
24-06-2009, 04:33 PM
|
 |
مراقبة الملتقيات
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,883
الدولة :
|
|
رد: حقيقة الطريقة النقشبندية كاملة
عقيدة القبور
وللقبر شأن عظيم عند الصوفية عموما، فهو الوسيلة إلى الله، وهو موطن البركات وموضع قضاء الحاجات، والمتوجه إليه في الدعوات. فهذه عقيدة مصدرها ما قاله محمد أمين الكردي:
وكل شأن من شؤون العبادة وطلب العلوم والكشوفات مرتبط بالقبور، بل تلقي العلوم وفيضها والبيعة والتكليف واستمداد كل خير مرتبط بالقبر.
فانهم يعتقدون أن الروحانيات تجتمع في ذلك كاجتماعهم في المنام وبعد الممات، وهو عالم اللاهوت الخارج عن عالم الأجسام والأرواح والخلق([1]).
وقد حصل للشيخ بهاء الدين نقشبند التكليف والولاية حينما اجتمع بسلسلة مشايخ النقشبندية الأموات في المقبرة. وأخذ طريقة الذكر الخفي من الغجدواني الميت في المقبرة([2]).
« قال بعض المشايخ: إن الله يوكل بقبر الولي ملكا يقضي الحوائج وتارة يخرج الولي من قبره ويقضيها بنفسه» ([3]). هكذا جاء إسنادها موقوفا على المشايخ ولم يرفعوا السند إلى شيء من كتاب ولا سنة. بل يزعمون أن الولي يخرج من قبره وكأنه ما يزال حيا حياة دنيوية حقيقية.
ولهذا صرحوا بأن المقصود من زيارة قبور الأنبياء والأولياء « الزيارة والاستمداد وسؤال المغفرة وقضاء الحوائج من أرواح الأنبياء والأئمة عليهم السلام والعبارة عن هذا الإمداد بالشفاعة»([4]).
ويناقض ذلك ما جاء في الفتاوى البزازية أن « من قال إن أرواح المشايخ حاضرة تعلم يكفر. وقال الشيخ فخر الدين أبو سعيد عثمان الجياني: « ومن ظن أن الميت يتصرف في الأمور دون الله واعتقد بذلك فقد كفر» ([5]). ولا تنسى أن أكثر أتباع هذه الطريقة مقلدون للمذهب الحنفي ومنتسبون إليه ولكن أين هم من هذه الفتوى الحنفية؟
وقد كذبوا على الشافعي وزعموا أنه قال: « قبر معروف الكرخي: الترياق المجرب»([6]).
وجعلوا الخضر الذي تلقى عنه موسى متمذهبا بالمذهب الشافعي([7]).
قال الشيخ الكردي: « وما يفعله العامة من تقبيل أعتاب الأولياء، والتابوت الذي يجعل فوقهم فلا بأس به إن قصدوا بذلك التبرك، ولا ينبغي الاعتراض عليهم لأنهم يعتقدون أن الفاعل والمؤثر هو الله، وإنما يفعلون ذلك محبة فيمن أحبهم الله تعالى»([8]) .
وقال الكردي: « ولما مات الشيخ بهاء الدين نقشبند بنى أتباعه على قبره قبة عظيمة وجعلوه مسجدا فسيحا» ([9]). قال » ولم يزل يستغاث بجنابه ويكتحل بتراب أعتابه ويلتجأ إلى أبوابه([10])».
وزعموا أن الله أكرمه بأن جعله في قبره يشفع إلى مسافة مائة فرسخ من جهات قبره الأربع بينما الشيخ علاء الدين النقشبندي يشفع إلى أربعين فرسخا فقط([11]).
ويقترح الكردي على زائر قبور الأولياء الآداب التالية:
l أن يسلم أولا على الولي المقبور ثم يقف مستقبلا القبر، مستدبرا القبلة ثم يقرأ الفاتحة مرة واحدة وسورة الإخلاص إحدى عشرة مرة وآية الكرسي مرة ويهب ثوابها إليه ثم يجلس عنده ويجرد نفسه عن كل شيء حتى يصير لوحا ثم يتصور روحانيته نورا مجردا ويحفظ ذلك النور في قلبه حتى يحصل له فيض من فيوضاته. ويستعين على ذلك بالاستمداد من روحانية شيخه أولا وجعلها واسطة بينها بين المزور» ([12]).
ويستطيع زائر قبور المشايخ الاستفادة منهم وأخذ الفيض والمدد منهم سواء كان قريبا منهم أم بعيدا عنهم فانه « لا يمنع البعد الصوري في الحقيقة عن التوجه إلى الأرواح المقدسة وبرهان ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : وصلوا علي حيثما كنتم»([13]).
محمد بهاء الدين شاه نقشبند
وهو رأس الطريقة وتسمى باسمه. يصفه الكردي بأنه « الغوث الأعظم». اجتماعه بالأرواح والأشباح.
وكان الشيخ بهاء الدين نقشبند يجتمع بأرواح سلسلة المشايخ النقشبندية وأخذ العهد والولاية والتكليف منهم في المقبرة ([14]) وتلقن الذكر الخفي من روحانية الشيخ عبد القادر غجدواني، وهذا ليس عجيبا فإن الروحانيات تجتمع بعد الممات وهو عالم اللاهوت الخارج عن عالم الأجسام. قال الخاني « ولم يجتمع بهاء الدين نقشبند مع الغجدواني في عالم الأجسام لأن بينهما خمس وسائط من رجال السلسلة» ([15]).
القبر مصدر التلقي
ويحكي النقشبنديون كيفية حصول العلم وتلقي الحكمة من القبور فيقولون:
إذا أراد المريد أن يزور قبور الصالحين ويستمد من روحانيتهم المقدسة فينبغي له:
أن يسلم على صاحب القبر.
أن يقف في طرف اليمين قريبا من رجليه ويضع يده اليمنى على اليسرى فوق سرته ويطرق رأسه على صدره
أن يقرأ الفاتحة مرة والإخلاص إحدى عشر مرة وآية الكرسي مرة.
أن يتصور روحانيته نورا مجردا عن الكيفيات المحسوسة ويحفظ ذلك النور في قلبه حتى يحصل له فيض من فيوضه([16]).
وزعموا أن السلف الصالح أباحوا البناء على القبور([17]) وهذه كذبة واضحة على الكتاب والسنة وإجماع الصحابة فإنهم ما اختلفوا في تحريم البناء على القبور، واحتجوا في ذلك بكتب الزيدية الذين أفتوا بأنه يكره البناء على قبور غير المشهورين بالولاية .
وزاد محمد علي الكردي على ذلك فزعم حرمة البناء على المقبرة إلا لنبي أو شهيد أو عالم أو صالح([18]).
مصادر التلقي عند الطريقة
·مدار الطريقة على حصول المعرفة وترقي المقامات العليا والفناء في ذات الله الذي لا إخلاص يتم بدونه([19]). وليس بتعلم العلم. فان العلم علمان: علم الوراثة وهو علم الظاهر، وهو يحصل لمن جد واجتهد في طلبه.
·والعلم اللدني. ويسمى علم الباطن ولا ينال إلا بالتقوى واليه الإشارة بقوله تعالى ) واتقوا الله ويعلمكم الله(. وهذا العلم اللدني يناله العارف بمحض العناية الإلهية وليس بالتعلم([20]). بل إن هذا العلم يتلقاه الولي من الحي القيوم بلا واسطة([21]).
·قال السرهندي كبير النقشبنديين « واعتقدوا الأذواق»([22]) أي الكشف وما يميل إليه الهوى. وقال الدوسري على هامش المكتوبات بأن الصوفية « علومهم حاصلة من الحق بلا واسطة... كما قال بعض العارفين مخاطبا لأهل النظر: أخذتم علمكم ميتا عن ميت، وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت»([23]).
·وقد خالفوا بذلك صريح قول النبي « إنما العلم بالتعلم». زاعمين أن العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلملا علاقة له بالتقوى. وإنما التقوى هي هذا العلم الباطن الذي يروج له الباطنيون.
·وهذا كله لا يتم عندهم بالتعلم والتعليم. وإنما يحصل بهذه العوامل:
·الفيض من أرواح سلسلة رجال الطريقة الأموات.
·مقابلة قلب الشيخ للمريد.
·المحاذاة: أي محاذاة الشيخ حيث يسمع ما يقوله ولو من غير الحضور معه فانه يسمع كلامه كما حكى ذلك الكوثري عن أحمد الكمشخاتلي صاحب جامع الأصول([24]).
·المنامات والرؤى والأحلام.
موقفهم من التعليم والتعلم
ومع أن الطريقة مبناها على العلاقة بين الشيخ والمريد فان الشيخ ليس للتعليم وإنما هو لتحصيل الواسطة وتنظيم العلاقة بين المريد وبين الله ووضع صورة الشيخ في مخيلة المريد. ونحن لا نعلم دينا يوجب صورة شخص كشرط للوصول إلى الله إلا تصاوير هبل ويغوث ويعوق. ولهذا نهى الإسلام عن اتخاذ التصاوير لأن المشركين اتخذوها وسيلتهم للوصول إليه. بل هذا فيه إبطال لقوله تعالى ) وإذا سالك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان( فالله أقرب إلى المريد من الشيخ، ولم يقل وإذا سالك عبادي عني فان لي أولياء يجيبون دعوة الداع إذا دعاهم.
وفي الحديث « لتتبع كل أمة ما كانت تعبد» فيتبع الذين كانوا يعبدون الشمس: صورة الشمس.. وهكذا. ويدخل في هذا الحديث من كانوا يضعون صورة الشيخ في مخيلتهم عند ذكر الله تعالى فيتبعون يوم القيامة صورته حتى توصلهم إلى جهنم.
بل يمكن للشيخ أن يربي مريده بالروحانية من غير أن يجتمع به اجتماعا حسيا. وزعموا أن النبي كان يربي أويسا القرني بمثل ذلك([25]).
طعنـهم في العلم
·والعلم عندهم مشغلة لا توصل إلى المطلوب ذلك أنهم يحصلون العلوم الجمة في ساعات وليس كأحمد والشافعي وأبي حنيفة الذين استغرق طلبهم للعلم عشرات السنين.
·وقد أكدت كتب النقشبندية هذه الحقيقة فحكوا عن أبي يزيد قوله الموجه لأهل الحديث وطلبة العلم « أخذتم علمكم ميتا عن ميت، وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت»([26]). وحكى القشيري عن أبي بكر الوراق قوله « آفة المريد ثلاث: التزوج وكتابة الحديث والأسفار» وذكر أن أحد الصوفية سئل عن سوء أدب الفقير - أي الصوفي - فقال « انحطاطه من الحقيقة إلى العلم»([27]).
وهل الأموات الذين أخذ عنهم أهل الحديث إلا تابعون أخذوا عن الصحابة وأخذ الصحابة عن رسول الله الذي اشترط الله لطالب الهداية اتباعه فقال )وان تطيعوه تهتدوا(؟
·قالوا « فلا سبيل للوصول إلى الله تعالى ولا يقدر أن يتوجه إليه إلا بواسطة الشيخ بل هو أقرب الطرق للوصول إلى الله: والتقرب إلى الله يكون بمشهده ومسجده وبلدته وعصاه وسوطه ونعله. وهذا موجب للقرب إلى الله ومقتض للشفاعة([28]).
·وهذا عودة إلى المبدأ الجاهلي القديم أن القربى إلى الله لا تحصل إلا بوسيط قال تعالى )والذين اتخذوا من دونه أولياء: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى( وركوب لسنن من كان قبلنا كالنصارى القائلين: المسيح هو الطريق إلى الله لا أحد يمكنه الذهاب إلى الله الأب إلا به([29]).
([1]) الأنوار القدسية 7.
([2]) المواهب السرمدية 113.
([3]) تنوير القلوب في معاملة علام الغيوب 410.
([4]) نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان 38.
([5]) البحر الرائق 3/94..
([6]) الحجج البينات في ثبوت الاستعانة بالأموات المسمى بالدلائل السيفية ص 13 للملقب بـ « محسود الزمان»!!! أبي الأسفار علي محمد البلخي (1981).
([7]) الحجج البينات في ثبوت الاستعانة بالأموات 27.
([8]) تنوير القلوب 534
([9]) المواهب السرمدية 142
([10]) الأنوار القدسية 142 .
([11]) الحدائق الوردية في حقائق أجلاء الطريقة النقشبندية ص 148.
([12]) تنوير القلوب في معاملة علام الغيوب ص 534.
([13]) رشحات عين الحياة 71.
([14]) المواهب السرمدية 113
([15]) الأنوار القدسية 7.
([16]) السعادة الأبدية فيما جاء به النقشبندية 27 البهجة السنية في آداب الطريقة النقشبندية 43-44.
([17]) رسالة موجهة من محمود حسن ربيع 20 محرم 1381 الى ملك المملكة العربية السعودية آنذاك ضمن كتاب السعادة الأبدية ط: مكتبة الحقيقة ص 15.
([18]) نفس المصدر 16-17.
([19]) مكتوبات الامام الرباني
([20]) رشحات عين الحياة 211.
([21]) رسالة في تحقيق الرابطة 12 لخالد البغدادي ضمن كتاب: علماء المسلمين وجهلة الوهابيين 12.
([22]) مكتوبات الامام الرباني 221الفاروقي السرهندي 221 ط: دار الكتب العلمية.
([23]) الرحمة الهابطة في ذكر اسم الذات وتحقيق الرابطة 309-310.
([24]) ارغام المريد شرح نظم العتيد لتوسل المريد برجال الطريقة النقشبندية 87.
([25]) نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان 25 (ص33 حسب الترقيم الخطأ).
([26]) المواهب السرمدية 49 الأنوار القدسية 99 طبقات الشعراني 1/5 الفتوحات المكية 1/365 تلبيس ابليس 344 الرحمة الهابطة 309.
([27]) الرسالة القشيرية 92 و126.
([28]) نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان 26 (حسب الترقيم الخطأ 36) المواهب السرمدية 170 الأنوار القدسية 167.
([29]) يوحنا 14: 6.
|