2- بشرى لأمة محمد صلى الله عليه وسلم:
أمة محمد صلى الله عليه وسلم هم آخر الأمم خلقاً لكنهم أول الأمم دخولا إلى الجنة , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَحْنُ الآخِرُونَ وَنَحْنُ السَّابِقُونَ ، بيد أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا ، وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ ، فَهَذَا الْيَوْمَ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ ، فَهَدَانَا اللَّهُ لَهُ ، فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ ، الْيَهُودُ غَدًا ، وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ.)\".
- وفي رواية : \"( نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا ، ثُمَّ هَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي فُرِضَ عَلَيْهِمْ فَاخْتَلَفُوا فِيهِ ، فَهَدَانَا اللَّهُ ، فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ ، الْيَهُودُ غَدًا وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ.)\".
أخرجه ((أحمد)) 2/243(7308) و((البُخاري)) 238 و((مسلم)) 1931 .
فهذه الأمة التي فضلها الله عز وجل على سائر الأمم واختصها بكرامات كثيرة في الدنيا ليست لغيرها، وإنما نالت من ذلك ما نالته بإتباعها لرسولها محمد صلى الله عليه وسلم.
إنها خير الأمم وأكرمها، وحسبنا شهادة الله في كتابه: قال سبحانه : \" كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ\" [آل عمران:110]. وقال صلى الله عليه وسلم في هذه الآية: ((إنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله)) ( الترمذي:3001، وقال حديث حسن) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((فضلت على الأنبياء بست لم يعطهن أحد كان قبلي))، وفيه: ((وجعلت أمتي خير الأمم)) (أخرجه أحمد (1/98)، والبيهقي في \"السنن \" (1/213- 214) والبزار بإسناد جيد) .
ولقد أخبرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن كثرة هذه الأمة وسبقها كرامة من الله لها قال \" فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ فَقِيلَ هَؤُلاَءِ أُمَّتُكَ\" .
لأنها الأمة التي مكن الله لها في الدنيا فاستحقت بطاعتها لربها الخيرية والسيادة قال تعالى : \" وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلأرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدّلَنَّهُمْ مّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِى لاَ يُشْرِكُونَ بِى شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْفَـٰسِقُونَ * وَأَقِيمُواْ ٱلصَّـلَوٰةَ وَاتُواْ ٱلزَّكَـوٰةَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ\"[النور:55، 56].
عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجيء النبي ومعه الرجلان ويجيء النبي ومعه الثلاثة وأكثر من ذلك وأقل فيقال له هل بلغت قومك فيقول نعم فيدعى قومه فيقال هل بلغكم فيقولون لا فيقال من يشهد لك فيقول محمد وأمته فتدعى أمة محمد فيقال هل بلغ هذا فيقولون نعم فيقول وما علمكم بذلك فيقولون أخبرنا نبينا بذلك أن الرسل قد بلغوا فصدقناه قال فذلكم قوله تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) أخرجه أحمد (3/58) ، الصحيحة ( 2448 ) .
قال الشاعر :
أمة علمها حب السماء ** كيف تبنى ثم تعلو بالبناء
فمضت ترفل في وحدتها ** وتباهى في الطريق الكبرياء
بيد توسع في أرزاقها ** ويد تدفع كيد الأشقياء
سادت الأيام لما أمنت ** أن بالإيمان يسمو الأقوياء
فهل تدرك هذه الأمة معنى السيادة والريادة والخيرية ؟ وتعلم أن لها خصائص لن تتحقق إلا بتحقيق شروط الاستخلاف .