بسم الله الرحمن الرحيم
بالأمس سمعْتُ محاضرة للشيخ الجليل العريفي عن حكم سماع الغناء
تكلَّم فيها عن الكلمات المبتذلة والألفاظ المتهتِّكة ، التي يستعملها المفسدون " اسمحوا لي بالستبدال كلمة مغنون بمفسدين فهي تليق بهم أكثر "
وتأثير هذه الكلمات في عقول الشباب والفتيات .
وبينما أستمع إلى حديثه قلت في نفسي ، في الماضي كان الفساد سماعيًا أما الأن فأصبح يمثل أيضًا
وإذا به يكمل كلامه وكأننا على اتفاق :
بالماضي كان الشاب يستمع للأغية ويتخيل هو الأحداث كل حسب تفكيره وعقله ، أما اليوم " في زمان الفتن " فقد أراحوا الشباب من عناء التخيل
ونقلوهم إلى مشاهدة الأحداث بكل تفاصيلها! ، بما يسمى بالفيديو كليب.
لترى المفسد يتمايل ومعه فتيات تخجل العين من رؤيتهن ، ليصوروا الكلمات المسموعة إلى أحداث ، ويزينوا المنكر باسم الحب والغرام
" وكان الله في عوْن الشباب والفتيات "
صدقت والله يا شيخنا الجليل
وفي نفس الموضوع أتذكر محاضرة لشيخ آخر " لا أذكر اسمه "
تحدّث فيها عن الغناء المصوّر وما فيه من فتنة على أبناء هذا الجيل
وقال بأنّها أذكى خطّة استخدمها أعداؤنا ضدنا ، وأسماها " بالدعارة المقنّعة "
لا تندهشوا فشيخنا الجليل أصاب الحقيقة
استمعوا لقوله :
قال شيخنا تخيّلوا لو قال لك أحدهم اسمح لابنك بمشاهدة فيلمًا إباحيًا ماذا سيكون ردك ؟
بكل تأكيد سترفض مهما كانت عقيدتك ومهما كانت طبيعة مجتمعك .
فكل الأديان على وجه الأرض ، وجميع المِلل والنحَل ترفض أن يرى أبناءها شيئًا كهذا ، ولن يكون هناك مجال حتى للنقاش فيه.
لذا بحثوا لنا عن طريقة شيطانيّة يستطيعوا من خلالها دخول بيوت المسلمين ، وإفساد أبنائهم.
وبالفعل كان لهم ما أرادوا
لقد صوّروا لنا فيديو كليب إباحي ، ولكن بأقنعة الحضارة والانفتاح، ونحن استقبلناهم بصدرس رحب ، وفتحنا لهم الأبواب الموصدة ، وسمحنا لهم بدخول بيوتنا بلا استئذان .
لقد غزت الكليبات عقول الفتية والفتيات ، وشاهدها أبناؤنا دون رادع من الأهل والمسؤلين .
والنتيجة التي وصلنا إليها ، فتياتنا كفتيات الفيديو كليب، لا تكاد ترى فرقًا ، والشباب أصبحوا مسخا عن المفسدين الذين يسمّوْن بلغة الحضارة المزعومة فنانين
أخوتي وأخواتي الغيورين :
لقد قتلونا في الصميم ، أضاعوا مبادئنا ، وهدموا ديننا ، وخربوا عقول شبابنا ، الذين لن تصلح حالنا إلا بصلاحهم ، فهم عدّة الأوطان .
والمصيبة الكبرى أننا إلى الآن لم نعِ خطورة هذه القنوات المتخصصة بنقل الدعارة المقنّعة ، والوقوف بوجهها
أعرف أن الكثيرين منكم يحاربها بقدر استطاعته ، ويمنع دخولها إلى بيته ، وأنا على يقين بأن فيكم الخير الكثير .
ولكن بنظرة سريعة إلى عدد مرات التحميل لأغنيّة معيّنة ، ومقارنتها بمرات تحميل محاضرة قيّمة لشيخ جليل ، ستعْقِد لسانك الدهشة اما سترى من فرق شاسع بالأرقام .
أظن أنّ مقارنة كهذه تضعنا في الصورة الحقيقيّة لحال المسلمين .
إخوتي وأخواتي في الله:
أعلم كم هو موضوع شائك ، أن نعترف بالتخريب الذي نتج عن هذه الدعارة المقنّعة .
ولكن لا بد لنا من الحديث عنه .
فالقنوات الفضائيّة أفسدت شبابنا وبناتنا ، وغيّرت أحوالنا .
لو خرجنا إلى الشارع سنرى التغيّر الواضح في طريقة اللباس ، والتقليد الأعمى ، ولن أتجاهل ذهاب الحياء من بنات المسلمين وشبابهم، وغيرها من الأمور التي لا نجهلها فنحن أبناء هذا العصر ونعيش به .
ولا أخفي عليكم
أني في الوقت الحالي أبنائي مازالوا صغارًا وكل اهتمامهم منصب على قنوات الأطفال ، التي أحاول جاهدة انتقاء ماهو نافع ومفيد لهم .
ولكم لابد للصغير أن يكبر ، وكم أخاف من الفتن التي تزداد يوما بعد يوم ، وأسأل الله أن يلطف بهم وبجيلهم
وسؤالي :
ماذا ستكون ردة فعلك أخي وأنت أختي ، لو لاحظت تعلُّق ابنك أو ابنتك ، أو أي قريب لك بهذه القنوات .
أتمنى التفاعل من الجميع فآراؤكم تهمني ، وكفانا دفنًا لرؤسنا كالنعام ، لنكن يدًا واحدة ، وصوتًا واحدًا
ولنقل سويًا
لا للدعارة المقنّعة
أترككم على خير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختكم في الله
بشرى