[بشرى فلسطين]

بسم الله الرحمن الرحيم

التفكير الإيجابي
سؤال جالَ في خاطري
ماذا لو فقد أحدنا عضوًا من أعضائه؟
هل سيحمد الله على مابقي له؟
أم سيعيش عمره ساخطًا حزينًا على ما فقد؟
مع أنّه في الحالتين لن يعود العضو المفقود
ولن يغيِّر الرضى أوالسخط من الواقع شيئًا

إخوتي وأخواتي
التفكير بإيجابية ذكاءٌ يهبه الله لمن يشاء
ونعمة تعادل بقيمتها النعمة المفقودة
فكم من صحيح كامل الجسم لا فائدة منه
وكم من شخص بلا يدين أو قدمين
أذهلنا بإصراره ونجاحه ولربما تفوق علينا وسبقنا
فالإنجاز يولد دائمًا من رَحِمِ المعاناة

وكثيرةٌ هي الأشياء التي لو نظرنا إليها بإيجابيّة
لرأيناها من منظار آخر
ولعرفنا حجم النِعَم التي ضيّعناها بسلبيّتنا
فمفتاح الكنز بين أيدينا
انظروا إلى الصورة في الأعلى
شخصٌ فَقَدَ إحدى قدميه
فهو في نظر المجتمع شخصٌ ناقص
ويحتاج لرعاية
إذ كيف له أن يعيش بقدمٍ واحدة
فمن يملك القدمين بالكاد يستطيع أن يفعل شيئًا
وهذه هي السلبيّة بعيْنها

فالصورة لشخصٍ أنعم الله عليْه بأنعمٍ كثيرة
وتلك القدم المبتورة حلّ محلها الرضى والقناعة
ويكفيه إيجابيّته الواضحة أمامكم
فهوعندما يشتري حذاءً لن تلزمه إلا فردة واحدة
يفكر باستخدام الأخرى بما قد ينفع
ولا يحتفظ بها لنفسه
فهو لن ينتفع بها ولو بعد حين

طريقتان مختلفتان في التفكير
ولكنهما لن يغيرا من الواقع شيئًا
فباستطاعة الإنسان تغيير مجرى حياته
فهو يملك مفاتحها
بطريقة تفكيره ، وقدرته على التعايش مع واقعه
فالإنسان المخلوق الوحيد القادر على التكيُّف مع الظروف
وهو الوحيد أيضًا القادر على تذليل العقبات
وصناعة النجاح والأمل
من ركام الآلام

فالرضى بالقدر والثقة بالقدرات
لهُوَ الطريق للنجاح والتقدُّم
وهو السبيل لاعتلاء القمم مهما كانت المعوقات
ومهما فقدنا من نِعَم ملموسة
فلنحمد الله على نعمة العقل فهي أجَلُّ النِعَم
والإسلام ربَّانا على الشكر عند العطاء
والصبر حال البلاء
والرضى والقناعة
وأن نحب خِلْقَتنا كما هِيَ حتى نعرف كيف نُحِب غيرنا
ففاقد الشيء لا يُعْطيه
وكلمتي الأخيرة لي ولكُم
تذكروا أنَّه لا يوجد شخصٌ ناقص
ولكن هناك شخصٌ وُلِدَ في القاع
واختار البقاء فيه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كتابة ذاتية وحصرية لملتقى الشفاء الإسلامي
الثلاثاء
11/8/2009
بشرى