عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 19-07-2009, 05:58 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,883
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ..: ابن جبرين في قلوبنا :..كل ما كتب عن ابن جبريل

أحقا مات ابن جبرين؟
فرحان بن سميح العنزي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

غالبا ما يهون وقع مصيبة فقد الأحباب توقع حصول هذه المصيبة والدخول في مقدماتها. والإنسان الذي لديه شخص كبير في السن يعاني من أمراض مختلفة لا يحزن لفقده كما يحزن لفقد قريب له مات فجأة أو بدون مقدمات.

وهذا الكلام إنما ينطبق على عامة الناس الذين لا أثر لهم في الحياة يذكر.

ولقد بلغ سماحة الشيخ عبد الله بن جبرين- رحمه الله- عمرا طويلا وعانى من مرض عضال ودخل في غيبوبة لمدة أشهر، ومع ذلك كله فقد كان وقع موته عظيما على من عرف منزلة مثله.

إن فقد الشيخ - رحمه الله- لا يدرك خطره إلا من عرف أن هؤلاء العلماء هم أمنة للأمة فإذا ذهبوا أتى الأمة ما توعد.

ولقد قال بعض السلف في تفسير قوله تعالى (أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) الرعد 41، أن المقصود بنقص الأرض هنا هو موت العلماء.

إن فقد مثل الشيخ ابن جبرين رحمه الله هو بمثابة دفن لجزء من ميراث النبوة الذي لا يوجد إلا عند مثله (وإن العلماء ورثة الأنبياء).

إن فقد أمثال الشيخ ابن جبرين رحمه الله هو بداية لفتح باب عظيم من أبواب الضلال حيث يقبض العلم ويتخذ الناس رؤوسا جهالا يفتون الناس بغير علم. قال صلى الله عليه وسلم:

(إن الله تعالى لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا).

لعمرك ما الرزية فقد مال.......ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية موت شيخ.......يموت بموته خلق كثير
إننا- والله- لا نحزن على فقد الشيخ بقدر ما نحزن على فقد قلوب لم تقدر وجود أمثال هذه الجبال الشم حق قدرها وإلا فإنا نعلم- بحسن ظننا بربنا وشهادة نبينا عليه الصلاة والسلام- أن ما عند الله خير للشيخ، كيف وقد بذل الشيخ رحمة الله عمره معلما للخير داعيا لعقيدة السلف آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، وكيف وقد شهد له البعيد والقريب بالخيرية وقد قال صلى الله عليه وسلم (أنتم شهداء الله في أرضه).

أخير أيها الإخوة أقول لكم إن الميت هو ميت الأحياء الذي وجوده كعدمه أو وجوده شر من عدمه:

ليس من مات فاستراح بميت......إنما الميت ميت الأحياء

إن ما نشر الشيخ رحمه الله من علم يجعله حيا حاضرا بينا ومن فاته شخص الشيخ فلا يفتونه علمه، وإن لدينا من العلماء الأحياء من هم في مصاف الشيخ رحمه الله فهل سننتظر حتى تطوى أعمارهم ويكون قصارى ما نملك هو التحسر والتفجع. أتمنى أن لا.

اللهم اغفر لشيخنا ابن جبرين وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين اللهم افسح له في قبره ونور له فيه.

والســــلام


[إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ]
كسر لا يجبر وثلمة لا تسد
وفاة شيخنا العلامة ابن جبرين رحمه الله
العربي بن زغلول الدسوقي

الحمد لله الواحد القهار، العزيز الغفار، مقدرِ الأقدار، مصرفِ الأمور، مُكَوِّر الليل على النهار، تذكرةً لأولي القلوب والأبصار، وتبصرة لذوي الألباب والاعتبار.
الذي أيقظ من خلقه مَن اصطفاه فأدخلهم في جملة الأخيار، ووفق من اجتباه من عبيده فجعله من المقربين الأبرار، وبصّر من أحبه فزهدهم في هذه الدار، فاجتهدوا في مرضاته والتأهب لدار القرار، واجتنابِ ما يسخطه والحذر من عذاب النار، وأخذوا أنفسهم بالجد في طاعته وملازمة ذكره بالعشي والإبكار، وعند تغاير الأحوال، وجميع آناء الليل والنهار، فاستنارت قلوبهم بلوامع الأنوار. أحمده أبلغ الحمد على جميع نعمه، وأسأله المزيد من فضله وكرمه. وأشهد أن لا إله إلا الله العظيم، الواحد الأحد الصمد العزيز الحكيم
كثيرة هي الفواجع والمصائب في هذه الحياة الدنيا، وأكثر هذه الفواجع وآلمها موت العلماء، تلك المصيبة التي تتعدى آثارها بيت الفقيد وأهله وصحبه، لتصل إلى آماد بعيدة في الأمة عامة. وفي أحيان كثيرة يقف المرء مشدوهاً أمام هذه المصائب ولربما حاول استبعادها من شدة وقعها لأول وهلة، إذ يفزع الإنسان في لحظة ما إلى آمال حبيسة في نفسه سرعان ما تجيش لتتحكم في سلوكياته، وهذا ما عبّر عنه أبو الطيب المتنبي حينما بلغه خبر موت من كان مولعاً بحبها فما أن وصله الخبر حتى قال:

طوى الجزيرة حتى جاءني خبر* فزعت فيه بآمالي إلى الكذب
وهذا الذي كان عندما سمعت بموت شيخنا العالم الكبير الحبر البحر العلامة الفقية
الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله رحمة واسعة
ولا شك أن موت العلماء كسر لا يجبر وثلمة لا تسد ، ذلك أن العلم يموت بموت حامليه .
قال محمد بن الحسين : إذا مات العلماء تحير الناس ودرس العلم بموتهم وظهر الجهل ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، مصيبة ما أعظمها على المسلمين .
قال ابن عبد البر رحمه الله : أنشدني احمد بن عمر بن عبد الله في قصيدة له :

وذهاب العلم عنا………في ذهاب العلماء
فهم أركان دين الـ………ـله في الأرض الفضاء
فجزاهم ربهم عنـ ……ـا بمحمود الجزاء
وقال آخر :
تعلم ما الرزية فقد مال……ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد حبر………يموت بموته خلق كثير
ولكن الله تعالى برحمته وطوله وقوته وحوله ، ضمن بقاء طائفة من هذه الأمة على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم ، أولئك هم الأقلون عدداً ، الأعظمون عند الله قدراً ، قال ( : " لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس " . وفي رواية : " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة " .
نسأل الله أن يتغمد شيخنا برحمته وأن يسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، وأن يجزيه عن الأمة خير الجزاء والله إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، فاللهم اخلفه في عقبه واجعله في عليين واخلف الأمة خيراً في مصيبتها أمين


وكتبه
أبو عبد الرحمن
العربي بن زغلول الدسوقي
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.62 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.99 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]