عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 07-08-2009, 05:18 AM
الصورة الرمزية سحر على
سحر على سحر على غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 1,162
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير سورة النبأ ....(تفسير القرطبي)....

تابع التفسير
*الآية رقم ‏(‏31 ‏:‏ 36‏):
{‏إن للمتقين مفازا، حدائق وأعنابا، وكواعب أترابا، وكأسا دهاقا، لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا، جزاء من ربك عطاء حسابا‏}‏

قوله تعالى‏{‏إن للمتقين مفازا‏}‏ ذكر جزاء من اتقى مخالفة أمر الله ‏{‏مفازا‏}‏ موضع فوز ونجاة وخلاص مما فيه أهل النار‏.‏ ولذلك قيل للفلاة إذا قل ماؤها‏:‏ مفازة، تفاؤلا بالخلاص منها‏.‏ ‏{‏حدائق وأعنابا‏}‏ هذا تفسير الفوز‏.‏ وقيل‏{‏إن للمتقين مفازا‏}‏ إن للمتقين حدائق؛ جمع حديقة، وهي البستان المحوط عليه؛ يقال أحدق به‏:‏ أي أحاط‏.‏ والأعناب‏:‏ جمع عنب، أي كروم أعناب، فحذف‏.‏ ‏{‏وكواعب أترابا‏}‏ كواعب‏:‏ جمع كاعب وهي الناهد؛ يقال‏:‏ كَعَبت الجارية تكعَب كُعوبا، وكعَّبت تُكَعِّب تكعيبا، ونهدت تنهد نهودا‏.‏ وقال الضحاك‏:‏ ككواعب العذارى؛ ومنه قول قيس بن عاصم‏:‏
وكم من حصان قد حوينا كريمة ومن كاعب لم تدر ما البؤس معصر
والأتراب‏:‏ الأقران في السن‏.‏ وقد مضى في سورة الواقعة الواحد‏:‏ ترب‏.‏ ‏{‏وكأسا دهاقا‏{‏ قال الحسن وقتادة وابن زيد وابن عباس‏:‏ مترعة مملوءة؛ يقال‏:‏ أدهقت الكأس‏:‏ أي ملأتها، وكأس دهاق أي ممتلئة؛ قال‏:‏
ألا فاسقني صِرفا سقاني الساقي من مائها بكأسك الدهاق
وقال خداش بن زهير‏:‏
أتانا عامر يبغي قِرانا فأترعنا له كأسا دهاقا
وقال سعد بن جبير وعكرمة ومجاهد وابن عباس أيضا‏:‏ متتابعة، يتبع بعضها بعضا؛ ومنه ادهقت الحجارة أدهاقا، وهو شدة تلازمها ودخول بعضها في بعض؛ فالمتتابع كالمتداخل‏.‏ وعن عكرمة أيضا وزيد بن أسلم‏:‏ صافية؛ قال الشاعر‏:‏
لأنت إلى الفؤاد أحب قربا من الصادي إلى كأس دهاق
وهو جمع دهق، وهو خشبتان ‏[‏يغمز‏]‏ بهما ‏[‏الساق‏]‏‏.‏ والمراد بالكأس الخمر، فالتقدير‏:‏ خمرا ذات دهاق، أي عصرت وصفيت؛ قاله القشيري‏.‏ وفي الصحاح‏:‏ وأدهقت الماء‏:‏ أي أفرغته إفراغا شديدا‏:‏ قال أبو عمرو‏:‏ والدهق - بالتحريك‏:‏ ضرب من العذاب‏.‏ وهو بالفارسية دأشكنجه‏.‏ المبرد‏:‏ والمدهوق‏:‏ المعذب بجميع العذاب الذي لا فرجة فيه‏.‏ ابن الأعرابي‏:‏ دهقت الشيء كسرته وقطعته، وكذلك دهدقته‏:‏ وأنشد لحجر بن خالد‏:‏
ندهدق بضع اللحم للباع والندى وبعضهم تغلي بذم مناقعه
ودهمقته بزيادة الميم‏:‏ مثله‏.‏ وقال الأصمعي‏:‏ الدهمقة‏:‏ لين الطعام وطيبه ورقته، وكذلك كل شيء لين؛ ومنه حديث عمر‏:‏ لو شئت أن يدهمق لي لفعلت، ولكن الله عاب قوما فقال‏{‏أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها‏}‏الأحقاف‏:‏ 20‏]‏‏.‏
قوله تعالى‏{‏لا يسمعون فيها‏}‏ أي في الجنة ‏{‏لغوا ولا كذابا‏}‏ اللغو‏:‏ الباطل، وهو ما يلغى من الكلام ويطرح؛ ومنه الحديث‏:‏ ‏(‏إذا قلت لصاحبك أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغوت‏)‏ وذلك أن أهل الجنة إذا شربوا لم تتغير عقولهم، ولم يتكلموا بلغو؛ بخلاف أهل الدنيا‏.‏ ‏{‏ولا كذابا‏}‏ تقدم، أي لا يكذب بعضهم بعضا، ولا يسمعون كذبا‏.‏ وقرأ الكسائي ‏{‏كذابا‏}‏ بالتخفيف من كذبت كذابا أي لا يتكاذبون في الجنة‏.‏ وقيل‏:‏ هما مصدران للتكذيب، وإنما خففها ها هنا لأنها ليست مقيدة بفعل يصير مصدرا له، وشدد قوله‏{‏وكذبوا بآياتنا كذابا‏}‏ لأن كذبوا يقيد المصدر بالكذاب‏.‏ ‏{‏جزاء من ربك‏}‏ نصب على المصدر‏.‏ لأن المعنى جزاهم بما تقدم ذكره، جزاءه وكذلك ‏{‏عطاء‏}‏ لأن معنى أعطاهم وجزاهم واحد‏.‏ أي أعطاهم عطاء‏.‏ ‏{‏حسابا‏}‏ أي كثيرا، قاله قتادة؛ يقال‏:‏ أحسبت فلانا‏:‏ أي كثرت له العطاء حتى قاله حسبي‏.‏ قال‏:‏
ونقفي وليد الحي إن كان جائعا ونحسبه إن كان ليس بجائع
وقال القتبي‏:‏ ونرى أصل هذا أن يعطيه حتى يقول حسبي‏.‏ وقال الزجاج‏{‏حسابا‏}‏ أي ما يكفيهم‏.‏ وقاله الأخفش‏.‏ يقال‏:‏ أحسبني كذا‏:‏ أي كفاني‏.‏ وقال الكلبي‏:‏ حاسبهم فأعطاهم بالحسنة عشرا‏.‏ مجاهد‏:‏ حسابا لما عملوا، فالحساب بمعنى العد‏.‏ أي بقدر ما وجب له في وعد الرب، فإنه وعد للحسنة عشرا، ووعد لقوم بسبعمائة ضعف، وقد وعد لقوم جزاء لا نهاية له ولا مقدارا؛ كما قال تعالى‏{‏إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب‏}‏الزمر‏:‏ 10‏]‏‏.‏ وقرأ أبو هاشم ‏{‏عطاء حسابا‏}‏ بفتح الحاء، وتشديد السين، على وزن فعال أي كفافا؛ قال الأصمعي‏:‏ تقول العرب‏:‏ حسبت الرجل بالتشديد‏:‏ إذا أكرمته؛ وأنشد قول الشاعر‏:‏
إذا أتاه ضيفه يحسِّبه
وقرأ ابن عباس‏.‏ ‏{‏حسانا‏}‏ بالنون‏.
__________________
أمتى أمتى

ان الاوان كى تعودى
فليعواأخوانى أنك بغير دين الله
تهونى
يا أمتى ....يا أمة المصطفى
تمسكى بشرع الله
كى تقومى
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.61 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]