الموضوع
:
الشفعاء عند الله تعالى يوم القيامة
عرض مشاركة واحدة
#
2
27-07-2009, 12:40 AM
زهرة الياسمينا
مشرفة ملتقى القصة والعبرة
تاريخ التسجيل: Sep 2007
مكان الإقامة: alex
الجنس :
المشاركات: 4,147
الدولة :
رد: الشفعاء عند الله تعالى يوم القيامة
شفاعة القرآن
************
أخرج مسلم في صحيحه عن أبي أمامة
قال:
سمعت رسول الله
يقول:
"
اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحا
به
"
*****
قراءة القرآن من القربات التي يعظم ثوابها عند الله تعالى،
لأنها علم وعمل، ذكر وعبادة ومناجاة..
فقراءة القرآن تصحح العقيدة وتبين صالح الأعمال،
وتصل القلب بالله، وتجعل اللسان رطباً بذكر الله،
وتدفع المسلم إلى الضراعة الخاشعة لله،
ولهذا جاء في حديث رواه الحاكم وصححه:
"
إن هذا القرآن مأدبة الله فاقبلوا مأدبته ما استطعتم،
إن هذا القرآن حبل الله، والنور المبين، والشفاء النافع،
عصمة لمن استمسك به، ونجاة لمن اتبعه،لا يزيغ فيستعتب،
ولا يعوج فيقوم، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق من كثرة الرد،
اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته، كل حرف عشر حسنات،
أما إني لا أقول آلم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف
"
وشفاعة القرآن لأصحابه يوم القيامة تظاهرت عليها نصوص الأحاديث،وكيفية هذه الشفاعة وحقيقتها ومناجاة القرآن لله عز وجل مما نفوض علمها إلى الخلاق العليم.
ونؤكد أن شفاعة القرآن تعني في النهاية
ما يمنحه الله لقارئ القرآن من ثواب عظيم
ومنزلة رفيعة ونعم لا تعد ولا تحصى..
وفي حديث رواه ابن حبان عن جابر
قال:
قال رسول الله
:
"
القرآن شافع مشفع وما حل مُصدَّق، من جعله أمامه قاده
إلى الجنة ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار
"
فالقرآن شافع أي طالب للشفاعة لأهله، ومشفع أي مقبول
الشفاعة عند الله عز وجل، وماحل أي ساع إلى الخير أو خصم مجادل عن صاحبه، ومصدق أي يصدقه الله فيما يقوله عن حملة القرآن المعظمين لشعائر الله.
*****
شفاعة الصيام
**************
روى أحمد والطبراني والحاكم (وقال صحيح على شرط مسلم)
عن عبد الله بن عمرو
ما
أن النبي
قال:
"
الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام رب إني منعته الطعام والشراب بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن رب إني
منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان
"
*****
الصيام فريضة محكمة ارتبطت بشهر رمضان،
ذلكم الشهر الكريم الذي تلقى فيه الرسول
الوحي الإلهي، وتعاهده المصطفى بمزيد العبادة والطاعة لله عز وجل.. والصيام عبادة لم يتقرب بها أحد لغير الله تعالى،
ولا يدخلها الرياء، وبها يتشبه المسلم بالملأ الأعلى
الذين لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناسلون..
ولهذا خصه الله تعالى بمزيد الثواب والأجر
وأضافه إلى نفسه العالية،
ففي صحيح مسلم بسنده عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله
:
كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان، فرحة عند فطره،
وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك
"
هذا الصوم إذا أداه المسلم بآدابه وكمالاته يكون شفيعاً للصائمين يوم القيامة، فيقف الصوم ليدافع عن أهله ويذكر محاسن أعمالهم
ويعدد فضائل سلوكهم، ويقول بلسان يعلمه الله تعالى
وبكيفية يخلقها المولى جل شأنه، وبطريقة ندعها لعلام الغيوب:
رب إني منعته الطعام والشراب بالنهار فشفعني فيه..
أي يارب اقبل شفاعتي للصائمين فأنا شهيد على التزامهم
بأحكام الصيام..
ويستجيب الله تعالى لشفاعة الصيام فينزل سكينة ورحمة ع
لى الصائمين ويدخلهم من باب الريان ويرفعهم مكاناً علياً في الجنان ويمدهم بآلاء ونعم فوق الوصف والخيال..
*******
شفاعة سورتي البقرة وآل عمران
************************
أخرج مسلم في صحيحه بسنده عن أبي أمامة الباهلي قال:
سمعت رسول الله
يقول:
"
اقرأوا الزهراوين البقرة وآل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما
"
*****
لسورتي البقرة وآل عمران فضل خاص ومنزلة كريمة،
فهما تسميان الزهراوين لكثرة نورهما وعظم هدايتهما
واشتمالهما على أمور الدين وعقائد التوحيد وأحكام التشريع بتفصيل كبير..
وعندما يقرأ المسلم القرآن المجيد ويتأمل هاتين السورتين
تعظم في نفسه نعمة الله عليه، ويشرق قلبه بنور الله،
فيتعلم ما يسعد به في الدنيا والآخرة
وقد اشتملت سورة البقرة على أعظم آية في القرآن وهي آية الكرسي، وأطول آية وهي آية المداينة،
ونزلت الآيتان الأخيرتان في سورة البقرة من كنز تحت
عرش الرحمن، ومن قرأهما في ليلة كفتاه.
وسورة آل عمران تحكي تاريخ المسلمين في بدر وأحد،
وتحدد علاقة المسلمين بأهل الكتاب،
وتتحدث عن فريقين متقابلين بينهما بعد المشرقين
هما المنافقون الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا،
والشهداء الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم
فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل..
وكانت الآيات العشر في ختام سورة آل عمران يقوم بها النبي
ليلاً وينظر في السماء ويقرؤها
ثم يقول ويل لمن يقرأ هذه الآيات ثم لم يتفكر فيها ثم يبكي
ويدعو الله قائلاً :
"
اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي سمعي نوراً، وفي بصري نوراً، وعن يميني نوراً، وعن شمالي نوراً، ومن بين يدي نوراً، ومن خلفي نوراً، ومن فوقي نوراً، ومن تحتي نوراً،
وأعظم لي نوراً يوم القيامة
"
هاتان السورتان تأتيان يوم القيامة شافعتين لأصحابهما،
والتعبير بالصحبة يدل على كثرة الملازمة في التلاوة والتأمل والعمل والالتزام.
هاتان السورتان ضرب الرسول الكريم لهما ثلاثة أمثلة :
"
كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من
طير صواف
"
والغمامتان والغيايتان كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه
والفرقان الجماعتان..
تتقدم هاتان السورتان بهذا الشكل تدافعان عن صاحبهما
وتشفعان له عند الله عز وجل ويجعلهما الله تنطقان
بما كان يقوم به المسلم من عناية بالقرآن
ورعاية لآدابه والتزام بأحكامه، فيقبل الله تعالى شفاعتهما
ويحقق لصاحبهما فوزاً وفضلاً عظيماً..
*******
شفاعة سورة الملك
*****************
روى أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن،
عن أبي هريرة
قال:
قال
:
"
من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له
"
*******
من بركة القرآن أنه يشفع لأصحابه العاملين به الملتزمين بأحكامه، الموفين بعهد الله، وشفاعة القرآن قد تقع من القرآن
كله أو من بعض سوره..
وجاءت الروايات تثبت الشفاعة لسورة البقرة وسورة آل عمران،
وقد شرحنا ذلك فيما سبق..
والحديث يخبرنا فيه الصادق المصدوق
بشفاعة سورة الملك، وهي سورة مكية، عدد آياتها ثلاثون،
وتبدأ بتقديس الله وتنزيهه وإثبات قدرته المطلقة
وسلطانه العظيم على الملك والملكوت، قال تعالى:
"
تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
"
سورة الملك آية1
وتسمو بفعل الإنسان إلى آفاق الماضي والحاضر والمستقبل
وتبسط أمام ناظريه آيات الأنفس والآفاق.. قال تعالى:
"
الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ
" سورة الملك آية 3
وتدفع هذه السورة الكريمة الناس إلى المسارعة إلى الخير والبر والمعروف
قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله، يقف فيه الكافرون موقف الهوان والحسرة:
"
وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ*فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ
"
سورة الملك آية 10،11
وتعدد السورة نعم الله في الخلق والرزق والإحياء والإماتة
لتصل إلى جوهر الحقيقة في إيجاز شديد:
"
قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
"
سورة الملك آية24
فالمبدأ من الله والمرجع إلى الله، ولا مجال لقول قائل:
"
وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
"
سورة الملك آية 25
فالجواب حاضر، وبدهي :
"
قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ
"
سورة الملك آية26
فالموعد لن يخلف، ومهمة الرسول هي البلاغ، والعاقل من
استخدم نعم الله في طاعة الله. وهكذا فإن تلاوة سورة الملك والتأمل الواعي في آياتها وانشراح الصدر بها عملاً وسلوكاً
يجعل المسلم محلاً لشفاعة هذه السورة الكريمة، وتقوده حتى
يغفر له، وتسلمه إلى الجنة ونعيمها..
******
__________________
زهرة الياسمينا
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها زهرة الياسمينا
[حجم الصفحة الأصلي: 31.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط
30.86
كيلو بايت... تم توفير
0.63
كيلو بايت...بمعدل (1.99%)]