنا أقوماً ما كان على الأرض من عمل يقدرون أن يعملوه في السر فيكون علانية أبداً
،
ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت إن كان إلا همساً بينهم وبين ربهم وذلك أن الله تعالى يقول
:
(
ادعوا ربكم تضرعاً وخفية
)
وذلك أن الله ذكر عبداً صالحاً رضي فعله فقال
إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً
) (مريم : 3 )
وقال ابن جريج يكره رفع الصوت والنداء والصياح في الدعاء ويؤمر بالتضرع والاستكانه.
ثم روي عن عطاء الخراساني عن ابن عباس في قوله
تعالى :
(
إنه لا يحب المعتدين
)
في الدعاء ولا في غيره وقال أبو مجلز في قوله
تعالى :
(
إنه لا يحب المعتدين
)
قال :
لا يسأل منازل الأنبياء,
وقال أحمد حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا شعبة عن زياد بن مخراق سمعت أبا نعامة عن مولى لسعد أن سعداً سمع ابناً له يدعو وهو يقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وإستبرقها ونحواً من هذا وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها فقال لقد سألت الله خيراً كثيراً وتعوذت به من شر كثير وإني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم
يقول «
إنه سيكون قوم يعتدون في الدعاء
ـ وفي لفظ ـ
يعتدون في الطهور والدعاء
ـ وقرأ هذه الاَية
(
ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ
)
ـ وإن بحسبك أن تقول
:
اللهم إني أسألك الجنة وما قرّب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل
» ورواه أبو داود من حديث شعبة عن زياد بن مخراق عن أبي نعامة عن مولى لسعد عن سعد فذكره والله أعلم
...
وقال الإمام أحمد: حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا الحريري عن أبي نعامة أن عبد الله بن مغفل سمع ابنه يقول اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها فقال يا بني سل الله الجنة وعُذْ به من النار فإني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم
يقول «
يكون قوم يعتدون في الدعاء والطهور
» وهكذا رواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عفان به وأخرجه أبو داود عن موسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة عن سعيد بن إياس الجُريْري عن أبي نعامة واسمه قيس
بن عباية الحنفي البصري وهو إسناد حسن لا بأس به والله أعلم.
وقوله تعالى
ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها
)
ينهى تعالى عن الإفساد في الأرض وما أضره بعد الإصلاح فإنه إذا كانت الأمور ماشية على السداد ثم وقع الإفساد بعد ذلك كان أضر ما يكون على العباد فنهى تعالى عن ذلك وأمر بعبادته ودعائه والتضرع إليه والتذلل لديه
؛
فقال
:
(
وادعوه خوفاً وطمعاً
)
أي خوفاً مما عنده من وبيل العقاب
،
وطمعاً فيما عنده من جزيل الثواب
...
ثم قال
(
إن رحمت الله قريب من المحسنين
)
أي إن رحمته مرصدة للمحسنين الذين يتبعون أوامره ويتركون زواجره كما قال تعالى
( ..
وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ
) (الأعراف : 156 ) وقال
: (
قريب
)
ولم يقل قريبة لأنه ضمن الرحمة معنى الثواب أو لأنها مضافة إلى الله فلهذا قال
(
قريب من المحسنين
)
وقال مطر الوراق تنجزوا موعود الله بطاعته فإنه قضى أن رحمته
(
قريب من المحسنين
)
. رواه ابن أبي حاتم
.
وقال البغوي رحمه الله :
قوله تعالى
ادعوا ربكم تضرعا
وخفية
) ،(
تضرعا
) أي
تذللا واستكانة،
(
وخفية
)
أي سرًا . قال الحسن بين دعوة السر ودعوة العلانية سبعون ضعفاً، ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت، وإن كان إلا همسا بينهم وبين ربهم، وذلك أن الله سبحانه يقول
ادعوا ربكم تضرعا
وخفية
)
وإن الله ذكر عبدا صالحا ورضي فعله فقال
(
إذ نادى ربه نداءً خفيًا
)
(
مريم
3)
.
(
إنه لا يحب المعتدين
)
قيل: المعتدين في الدعاء. وقال أبو مجلز هم الذين يسألون منازل الأنبياء عليهم السلام
...
أخبرنا محمد بن عبد العزيز القاشاني، أنبأنا القاسم بن جعفر الهاشمي، أنبأنا أبو علي محمد بن أحمد اللؤلؤي ، ثنا أبو داود السجستاني ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا حماد يعني ابن سلمة،أنبأنا الجريري ، عن أبي نعامة أن عبد الله بن مغفل سمع ابنه يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها، فقال: يا بني سل الله الجنة وتعوذ من النار، فإني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم
يقول:
"
إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء"
. وقيل: أراد به الاعتداء بالجهر والصياح
...
قال ابن جريج : من الاعتداء رفع الصوت والنداء بالدعاء والصياح. وروينا عن أبي موسى قال لما غزا رسول الله
صلى الله عليه وسلم
خيبر أشرف الناس على واد فرفعوا أصواتهم بالتكبير، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم
":
اربعوا على أتفسكم، إنكم لا تدعون أصم ولا غائباً، إنكم تدعون سميعًا قريبًا
".
وقال عطية هم الذين يدعون على المؤمنين فيما لا يحل، فيقولون: اللهم أخزهم اللهم العنهم.
وقوله تعالى : (
ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها
)
، أي لا تفسدوا فيها بالمعاصي والدعاء إلى غير طاعة الله بعد إصلاح الله ببعث الرسل وبيان الشريعة، والدعاء إلى طاعة الله وهذا معنى قول الحسن والسدي والضحاك والكلبي.
قال عطية: لا تعصوا في الأرض في
ُ
مسك الله
ُ
المطر ويهلك الحرث بمعاصيكم. فعلى هذا معنى قوله:
(
بعد إصلاحها
)
أي بعد إصلاح الله إياها بالمطر والخصب.
(
وادعوه خوفًا وطمعًا
)
أي خوفًا
مما عنده من أليم عذابه، وطمعاً
فيما عنده من مغفرته وثوابه.
..
وقال ابن جريج : خوف العدل وطمع الفضل.
(
إن رحمة الله قريب من المحسنين
)
ولم يقل قريبة، قال سعيد بن جبير: الرحمة هاهنا الثواب فرجع النعت إلى المعنىدون اللفظ كقوله
تعالى
وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه
)(
الن
س
اء
8 )
ولم يقل منها لأنه أراد الميراث والمال. وقال الخليل بن أحمد : القريب والبعيد فيهما في اللغة: المذكر والمؤنث والواحد والجمع. قال أبو عمر بن العلاء : القريب في اللغة يكون بمعنى القرب وبمعنى المسافة، تقول العرب: هذه امرأة قريبة منك إذا كانت بمعنى القرابة، وقريب منك إذا كانت بمعنى المسافة.
...
وقال السعدي رحمه الله :
ولما ذكر من عظمته وجلاله ، ما يدل ذوي الألباب على أنه وحده ، المعبود المقصود في الحوائج كلها بقوله تعالى (
إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
) (الأعراف : 54 ) أمر بما يترتب على ذلك فقال : (
ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً
إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ
*
وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
) (الأعراف : 55 ) . الدعاء : يدخل فيه ، دعاء المسألة ، ودعاء العبادة ، فأمر بدعائه (
تضرعا
) أي : إلحاحا في لمسألة ، ودؤوبا في العبادة ،(
وخفية
) أي : لا جهراً أو علانية ، يخاف منه الرياء ، بل خفية ، وإخلاصا لله تعالى . (
إنه لا يحب المعتدين
) أي : المتجاوزين للحد في كل الأمور ، ومن الاعتداء : كون العبد يسأل الله مسائل ، لا تصلح له ، أو ينقطع في السؤال ، أو يبالغ في رفع صوته بالدعاء ، فكل هذا داخل في الاعتداء المنهي عنه ... (
ولا تفسدوا في الأرض
) بعمل المعاصي (
بعد إصلاحها
) بالطاعات ، فإن المعاصي ، تفسد الأخلاق والأعمال والأرزاق ، كما قال تعالى : (
ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
) (الروم : 41 ) كما أن الطاعات ، تصلح بها الأخلاق ، والأعمال ، والأرزاق ، وأحوال الدنيا والآخرة .. (
وادعوه خوفا وطمعا
) أي : خوفا من عقابه ، وطمعا في ثوابه ، طمعا في قبولها ، وخوفا من ردها ، لا دعاء عبد مدل على ربه ، قد أعجبته نفسه ، ونزَّل نفسه فوق منزلته ، أو دعاء من هو غافل لاهٍ . وحاصل ما ذكر الله من آداب الدعاء : الإخلاص فيه لله وحده ، لأن ذلك يتضمنه الخفية . وإخفاؤه وإسراره ، أن يكون القلب خائفا طامعا ، لا غافلا ، ولا آمنا ولا غير مبال بالإجابة ، وهذا من إحسان الدعاء ، فإن الإحسان في كل عبادة ، بذل الجهد فيها ، وأداؤها كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه ، ولهذا قال
إن رحمة الله قريب من المحسنين
) في عبادة الله ، المحسنين إلى عباد الله ، فكلما كان العبد أكثر إحسانا ، كان أقرب إلى رحمة ربه ، وكان ربه قريبا منه برحمته ، وفي هذا من الحث على الإحسان ، ما لا
يخفى
...
15
-(
إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ
*
الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ
*
فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ
*
وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ
اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ
*
وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ
*
وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ
*
وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
*
َ
وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ
*
وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
*
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
*
) (الأنفال : 55-64)
__________________
*******
مطار الشفاء الدولي يرحب بكم..وندعوكم للسفرعلى متن طائراتنا في رحلاتنا المميزة
أم عبد الله
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى أم عبد الله
البحث عن المشاركات التي كتبها أم عبد الله
[حجم الصفحة الأصلي: 32.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط
31.65
كيلو بايت... تم توفير
0.63
كيلو بايت...بمعدل (1.95%)]