صدقت أخي الكريم فيما قلت،وأصبت موطن الداء؛فالمسلمون الآن في مشارق الأرض ومغاربها،بل وفي بلاد العروبة والإسلام،لايكاد يمر عليهم يوم ـ بل أقل من يوم ـ إلا وتسيل دماؤهم أنهارا،ويودعون السجود والمعتقلات،وتصادر أموالهم فضلا عن حرياتهم،غرباء في أوطانهم،يصدق عليهم قول القائل:
أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد***تجده كالطيرمقصوص جناحاه.
وأمام كل هذا الظلم والقهر،قل من يرق قلبه لأحوال المسلمين،وقل من يتابعون الأخبار ويقرؤن الصحف،اللهم إلا أخبارالسينما والمسرح ،وكرة القدم،وأخبار نجوم الغناء ونجماته،ومن تتابع عن كثب بيوت الأزياء والموضة،وصدق فينا قول القائل:
ملكنا هذه الدنيا القرونا***وأخضعها جدود خالدونا
وسطرناصحائف من ضياء***فما نسي الزمان ولا نسينا
إلى أن قال:
ومــا فـتـئ الـزمـان يـدور حتى*** مـضى بالركب قوم آخرون
وأصبح لايرى في الركب قومي***وقــــد عــاشوا أئمته سنينا
وآلـمـني وآلـم كــــل حــــــــــر*** سؤال الدهر أين المسلمون.
ولا حول ولا قوة إلا بالله
تقبل تحياتي