
26-07-2009, 11:41 PM
|
 |
مشرفة ملتقى القصة والعبرة
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2007
مكان الإقامة: alex
الجنس :
المشاركات: 4,147
الدولة :
|
|
رد: الشفعاء عند الله تعالى يوم القيامة
شفاعة الأذان
************
أخرج البخاري في صحيحه بسنده عن المازني
عن أبيه أنه أخبره أن أبا سعيد الخدري قال له:
إني أراك تحب الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك (أو باديتك)
فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء
فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء
إلا شهد له يوم القيامة،
قال أبو سعيد: سمعته من رسول الله .
*******
أبو سعيد الخدري صحابي جليل قدم نصيحة لأحد إخوانه المسلمين
عندما علم أنه يحب الخلاء لكونه يرعى الغنم وقد يجره ذلك إلى أماكن نائية، فأراد أبو سعيد أن يرشد صاحبه إلى خير يجب أن يحرص عليه، وهو رفع الصوت بالأذان في تلك الأماكن البعيدة
عن العمران..والأذان حق الوقت والإقامة حق الصلاة أي أن الأذان للإعلام بدخول وقت الفريضة فلا يتعدد، فالأذان واحد في المسجد أو في أي مكان عند بدء الوقت، أما الإقامة فتتعدد كلما تعددت الصلاة لمنفرد أو لجماعة. فراعي الغنم في باديته يؤذن ويرفع الصوت بالأذان للإعلام بدخول وقت الصلاة حتى ولو لم يحضر أحد ليصلي معه لأن هناك حكمة أخرى بالغة وهي أنه
لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة.
ومعنى مدى صوت المؤذن أي غاية صوته ومنتهى ما يصل إليه فإذا كان الأبعد وهو الذي يسمع الصوت ضعيفاً يشهد للمؤذن فإن الأقرب وهو الذي يسمع الصوت قوياً يكون أولى بالشهادة.
والتعبير بقوله:
"ولا شيء" يشمل الحجر والشجر والحيوان
فهو من العام بعد الخاص وهذه الشهادة من السامعين للأذان
شهادة تكريم وشفاعة للمؤذن، فهؤلاء السامعون على تنوع أجناسهم وأنواعهم يقدمون شفعاء عند الله عز وجل فيتقبل الشفاعة منهم وهو أعلم بهم، ويتفضل سبحانه على المؤذنين
بمزيد الثواب والأجر والنعيم..أى بمعنى آخر أن الأذآن يأتى
يوم القيامة شفيعا ً للمؤذن ...
والشهادة يوم القيامة نوعان :
شهادة تفضح ، وشهادة ترفع ،
فشهادة الفضوح كما في قوله تعالى:
" وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ* حَتَّى إِذَا
مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ "
سورة فصلت الآيات : 19- 21
وشهادة الرفعة والتكريم كشهادة القرآن لأهله وشهادة الأذان لأصحابه.
*******
ذلك بتدبير إلهي
وعلم أزلي
وليست الشفاعة مفاجأة لله ولا إلزاماً له سبحانه،
فالشفاعة عند الله ليست كالشفاعة عند البشر،
والحكمة من شفاعة الأعمال هي الترغيب في الصالحات
وحث المكلفين على مداومة الطاعات ....
اللهم اجعلنا ممن تـُقبل شفاعتهم يوم القيامة
وممن يُشفع لهم رسولك الكريم 
|