خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في خمس عشرة مائة من أصحابه وأحرم من ذي الحليفة بعمرة وبعث له عيونا يأتونه بأخبار قريش فجاءه الخبر بأن أهل قريش يريدون منعه وصده عن البيت الحرام
وصل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الحديبية ونزل عندها وجاءه الناس وليس عنده ماء للوضوء وقالوا للرسول صلى الله عليه وسلم ليس عندنا ماء للشرب والوضوء إلا ركوتك فوضع أصابعه في الركوة ففار الماء من بين أصابعه كأنه عيونا فوضؤوا وشربوا
وبايع الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة على أن لا يفروا وبعث عثمان بن عفان -رضي الله عنه - إلى مكة وقال بيده اليمنى هذه يد عثمان وضرب بها يده الأخرى بيعة عن عثمان -رضي الله عنه-
بدأت المفاوضات بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين قريش فجاء عروة بن مسعود وقال للرسول صلى الله عليه وسلم أرأيت لو أنك استأصلت قومك فما حدث أن أحد فعل ذلك بقومه
وإن تكن الأخرى فما أرى حولك إلا شوابا يفرون فرد عليه أبو بكر - رضي الله عنه - ردا قاسيا وكان عروة يأخذ لحية رسول صلى الله عليه وسلم كلما كلمه وشعبة بن المغيرة - رضي الله عنه - واقف على رأس الرسول صلى الله عليه وسلم ويضرب يد عروة كلما فعل ذلك ويقول له أخر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم .
رجع عروة ولم يتوصلوا إلى اتفاق فقال لقومه لقد وفدت على الملوك ما رأيت ملكا يعظمه أصحابه كتعظيم أصحاب محمدٍ محمداً ولقد عرض عليكم أمر رشد فاقبلوه وجاء مفاوض آخر اسمه مكرز وهو رجل فاجر وفي أثناء الحديث جاء سهيل بن عمروا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه سهل الله لكم أمركم
دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب -رضي الله عنه –
فقال له: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل: أما الرحمن فلا نعرفه اكتب كما كنت تكتب باسمك اللهم . فقال له : اكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله قال سهيل: لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صدنك اكتب محمد بن عبد الله
فقال لعلي: امح رسول الله .فقال علي رضي الله عنه : والله لا امحه . فقال : أرني مكانها فمحاها الرسول صلى الله عليه وسلم وكان من شروط الصلح
1- يرد المسلمين من يأتيهم من المشركين مسلما
2- من يذهب من المسلمين إلى الكفار لا يردوه
3- لا يدخل الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه هذا العام ويعودون في العام المقبل
فجاء أبو جندل بن عمرو بن سهيل - رضي الله عنه - هاربا من أذى المشركين يرسف في حديده فقال سهيل: هذا أول ما أقاضيك عليه فطلب منه الرسول أن يجزه له فأبى سهيل أن يجيز له ابنه ويقول أبو جندل - رضي الله عنه - تردوني إلى المشركين ليغذوني
فلما انتهوا من كتابة الصلح أمر الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة أن ينحروا هديهم ويحلقوا رؤوسهم فلم يفعل أحد
دخل الرسول صلى الله عليه وسلم على زوجه أم سلمة -- رضي الله عنها - فأخبرها الخبر وما لقي من أذى الناس
فقالت له : اخرج ولا تكلم احد منهم وانحر هديك وادعو حالقك فلما رأى الصحابة فعل النبي صلى الله عليه وسلم نحروا هديهم وحلقوا رؤؤسهم وكادوا يقتلون بعضهم غما
ورجع الناس للمدينة ونزلت سورة الفتح في الطريق
سار الجيش إلى خيبر فوصلوا صباحا وخرج اليهود إلى أعمالهم فرأوا الرسول صلى الله عليه وسلم وجيشه فرجعوا إلى حصنهم يسعون فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال : الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المذرين
وحاصر المسلمون الحصن وأخذ الراية أبو بكر - رضي الله عنه - فلم يفتح الله له . وأخذ الراية عمر- رضي الله عنه - فلم يفتح له فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لأعطين الراية غدا- الرجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح له
فلما كان الصباح قال رسول صلى الله عليه وسلم ادعوا لي علي بن أبي - رضي الله عنه - قال يشتكي من وجع فأتي به وبصق بعينيه فبرئت كأن لم يكن بها وجع
وفتحت خيبر عنوة ولم يغنم المسلمون الذهب بل غنموا الغنم والبقر والإبل والحوائط وفي الطريق أوقدوا نارا لطبخ الحمر الإنسية فناد منادي رسول صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل ينهاكم عن لحوم الحمر فإنها رجس
أهدت امرأة من اليهود وهي أخت ملكهم شاة مسمومة مصلية ووضعت فيها السم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ولا يأكل من الصدقة فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من وقال لا صحابه ارفعوا أيديكم فإنها أخبرتني أنها مسمومة فمات بشر بن البراء الأنصاري
أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وراء المرأة اليهودية وسألها ما حملك على ذلك فقالت إن كنت نبيا لم يضرك الذي صنعت وإن كنت ملكا أرحت الناس منك .فأمر رسول صلى الله عليه وسلم بقتلها فقتلت
وتزوج صفية بنت حيي بن اخطب سيد من أسياد اليهود لنفسه من السبي فاعتقها وتزوجها
وسار الجيش فنام من الليل وقال بلال أنا أكلأكم الليل فصلى ما شاء الله له أن يصلي فغلبه النوم فنام فما استيقظ أحد من الجيش إلا على حر الشمس وكان أول من استيقظ الرسول صلى الله عليه وسلم فتوضؤا وصلوا الصبح بعد طلوع الشمس وقال الرسول صلى الله عليه وسلم من نسي صلاة فليصلها
قدم المهاجرون من الحبشة بعد فتح خيبر فأسهم لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائم خيبر وأعطاهم منها وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر منها
قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرة القضاء التي تصالحوا عليها مع الكفار في الحديبية فبلغه أن المشركين يقولون يقدم علينا قوم وهنتهم الحمى وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يرى القوم منكم غميزة وأمر أصحابه أن يرملوا ثلاثة أشواط ويمشوا ما بين الركنين ليرى المشركون جلدهم فقال المشركون هؤلاء الذين زعمتم أن بهم حمى إنهم لينفرون نفر الظباء وأقام بها ثلاث ليال ونكح ميمونة بنت الحارث
لما رجع رسول صلى الله عليه وسلم جهز جيش مؤتة واستعمل عليهم زيد بن حارثة فان قتل زيد فأميركم جعفر فان قتل جعفر فعبد الله بن رواحة فأتى خبرهم واخبر رسول الله خبرهم النا س وعيناه تذرفان وقال أخذ الراية من سيف الله خالد بن الوليد ففتح الله عليه وكان خالد يقول لقد تقطعت في يدي تسعة أسياف ما بقي في يدي إلا صحيفة يمانية
كُتب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الملوك
بعث الرسول صلا صلى الله عليه وسلم دحية بن خليفة الكلبي إلى عظيم بصرى فدفعه إلى هرقل فقرأه عليهم فإذا
هو بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدىأ ما بعد: فإني ادعوك بدعاية الإسلام اسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فان توليت فان عليك إثم الاريسيين
كتابه لكسرى وبعث الرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا إلى عظيم البحرين فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى ملك فارس فلما قرأه مزقه فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمزقوا كل ممزق
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص إلى ذات السلال وبعث بعثا قبل الساحل وأمر عليهم أبو عبيدة بن الجراح وبعث رسول صلى الله عليه وسلم بعثا إلى قوم من المشركين في الحرقة
نعى رسول الله صلى الله عليه وسلم النجاشي ملك الحبشة في اليوم الذي مات فيه وقال: مات اليوم عبد لله صالح أصحمة النجاشي وصلى عليه أربع تكبيرات