كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتاز بجمال الخلق و كمال
الأخلاق ,و قد روي في ذلك الكثير ...
يقول أنس رضي الله عنه (كان ربعة من القوم , ليس بالطويل
البائن , ولا بالقصير , أزهر اللون , ليس بالأبيض الأمهق , ولا
بالآدم) رواه البخاري..
كان عظيم رؤوس العظام , كالمرفقين و الكتفين و الركبتين,
طويل الزندين , عظيم الساعدين , رحب الكتفين و القدمين ,
ليس لهما أخمص , ناعم اليدين فقد كانتا ألين من الحرير
و الديباج , و أبرد من الثلج , وأطيب من رائحة المسك , وكان
ضخم العضدين و الذراعين و الأسافل , خفيف العقبين
و الساقين بعيد مابين المنكبين , سائل
الأطراف , عريض الصدر , أجرد عن الشعر , فكان من لبته
إلى سرته شعر يجري كالقضيب , ولم يكن في بطنه
و صدره شعر غيره , و كان أشعر الذراعين و المنكبين,
سواء البطن و الصدر , في ابطه عفرة , أما ظهره فكأنه
سبيكة فضة ...
يقول أبو سعد ( كان خاتم النبوة في ظهره بضعة ناشزة )
رواه مسلم
و قال جابر بن سمرة ( كان خاتمه غدة حمراء مثل بيضة
الحمامة ) رواه مسلم و الترمذي
كان حسن القد , معتدل القامة , لا قصيرا مترددا , ولا
طويلا بائنا , ولكن كان أقرب إلى الطول , فلم يكن يماشيه
أحد ينسب إلى الطول إلا طاله هو صلى الله عليه وسلم ,
وكان معتدل الجسد , متماسك البدن , لا سمينا بدنا , ولا هزيلا
ناحلا , بل غصنا بل غصنين ,فهو أنظر الثلاثة
منظرا و أحسنهم قدا...
و كان صلى الله عليه وسلم سريع المشي , ليس بالعاجز
و لا الكسلان , لم يكن يلحقه أحد , قال أبو هريرة : ما رأيت
أحدا أسرع في مشيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم,
كأنما الأرض تطوى له , إنا لنجهد أنفسنا و إنه لغير مكترث.
و كان إذا وطئ بقدمه وطئ بكلها , ليس لها أخمص , و إذا
التفت التفت جميعا , فإذا أقبل أقبل جميعا , و إذا أدبر أدبر
جميعا , و إذا زال زال قلعا , فإذا مشى كأنه ينحط من صبب
أي ينحدر من مكان مرتفع , و كان يخطو تكفئا
و يمشي هونا...
صلى الله عليه وسلم
------------------
روضة الأنوار في سيرة النبي المختار
-بتصرف-