
20-08-2009, 08:20 AM
|
 |
مراقبة الملتقيات
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,882
الدولة :
|
|
رد: العزل عن المرأة دراسة شرعية وطبية
- الحمل خارج الرحم :
ويستحسن عدم استعمال اللولب عندالنساء اللواتي لم تلدن بعد ، أو عند المصابات بأمراض القلب ، أو عند الإصابات الرحمية والإلتهابات النسائية .
وينصح باستعماله النساء المولدات عدة أطفال أو عند النساء ما قبل سن اليأس . [1]
ويضيف الدكتور أحمد عمار قائلا : هذه الطريقة ينبغي التحذيرمنها لأنها بالغة الضرر ويكفي أنه أذكر أنها تحدث مضاعفات التهاب الرحم المزمن والأمراض العصبية .[2]
رابعا : موانع الحمل الكيماوية :
التحاميل المهبلية- المراهم – المبيدات الرغوية .
وهي مواد توضع في المهبل قبل الجماع بوقت قصير ليجعل منها حاجزا يقام في وجه الخلايا الجنسية بغرض شللها وإعاقتها عن بلوغ عنق الرحم ، وهي عبارة عن الصابون وغسل المهبل والحبوب الفوارة والإسفنج والكريم والهلاميات والتحاميل .
أما الصابون فقد ذكر أنه مع الماء إذا استعمل فإنه يقى من الحمل ولكن التجارب أثبتت أنه يحدث التهابا وتهيجا لدى النساء لذلك ضررة أكثر من نفعه .
وأما الإصفنج والقطن فقد يستعملان لهذا الغرض وتستعمل معها مادة كيماوية مبيدة للنطف إمعانا في الحيطة ولكن الأطباء حذروا من مخاطر هذه الطريقة وبخاصة ما يستعمل مع القطن والإسفنج من رغوة الصابون ومنقوع الأعشاب لما يؤدي إليه من تسمم خاصة وأن الأعشاب التي تختار لهذه الإبادة من النوع السام المبيد كما أن القطن قد ثبت فشله ، لأنه حين ابتلاله يتجمد ويتحول إلى قطع صغيرة لا تستطيع أن تكون حاجزا مهبليا .
أما الغسيل أو الدوش المهبلي والذي تستعمل فيه مواد مختلفة مثل الشب ومحلول البيرمنانات وحامض البوريك وعصير الليمون والملح والخل والذي يستعمل في المدن الأوربية بصورة هي أكثر شيوعا لما يعتقد فيه من فوائد أخرى إلى جانب أنه واق من الحمل مثل : أنه مزيل للميكروبات التي يمكن أن تكون قد تكونت قبل الجماع وأثناؤه ، ,قد قرر الأطباء أنه طريقة غير مأمونة لأنه لا يمكنا الجزم بأن هذا الغسل الذي قد أجرى قد أتى على كل ثنايا المهبل وشمول تعاريجه وأخرج كل ما به من سائل منوي . [3]
والتحاميل تؤخذ من مواد قاتلة للحيوانات المنوية مثل الحوامض ومشتقات الكينا والإسبرين ممزوجة بالجلاتين أو الغلسرين أو زبدة الكاكاو وأهم مساؤئها قابليتها للذوبات تحت تأثير الحرارة ، كذلك فإن الكريم والهلاميات والتي تصنع من الأميدون والغليسرين وهي مائعة تباع في أنابيب شبيهة بأنابيب معجون الأسنان وتستعمل مع الكبوت ، أما إذا استعملت منفردة فإن خطرالحبل متحقق بنسبة ثلاثين في المائة .
كذلك تستعمل أيضا الحبوب الفوارة قبل ثلاثين دقيقة من الجماع حتى إذا ما استعملت بما لا يتناسب مع هذا الزمن كان خطر الحبل جاثما أيضا .
الكبوت :
وهو الذي يشبه ما لمح إليه الفقهاء بقولهم : وضع خرقة ونحوها ، ويسمى الكبوب بالغلاف الواقي وقد يقال إنه من الوسائل التي لا بأس بها لمنع الحمل لولا ما يطرأ عليه من تمزق في بعض الحالات وقد كان يستعمل في حوالي القرن الثامن عشر للوقاية من الأمراض الزهرية ، وحين عرف كواق من الحمل وجد إقبالا شديدا في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية حتى ليقال إنه بيع منه في الولايات المتحدة الأمريكية في عام واحد ستمائة مليون كيس .
ومن محاسنه :
أنه يصلح للرجال الذي يشكون من سرعة الإنزال ، كما يفيد في منع انتقال الإلتهابات العادية البسيطة وعدوى الفيروس .
ومن مساوئه :
أنه يفقد لذة الإحتكاك المباشر ولذة الإندماج بالشخص الآخر ، وقد يسبب عند الرجل ارتخاء في العضو ، وقد تكون به ثقوب يتسرب من خلالها وبعض النساء يعتبرونه ميهنا ومشينا لهم مع أنه من أكثر الوسائل شيوعا ورواجا ولكن مع شدة رواجه فقد بات من غير الممكن إقناع النساء باستعمال الرجال له لأنهن يرفضن الجسم الغريب ويعتقدن فيه إهانة لهن ، كما أنه غير مضمونفي منع السائل من التسرب إلى الرحم .[4]
الرأي الشرعي في هذه الموانع الحديثة :
لم تكن في عصر المصطفى صلى الله عليه وسلم دعوة عامة لتنظيم النسل ، او منع الحمل بين المسلمين ، ولا كانت الجهود مبذولة لتجعل من العزل عملا قوميا وتعاملا عاما في المجتمع ، وإنما كان بعض أصحابه صلى الله عليه وسلم يمارسونه في حالات الضرورة وعند اقتضاء الحال بصفتهم الشخصية .
لكل ذلك لم يرغب فيه ولم ينه عنه صلى الله عليه وسلم أي العزل ، نهيا عاما وفي زماننا هذا استحدث الناس وسائل لاتقاء الحمل ، وتفننوا في ابتداع الطرق المؤدية إلى إيقافه ، فإذا علمنا أن مقصد الشارعوحكمته من وراء الترخيص في العزل في تلكم الحالات التي ذكرنا هو إدراكه التام إلى أن الطفل يكون مسئولية كبيرة يجب أن تحاط بالعناية الكاملة والإهتمام الشديد وأن أمه بسببه أو على التحقيق بسبب ولادته قد تتعرض لخطر الموت ، كما قد يتعرض هو نفسه إلى خطر الغيل ، ففي مثل هذه الحالات إذا استخدم الإنسان طريقا من طرق منع الحمل بعد أخذ رأي طبيب ثقة فلا غبار عليه في ذلك .
فكل ما يرتضيه الزوجان من الوسائل الواقية مما لا يلحق ضررا بالجسم أو النفس ولا يصادم الشرع ولا يتنافي مع أحكامه إذ يمكن أن يقاس على العزل شريطة ألا تتخذ الأمةخطة عامة للإقلال من النسل وشريطة ألا تستعمل هذه الوسائل دونما حاجة حقيقية تدعو إليها، أو ضرورة تحمل على ممارستها .[5]
ويشهد لجواز الحكم ما ذكره الرملي نقلا عن الزركشي بعد أن تكلم عن الإجهاض باستعمال دواء " هذا كله في الإستعمال الدواء بعد الإنزال ،فأما استعمال ما يمنع الحمل قبل الإنزال حال الجماع مثلا فلا مانع منه . [6]
لذا يمكن الوقل وبكل طمأنينة أن استعمال وسائل الحمل الحديثة المأمونة العواقب باستشارة الطبيب الثقة فيها لتجنب الأمراض التي لها علاقة بالحمل عمل لا بأس به من وجهة النظر الإسلامية وقد يغدو ضروريا لتفادي أخطار بعض الحلات .
الخاتمة بعد الثناء والحمد لله تعالى أن يسر لنا إنجاز هذا البحث يحسن أن أشير إلى الخلاصة وأهم النتائج التي توصلت إليها وهي :
1.العزل هو نزع الذكر والإنزال خارج الفرج بعد الجماع ، وهو جائز على الراجح من أقوال أهل العلم ، لكنه خلاف الأولى ، ولا يصل إلى درجة الكراهة التي يأتي فيها نهي التنزيه .
2.يجب استئذان الزوجة الحرة أو الأمة ، لدلالة النصوص على ذلك .
3.يجوز استخدام العزل لعذر شرعي من خوف على صحة والد أو والدة أو غيره وحال عدم وجود العذر فهو خلاف الأولى .
4.يجوز للزوجين استخدام الوسائل والأدوية التي من شأنها منع الحمل بصورة مؤقتة لا دائمة .
5.استخدام وسائل منع الحمل الحديثة يخضع لضابط المصلحة فما كان فيه ضرر ولو ظني منع ، وما لم يتسبب بأضرار جاز استخدامه مؤقتا ، لا على وجه الدوام .
6.تحمل أحاديث النهي عن العزل على الحرة بغير إذنها .
7.لا يصح تسمية العزل بالموؤودة الصغرى ولا بالوأد الخفي .
8.إذا انتفى العذر الشرعي والحاجة المعتبرة للعزل ، فيجب مراعاة مقاصد الشريعة الإسلامية في تشريع النكاح ، والتي ترغب في تكثير النسل وعدد المسلمين .
( [1] ) المرأة في رحلة العمر (170) .
( [2] ) في صحة المرأة (39) .
( [3] ) أولادنا تحت الطلب لصبرالقباني .
( [4] ) المرأة في رحلة العمر (170) وتنظيم الحمل بالوسائل العلمية د. سبيرو فاخوري (129) .
( [5] ) موقف الشريعة من تنظيم النسل للزين يعقوب (262) .
( [6] ) نهاية المحتاج (8/417) .
|