عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-08-2009, 07:38 PM
الصورة الرمزية الفراشة المتألقة
الفراشة المتألقة الفراشة المتألقة غير متصل
مراقبة قسم العلوم الإسلامية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
مكان الإقامة: في جنة الفردوس ولن أرضى بالدون .. سأواصل لأصل هنااك بإذن الله
الجنس :
المشاركات: 6,541
Angry (فاعتبروا يا أولي الأبصار) قصة بقلمي

بالأمس ، وبعد صلاة المغرب تحديدا ، خرجت عائلة صديقتي لزيارة بيت العمة ، في جَمْعَة أسبوعية
خرج الأب يحمل طفلته الصغرى على كتفه وهو يدللها ، ترمي له بالكلمات تارة وهو يبادلها تارة أخرى
ووصلو لبيت العمة ، اجتمع الإخوة كلهم في غرفة ، وزوجات الإخوة في غرفة أخرى
وبدأ الحديث والضحك يغمر المكان ، الرجال يتسامرون ، والنساء يتحدثون ، والأطفال يلعبون
وفجأة
بدأ والدها بالأنين والصراخ (قلبي قلبي ) وخرّ بينهم ميتا !!!
لم يكن يشكوا من أي مرض ، أو من بوادر مرض
ليس كبيرا في السن ، بل هو الآن في الـ 40

خرجت الأسرة مع نغمات ضحك الطفلة الصغيرة ومداعبة والدها لها
وعادوا بوالدهم وهو جثة هامدة !!

يا الله ، أبهذه السرعة انتهى كل شيء

اتصلت بي صديقتي وهي تبكي وتصرخ ( بابا مات يا لجين ، بابا مات ، طاح أمام عيني ومات يا لجين )

انعقدت الحروف على لساني ، هل أواسي نفسي أم أواسيها
لم أجد إلا كلمة ( قولي اللهم أجرني في مصيبتي ، واخلف لي خيرا منها ، قوليها بدي أسمعها منك الآن بسمة )

وبعدها ، توجهنا مسرعين إلى هناك ، الكل حوله يصرخ ويبكي
بابا رد علي الله يخليك ، بابا سمعني صوتك // وَلِـي .رد علي يا ولي

رأيت أخته تقول : وأنا في المطبخ أجهز مع النساء طعام العشاء إذ أسمع الأطفال يصرخون عمو ولي مات ، عمو ولي مات ، اسودّت الدنيا في عيني ، كيف ذلك وقد كان الآن هنا بقدمه ، ما هذه المزحة التي يمزحون بها الأطفال

زوجته تقول: صلّى العشاء في المسجد وأتى يمشي على رجله ، قبّـلني وهمس لي (أحبك) فوكزته وهمست له ممازحة :أهذا وقت هذا الكلام ، خذ الشاي لغرفة الرجال ، ولم تمضِ 5 دقائق حتى سمعت الأطفال يصرخون عمو ولي مات ، عمو ولي مات

له ولد واحد و 5 بنات
توفي ولده عندما بلغ الـ21 من عمره بحادث سيارة وهو خارج من المسجد
فبقي له 5 بنات أصغرهن لا تتعدى 10 سنوات

في غمضة عين ، غطت المنزل سحابة من الصراخ والنحيب وصدمة قوية ارتجفت لها القلوب ، بعد أن كان الضحك واللعب يملأ المكان

في غمضة عين أصبحت البنات يتيمات ، والزوجة أرملة

الساعة 6 مساءا : خرجت الأسرة من منزلها
الساعة 7 مساءا : دخلو منزل العمة

الساعة 9 مساءا : عاد الأب من المسجد
الساعة 9وربع مساءا : صعدت الروح لفاطرها
الساعة 5 فجرا : دفن

بهذه السرعة انتهى كل شيء!!!



صباح يوم الأربعاء الكل يقول جاء ولي ، أحضِرْ لنا يا ولي ، خذ يا ولي ، اشترِ لنا يا ولي
وفي المساء أصبحوا يتهامسون : حضرت الجنازة ، ادخلو يا نساء سنحمل الجنازة


تغير الإسم بطرفة عين!!

تباً للدنيا ما أحقرها

قد كان رجلاً طيباً ونعم الرجل هو ، له من الحكمة والتعقّل والرحمة الشيء الكثير
لم أتحدّث معه يوما ، ولم ينظر إلي يوما ، بل كنت أخجل منه كثيرا

صنع لنا الكثير ووقف بجانبنا أكثر من كثير ، رغم أني صديقة ابنته وأمي صديقة زوجته


رحل
وترك السيرة العطرة من خلفه

فيا من تقرأ خطي ،، ماذا أعددت؟!!

__________________
وانقضت الأيام
وصرت أُنَادى بأم البراء بين الأنام
ربِّ احفظه لي وأقر عيني فيه حافظا لكتابك و إمام
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.94 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.82%)]