بعد تحصينـاتـك لغرفتك .. وإسدال ستائرك على شرفتك .. واحتمائك من أعين المتـلصصين .. افعلي ما ينفعك قبل أن تخرجين.. قفي طويلا أمام المرآة حرري شعرك حتى يبدو أفضل .. غيري وجهك حتى يبدو أجمل .. راقبي جيدا قطع القماش التي تتسترين بها هدديها بأن ملامستها لك مشروطة فان لم تصف و تشف و تبح بما تحتويه سيكون مصيرها الشد و التصغير.. وان بدوت كورده جميله و لكن بلا رائحة تمسحي بعطور خلابة تدومي فائحه.. و أ خيرا ينفرج عنك باب بيت أبيك أو أخيك أو من يؤويك كباقة من زهر تثير الفكر و الوجدان ممتلئة رحيقا و ألوان محرضه لغزو نحل كل صباح ناقله لحبوب لقاح.. هذا ما فعلتيه بنفسك.. و البداية عند السلم أو في المصعد هذا ابن الجار فليرى ما جرى و هذا زوج الجارة ليتنسم و يتبسم و هذا الجار الأعزب فليفاجأ بهذه الباقة اليانعة و لاتأبهى لما أنت به صانعه.. ثم ليخرج كل هذا الكيان من المنزل متحررا فليتقدم من كان متأخرا و ليستحل صاحب المحل و ليستـفيق ماره الطريق و ليتسع ما يتسع و يضيق ما يضيق .. ليعاينك الجميع كما يعاينك أبيك أو أخيك أو زوجك أو حتى من وعدك بالزواج فأنت تشجعيه.. ولتمضى سائرة ثائرة حيث شئت ليراك شاب ضائع أو رجل طامع أو شيطان ضالع ولسان حالهم يسـيل بقولهم رائع رائع رائع ، وهذا الوسواس ماذا يتبقى بعده من خصوصياتك التي هي ملك لك .. التي هي أنت وأنت جوهره بها .. أيهون عليك جسدك ؟ أتكون هذه كرامتك !!.