
20-08-2009, 07:11 AM
|
 |
مراقبة الملتقيات
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,883
الدولة :
|
|
رد: العزل عن المرأة دراسة شرعية وطبية
العزل لغة : التنحية ، تقول : عزلت الشيء عن غيره عزلا ، من باب ضرب ، وعزلته ، فاعتزل وانعزل وتعزل ، نحيته جانبا فتنحى .
ومنه : عزلت النائب كالوكيل ، إذا أخرجته عما كان له من الحكم .
وعزل المجامع : أن يقارب الإنزال فينزع ويمني خارج الفرج [1] .
والعزل اصطلاحا :
لا يخرج عن معناه اللغوي .
قال النووي : العزل هو : أن يجامع فإذا قارب الإنزال نزع وأنزل خارج الفرج [2]
وقال ابن حجر : العزل هو النزع بعد الإيلاج ، لينزل خارج الفرج [3].
أي إخراج الزوج آلته بعد إدخالها في فرج زوجته عند الجماع ليقذف ماءه أي منيه خارج فرج زوجته .
أسباب العزل :
للعزل أسباب متعددة ، نستطيع أن نقسمها إلى قسمين :
القسم الأول : أسباب مشروعة ، وهي أربعة :
السبب الأول : كراهة مجيء الولد من الأمة ، وهو إما أنفة من ذلك، وإما لئلا يتعذر بيع الأمة إذا صارت أم ولد ، وإما لغير ذلك [4] .
السبب الثاني : كراهة أن تحمل الموطوءة وهي ترضع ، فيضر ذلك بالولد المرضع[5] .
ويدل لهذين السببين ما جاء في رواية لمسلم من حديث أبي سعيد رضي الله عنه قال : ذكر العزل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : وما ذاكم ؟ قالوا : الرجل تكون له المرأة ترضع فيصيب منها ، ويكره أن تحمل منه ، والرجل تكون له الأمة فيصيب منها ويكره أن تحمل منه ، قال : فلا عليكم أن لا تفعلوا ذاكم فإنما هو القدر[6] .
السبب الثالث : أن تدعو له الضرورة المتعلقة بالمرأة ، كأن تكون المرأة مريضة لا تستطيع الحمل فيعزل عنها رفقا بها أو لصغر سنها ، أو لخطر الحمل عليها بسبب صغر حجم الرحم أو لوجود مرض أو آفة خلقية بالرحم ، أو لوجود ضعف أو مرض عام يمكن أن يزداد أو تحدث معه مضاعفات من أثر الحمل والطلق ، مما يؤدي إلى وفاتها أو إصابتها بمرض مستديم .
السبب الرابع : أن تدعو له الحاجة المتعلقة بالمرأة كأن تكون سريعة الإنجاب ، فيعزل عنها بقصد تمكينها من حضانة أولادها وتربيتهم .
القسم الثاني: أسباب غير مشروعة :
وهو الخوف من الفقر بسبب كثرة الأولاد التي تتطلب الإنفاق عليهم ، ولا شك أن هذا الإعتقاد غير جائز لأن الله تعالى هو الذي تكفل بالأرزاق ، قال سبحانه : وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ( هود : 6 ) .
ونهى سبحانه عن قتل الأولاد خشية الفقر كما كان يفعله الجاهلون ، قال تعالى " و تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطأ كبيرا " ( الإسراء : 31) .
وهذا التقسم الذي ذكرناه مأخوذ من كلام الإمام الغزالي المجمل حيث يقول في الإحياء : إن النيات الباعثة على العزل خمس :
الأولى : في السراري .
الثانية : استيفاء جمال المرأة وسمتها لدوام التمتع واستبقاء حياتها خوفا من خطر الطلق ، وأضاف بعض المعاصرين خطر العمليات القيصرية .
الثالثة : الخوف من كثرة الحرج بسبب كثرة الأولاد ، والإحتراز من الحاجة إلى التعب في الكسب ودخول مداخل السوء .
الرابعة : الخوف من الأولاد والإناث لما يعتقد تزويجهن من المعرة ، كما كان من دعاة العرب قتلهم الإناث فهذه نية فاسدة .
الخامسة : أن تمتنع المرأة عن الحمل لتعززها ومبالغتها في النظافة والتحرز من الطلق والنفاس والرضاع وهذه نية فاسدة [7] .
وقال ابن حجر : يعزل الناس لأسباب ثلاثة :
الأول : الخوف من الولد الرقيق إذا كانت الزوجة أمة .
الثاني : الفرار من كثرة العيال ، والتضرر من تحصيل الكسب لهم .
الثالث : خوف دخول الضرر على الرضيع [8] .
ومما سبق يتبين أن للعزل أسباب صحيحة وأسباب فاسدة كما سبق ذكره وبيانه ، ولسنا بصدد بيان الأسباب غير المشروعة ، وإنما بصدد بيان حكم العزل للأسباب المشروعة ، والله الموفق .
( [1] ) المصباح المنير (2/407) ، والقاموس المحيط (1333) .
( [2] ) شرح مسلم (10/10) .
( [3] ) فتح الباري (9/305) .
( [4] ) فتح الباري (9/307) وأحياء علوم الدين (2/58) .
( [5] ) فتح الباري (9/307) .
( [6] ) صحيح مسلم (2/1063) .
( [7] ) إحياء علوم الدين (2/53) .
( [8] ) فتح الباري (9/427) والمغني لابن قدامة (7/23) .
|