قَبْلَ البِدْءِ لَابُدَّ مِنْ مَعْرِفَةِ حَقِيْقَةٍ عَظِيْمَةٍ وَهِيَ !
أَنَّ الْقُرْآنَ الكَرِيْم سَهْلُ الحِفْظِ لِسُهُوْلَةِ أَلْفَاظِهِ وَسَلَاسَةِ أُسْلُوْبِهِ .
وَمِصْدَاقُ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
{ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ }
يَقُولُ الْعَلَّامَةُ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ السَّعْدِي فِيْ تَفْسِيْرِهِ ..
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا وَسَهَّلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ الكَرِيْمِ أَلْفَاظِهِ لِلْحِفْظِ وَالأَدَاءِ ، وَمَعَانِيْهِ لِلْفِهْمِ وَالْعِلْمِ لِأَنَّهُ أَحْسَنُ الْكَلَامِ لَفْظَاً وَأَصْدَقُهُ مَعْنَى وَأَبْيَنُهُ تَفْسِيْراً ، فَكُلُّ مَنْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ مَطْلُوبَهُ غَايَةَ التَّيْسِيْرِ وسَهَّلَهُ عَلَيْهِ .. ثُمَّ يَقُول : وَلِهَذَا كَانَ عِلْمُ القُرْآنِ حِفْظَاً وَتَفْسِيْراً أَسْهَلُ العُلُومِ وَأَجَلّهَا عَلَى الإِطْلَاقِ وَهُوَ العِلْمُ النَّافِعُ الذِي إِذَا طَلَبَهُ العَبْدُ أُعِيْنَ عَلَيْهِ
وَقَالَ بَعْضُ السَّلَفِ عِنْدَ هَذِهِ الآيَة : هَلْ مَنْ طَالب عِلْم فَيُعَانَ عَلَيْهِ ؟
وَلِهَذَا يَدْعُو اللهُ عِبَادَهُ إِلَى الإِقْبَالِ عَلَيْهِ وَالتَّذَكر بِقَوْلِهِ : { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ }
اِنْتَهَى كَلَامُهُ رَحِمَهُ الله
فَشد وَ اجْتَهِدْ مُشْتَرِكُنَا المُبَارَكْ ..
وَلَا تَدَع لِعَدُوكَ اللّدُودِ أَيّ مَدْخَلْ وَأسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْه فَهُو خَيْرُ مُعِيْذ
القُرْآنْ
كَلامُ الرَّحْمَنْ
هُدُوءٌ لِلنَّفْسِ إِذَا ضَجّ المَكَانْ
وَرَاحَتْهَا إِذَا فَقِدَ الحَنَانْ
حَبْلٌ طَرَفُهُ الأَوّلْ بِيَدِكْ وَآخِرُهُ الجِنَانْ
احْفَظْهُ رَاجِعْهُ طَبّقْهُ إيَّاكَ وَالهُجْرَانْ
بِهِ النّجَاة ، وَإِنْ هَجَرْتَ فَالعَاقِبَةُ النّيرَانْ