رد: قواعد في الرزق الحسن على ضوء قصة شعيب
ثالثاً : التحذير و الترهيب .
و حيث أن تشبث النفوس بالمال ، و تعلقها به قد يحملها على اقتحام الحرام ، و الخوض فيه ، فكان من الحكمة قرع النفوس و تخويفها ، لعلها ترعوي و تهجر الحرام ، فقد نوع نبي الله شعيب عليه السلام ، في اسلوب خطابه لتحذير قومه و تخويفهم ، و طرقه من عدة جوانب ، إمعاناً في نصحهم ، و شفقة عليهم من سخط الله عز وجل فقال لهم : ( إني أخاف عليكم عذاب يوم محيط) و لا يخفى ما تضمنه هذا الخطاب من قرع و تخويف كما أنه قبل ذلك قال لهم : { إني اراكم بخيرٍ }؛ فذكرهم برخص الأسعار، وكثرة الأرزاق، فينبغي عليهم الشكر لله على هذه النعم ، لا بخس الحقوق ، و أكل الأموال بغير حق ، و حيث أن الجزاء من جنس العمل ، و أنهم إذا استمروا على طريقهم في البخس و الظلم ، فإن الأمور ستستبدل بضدها ، كما جرت سنة الله عز و جل بذلك ، و مجتمعنا اليوم إذ يشكو الغلاء في الأسعار ، و ارتفاعها بشكل كبير ، لهو نذير خطر قد دق ناقوسه ، إذ استمرأ كثير منهم الحرام ، فالربا يضرب بأطنابه دون نكير ، و التعامل به متيسر لكل أحد ، إلى غير ذلك من المعاملات التي ينبغي أن توقف عند حدها ، حتى لا تنحدر الأمور إلى أسوأ من ذلك ، و نتذكر قول نبي الله شعيب ( إني أراكم بخير و إني أخاف عليكم عذاب يوم محيط ) على أن هذا التحذير يتناول الفرد و المجتمع بأسره ، فكل واحد منا يتقي الله في هذا المال و يعلم بأن عقوبة التفريط قاسية.
|