بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روى الشاطبي عن أبي الحسن القرافي عن الحسن:
أن قوما أتوا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالوا: يا أمير المؤمنين، إن لنا إماماً إذا فرغ من صلاته تَغَنَّى.
فقال عمر: من هو؟
فَذُكِرَ الرجلُ.
فقال: قوموا بنا إليه..
فقام مع عمر جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتوا الرجل وهو في المسجد،
فلما أن نظر إلى عمر قام فاستقبله.
فقال: يا أمير المؤمنين: ما حاجتك وما جاء بك؟
إن كانت الحاجة لنا كنا أحق بذلك أن نأتيك، وإن كانت الحاجة لك فأحق من عظمناه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال عمر: ويحك، بلغني عنك أمر ساءني!!
قال: وما هو يا أمير المؤمنين؟
قال: أتتمجَّن في عبادتك؟
قال: لا يا أمير المؤمنين، لكنها عظة أعظ بها نفسي!! قال عمر: قلها، فإن كانت كلاماً حسناً قلته معك، وإن كان قبيحا نهيتك عنه. فقال الرجل:
نفسُ لا كنتِ ولا كان الهوى
راقبي المولى وخـافي وارهـبي
فقال عمر رضي الله عنه:
نفسُ لا كنتِ ولا كان الهوى
راقبي المولى وخـافي وارهـبي
ثم قال عمر رضي الله عنه: على مثل هذا فليغن من غنى.