جَمْع الجَمْع:
الجَمْع لأَدْنَى العَدَدِ إذا كان على "أَفْعِلَةٍ وأَفْعُلٍ" يُجْمَعُ على "أَفَاعِل" وذلك نحو" أَيْدٍ" وَجَمْعُهَا "أيَادٍ"
" أَسْقِيَةٌ " وَجَمْعُهَا " أسَاقٍ"
أَمَّا مَا كان جَمْعَه على "أفْعَالٍ " فَإنَّه يُجْمع تَكْسيراً على "أَفَاعِيل" وذلك نحو: "أقوال "وَجَمْعُهَا "أقَاوِيل"
وقد جَمعُوا: "أفْعِلة" على "أفَاعِل" شَبَّهُوهَا بأَنْمُلَة وأَنَامِلَ،وأَنْمُلاَتٍ وقالوا : جِمَال وجَمَائِل، فَكَسَّروها على "فَعَائل" وقد قَالوا في جَمْع جِمال: جِمَالاَت كما قالوا في جَمْعِ رِجَال : رِجَالاَت ، ومِثل ذلك: بُيُوتَات، ويقولون: مُصْرَان جمعُ مَصِير، وَجَمْعُهَا مَصَارِين.
ومن ذا الباب قولُهم: أسْوِرَةٌ وأَسَاوِرَةٌ. وليسَ كلُّ جَمْعٍ يُجْمَعُ كَمَا أنَّه ليسَ كلُّ مَصْدرٍ يُجْمع إلا تَرَى أَنَّكَ لا تجمَعُ الفِكْر والعِلْم والنَّظَر، وتَجمَعُ منها: الأَشْغال والعُقُول والحُلُوم والأَلبْاب، كما أَنَّهم لا يَجْمَعُون كلَّ جَمْعٍ.
جمْعُ العَلَم الإِسْنادي والمركَّب والمُسَّمى بالجمع.
إذا قَصَدْنَا جَمعَ عَلَمٍ مَنْقُولٍ من جُمْلةٍ وهو الإِسْنادي نحو" جَاد الحق" تَوَصَّلْنا إلى ذلك بـ " ذو" مَجْمُوعاً، فتقول "أتى ذَوَو جَادَ الحقُّ" ومِثْلُه المُرَكَّب فتقول: " هؤلاء ذَوو سِيبَويه"
والمُسَمَّى بالمثنى والمَجْمُوع جَمْعَ المذكَّرِ السَّالِمَ، إذا أردنا تَثْنيتَهما أو جمعَهُما أَتَيْنا لذلكَ به "ذو" مُثَنَّى أو مَجْمُوعاً فتقول "هذَان ذوا حَسَنَيْن" و "هؤلاءِ ذَوُو خَالِدين".
جمع ما دره "ذو" أو "ابن ":
من أسماء مَا لا يعقل ما صُدِّرَ بـ " ذو" أو "ابنِ" وكلاهما يُجمَع "بألف وتاء" فتقول في جمع "ذي القَعْدة" : " ذوات القَعْدة" وجمع"ابنِ عُرْس" : "بَنَاتُ عرس".
جَمْعُ المُذَكَّرِ السّالم:
تعْريفُه:
هو ما سَلِمَ فيهِ نَظمُ الوَاحِدِ وبِنَاؤُه ودَلّ على أكثر من اثنين
ما يُجْمَع هذا الجمع:
لا يُجمَع هذا الجمعَ إلاَّ مَا كَان "اسماً" أو" صِفةً".
فالاسم : كـ "زَيد" وجمعها "زَيْدُون" والثاني كـ " عَالِم" وجمعُها" عَالِمُون".
شُرُوط "الاسم":
يُشْتَرَطُ في الاسمِ أَنْ يكونَ عَلَماً لِمُذَكَّرٍ عَاقِلٍ، خَالِياً مِنْ تَاءِ التَّاْنيث ومن التَّركيب، لَيْس ممَّا يُعْربُ بِحَرْفَيْن،
شُروط الصفة:
يُشترط في الصفِة: أن تكونَ صِفةً لِمُذَكَّرٍ ، عَاقِلٍ، خَاليةً من تاءِ التَّأْنيث لَيْست من بابِ أفْعَلَ، فَعْلاَء، ولا فَعْلاَنَ فَعْلى، ولا ممَّا يَستَوي في الوَصْفِ به المُذَكَّرُ والمُؤَنَّث،
جمع أفعل من ألوان المذكر:
إذا سمَّيْتَ مُذَكَّراً بـ "أبيضَ " جَمَعْتَهُ جمعَ تَصْحيحٍ فتقول: "أَبْيَضُون" لا بِيضٌ على أصْلِ جَمْعه.
إعْرابُ الجَمعِ المُذكَّر السَّالم
بالواوِ المضمُومِ ما قَبلَها لَفْظاً نحو" أَتَى الخَالِدُون" أو تَقْديراً نحو: {وأنتُم الأعْلَونْ}. ويُنصَبُ ويجر بالياءِ المكسورِ ما قبلها لَفْظاً نحو: " رَأَيْتُ الخَالِدِين" ، أو تقديراً نحو { إِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ المُصْطَفَين} (الآية "47" من سورة ص).
وإذا أُضِيفَ إلى ياءِ المتكلم في حالةِ الرّفع تقدر الواو نحو" جَاءَ مُسْلِميَّ" (أصل مُسْلمَيَّ مسلمون لي حذفت اللام للخفة والنون للإضافة وانقلبتِ الواو ياء لِمناسَبَة ياءِ المتكلم وأُدْغِمت فيها وَحُوِّلَتِ الضَّمةُ كَسْرةً لِمُناسَبة الياء)
كَيْفَ يُجْمَع المُذَكَّر السَّالم:
إذا كانَ المُفْرَدُ مَنْقُوصاً حُذِفتَ في الجَمْعِ ياؤه وكَسْرَتُها ، ويُضَمُ ما قَبْلَ الواو، ويُكْسَرُ ما قَبْلَ الياءِ، فتقول: " جاء القَاضُونَ والدَّاعُون" ورأيتُ القَاضِينَ والدَّاعِينَ".
وإذَا كان مَقْصُوراً تُحذَفُ أَلِفُهُ دون فَتْحِتَها : { وأَنْتُمُ الأَعْلَوْن} (الآية " 139" من سورة آل عمران ) . و{إنَّهُمْ عِنْدنا لَمِنَ المُصْطَفَيْنَ الأخْيَارِ} (الآية "47" من سورة ص) .
وحُكْمُ المَمْدُودِ في الجَمعِ كحكمه في التَّثنيه فتقول في " وُضَّاء": "وُضَّاؤون"
المُلْحقُ بِجَمْع المذكَّر السَّالم:
حَمَلَ النَّحاةُ على هذا الجمع أرْبَعَة أنواعٍ:
(أحدُها) أسْماءُ جُموع وهو " أولُو" (اسمُ جمع لـ "ذو" بمعنى صاحب) و "عالَمُون" (اسم جمع سالم، وهو أصناف الخَلْق عقلاء أو غيرهم) و "عشْرون" إلى "التِّسْعِين".
(الثاني) جُمُوعُ تكْسير وهي "بَنُون" و "حرُّون" (حرون : جمع حَرَّة: وهي أرض ذات حجارة سود) و" أَرَضون" و "سنُون" ،
وضابطُه: " كلُّ ثُلاثي حُذِفَتْ لامُهُ، وعُوِّضَ عنها هَاءُ التَّأْنيث ولم يُكَسَّر" نحو" عِضَة" "عضِين" و "عزَة " و"عِزِين"
(الثالث) جُمُوعُ تصحيح لم تَسْتوفِ الشروط كـ "أَهْلُون" جمع أَهْل، و "وابِلُون" جمعُ وابل ،لأنَّ " أَهْلاً وَوَابِلاً" ليسَا عَلَمين ولا صِفَتَين ولأنَّ "وَابِلاً" لغير العاقل.
(الرَّابع) ما سُمِّي بهِ مِن هذا الجمع: كـ " عَابِدِين"، وما أُلحِقَ به كـ " عِليِّين" قال الله تعالى: { إنَّ كِتابَ الأبْرارِ لَفِي علِيِّيِّن، وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّون } (الآية "19، 20" من سورة المطففين) .
حكمُ نونِ الجمع المذكَّر وما حُمِلَ عليه:
نونُ الجمعِ المذكَّر السالم وما حُمِلَ عليه مَفْتُوحةٌ بعد الواوِ والياءِ، هذا هُو الأصل وكَسْرُهَا جائزٌ في الشِّعر بعدَ الياء
انـــــــــــــــتـــــــــــــــهى
بكل تأكيد هو درس طويل وصعب لمن أراد حفظه
ولكن لنجعله مرجعيّة لكل ما أشكل علينا في الجمع
ومن كان عنده زيادة عما ذكرت فليزدها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته