
01-07-2009, 04:55 AM
|
 |
مشرفة ملتقى العلمي والثقافي
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2008
مكان الإقامة: ــin my homeــ
الجنس :
المشاركات: 1,741
الدولة :
|
|
أحمد طبيل.. فتى من غزة لا تحكي سيرته الكلمات!!
احمد طبيل
الحديث عن طفل لم يتجاوز الخامسة عشر عاماً إلا بستة أشهر أخرى قد لا يطول بامتداد سنوات وعيه منذ السادسة أو السابعة لكن الحال لدى أحمد أسعد طبيل مختلف فحياته لم تكن صفحة في كتاب أو رقم في موسوعة كانت أشبه بسيرة الصالحين في زمن لم يعد قائماً كان نفحات من نور وإيمان.. قبس من هدي..موسوعة علم متنقلة آخر رحلاتها بإذن الله إلى جنة الخلود.
التزم أحمد صلاة الفجر في مسجده الذي تخضب ركامه بدمه قبل أن يصح المؤذن بالصلاة يسرع الخطى إلى المسجد وإلى أحد أركانه يستقر يبدأ بالتسبيح ويشدو بآت القرآن حتى موعد الصلاة ولا يغادر إلا بعد شروق الشمس، في المسجد كان يغبطه صديق والده كان تماماً كأحمد ملتزم بأداء صلاة الفجر في المسجد ويحرص على أن يتواجد فيه قبل موعد الصلاة إلا أنه لم يفلح أبداً أن يسبق أحمد دوماً يجده أمامه..
مهندس الكترونيات
محطة أخرى في حياة أحمد كانت تستحق التوقف لإبصار تفاصيلها ممن كانوا شهوداً عليها، وتفاصيل الحديث تتلعثم على لسان أبيه بين أنين قاتل وحنين خجول، رغم سنوات عمره التي لم تتجاوز السادسة عشر إلا أنه كان متميزاً بارعاً في العلم مبدعاً في عالم التقنيات والتكنولوجيا كان أول طفل في قطاع غزة يتقن التعامل مع البرامج التقنية الحديثة في مجال الكمبيوتر والإنترنت،
كان أحمد مميزاً في كل العلوم وتشهد له شهادات التفوق التي حفظتها أمه في ملف خاص به لتعينها على ذكرى الرحيل، هنا شهادة تكريم لحفظه كتاب الله وأخرى لحفظه 1500 حديث نبوي وثالثة لتميزه في كتابة القصة القصيرة ورابعة لتميزه في فن الخط العربي، كان موسوعة تتنقل بين العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية والتقنية لكنه لم يعد هنا.
استشهاده
في الثالث من يناير 2009 وقت آذان المغرب صدح صوت المؤذن للصلاة فلبى (أحمد) النداء عاجلاً في مسجد إبراهيم المقادمة بمخيم جباليا، هناك صلى المغرب والعشاء جمعاً وقصراً بسبب أوضاع الحرب الدائرة لكنه لم يتم الدعاء والتسبيح كعادته خمدت أنفاسه وعشرات المصلين بعد أن استهدفتهم الطائرات الملغمة لسماء القطاع.
على فراقه بكت أمه واحمرت عيناها الخضراوين أما قلبها فهتف بذكرى حبيب مودع، جاءت بملابسه وقت استشهاده رائحتها تزكم الأنف مسكاً وعبيراً رغم مشهد الدم الملطخ لها، إلى قلبها ضمتها لكنها لم تغرقها بدمع عينها فقد رجاها ألا تبكيه قال:"أن الشهيد حين تصعد روحه لبارئها لا يشعر بألم فقط وخز بسيط ويلقى الله ربه في جنَّةٍ علياء"، وانتحت إلى غرفة أخرى تعبق بذكرى رحيله بيدها رفعت مفرش سريره كان قد رص تحته مئات الكتب الدينية أتى بها من مكتبة المسجد الذي استشهد تحت أنقاضه، تقول أمه:"استأمنته إدارة المسجد على كتب المكتبة جميعها فما من أحد يحفظها مثله"، وتتابع :"من قبل استأمنه أساتذته في مدرسة "أحمد الشقيري" على سجلات درجات الطلاب وعلى طباعة الامتحانات الشهرية ".
رحل أحمد سريعاً في قلب أمه ترك ألماً وذكرى لا ينساها العقل والفؤاد ولدى والده حسرة على ضياع حلم انتظر تحقيقه بأن يرى أحمد في ثوب التفوق بالثانوية العامة وبعدها مهندس كمبيوتر.
ربمالم يشهده والده وهو يتخرج..
ولكنه في اعلى مراتب الجنة باذن الله
كسب الدنيا والاخرة
رحمه الله رحمة واسعة
من موقع لها اونلاين
|