عرض مشاركة واحدة
  #39  
قديم 20-06-2009, 12:55 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,883
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سلسلة ( حديث القرآن عن القرآن )

حديث القرآن عن القرآن (37)فضيلة الشيخ / د.محمد الراوي

ومن حديث القرآن عن القرآن ما تضمنته هذه الآيات من سورة الأعراف، قال تعالى: ﴿
وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ ﴿156﴾ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ .. [الأعراف:157]

لقد تضمنت هذه الآيات حديثاً عن القرآن من حيث وصفه وآثاره ونتائجه.
﴿
وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ ﴾ فالإيمان بالقرآن والعمل بمقتضاه في اتباع لا ابتداع فيه تطلب به رحمة الله وترجى. ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ .. [الأنعام:155].

وقد وعد الله ـ ووعده الحق ـ أن يتغمد برحمته أولئك الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي أرسله الله رحمة للعالمين ونزَّل عليه الفرقان؛ ليكون للعالمين نذيراً.

فالإيمان برسالته إيمان برسل الله جميعاً وصفته
[ صلى الله عليه وسلم ] معلومة لأهل الكتاب، حملتها التوراة وحملها الإنجيل ﴿ يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ ﴾ . وهو رحمة الله للخلق جميعاً ولا تكتب الرحمة في الآخرة إلا لمن اتبعه وآمن به.

ومن كفر به ـ بعد بعثته ـ ليس له نصيب في رحمة الآخرة التي تعم المؤمنين من سائر الأمم ممن آمن برسل الله من قبل وآمن به بعد بعثته بلا تفرقة بين رسول ورسول. ﴿
لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ﴾ .. [البقرة:285]، وإعلام الخلق بذلك رحمة بهم وإعذار.

وقد تضمنت الآيات في الحديث عن القرآن الذي أنزل على النبي الأمي تضمنت وصفه بـ « النور » ﴿
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ ﴾ .. اتبعوا النور الذي أنزل معه أي القرآن وقد عُبِّر عنه بالنور المنبئ عن كونه ظاهراً بنفسه مظهراً لغيره.
أي اتبعوا القرآن المنزَّل عليه مع اتباعه
[ صلى الله عليه وسلم ] بالعمل بسنته وبما أمر به أو نهى عنه . أو اتبعوا القرآن كما اتبعه هو [ صلى الله عليه وسلم] مصاحبين له في اتباعه.

وقد كان خلقه القرآن يرضى برضاه ويسخط بسخطه
[ صلى الله عليه وسلم ].

إنه النور. وبالنور تتميز الأشياء وتدرك المعالم ويهتدي الناس. والقرآن يهدي به الله إلى الحق وإلى طريق مستقيم .

﴿
وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿52﴾ صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ﴾ .. [الشورى:53].

ولا حياة بلا روح ولا سعي إلى الغاية بلا نور ﴿
وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴾ .. [النور:40] . وهذا أمر الله لنبيه ونداؤه للخلق جميعاً أن يتبعوه وأن يهتدوا بهداه .

نداءُ أُمرَ الرسول بتبليغه ـ وقد بلّغ الرسالة وأدى الأمانة ـ ﴿
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ .. [الأعراف:158].

والذين آمنوا به واتبعوا النور الذي أُنزل معه مطالبون في كل زمان ومكان أن يقدروا لهذا الأمر قدره.
وأمة الإسلام مسئولة عمَّا آمنت به وشرفت بالانتساب إليه . فإنها أمة أقام فيها التنزيل مقام الشمس في فلك السماء . أضاء جوانب الحياة كلها .
فعرفت به نفسها وفهمت رسالتها وخاض بها تجربة حياتها فعرفته سبيل عزها ومجدها وطريق نصرها وفوزها . فأحيت به ليلها وطهرت سعيها فأحلت ما أحل وحرمت ما حرم.
وامتد ملكها بنوره وعرفت بين الأمم .

وظل في مكانته وسيظل عزيزاً، لا يقترب من ساحة باطل، أو يأتي من حرف من حروفه عدوُّ غادر. قد يقصد أرضه أو يهزم أهله فينال منهم ـ إن هم فرطوا ـ ولا يستطيع أن ينال منه أو يقترب من حماه . ومن حفظه الله لا يضيعه الناس.
المسلمون مطالبون في كل عصر أن يستمسكوا به فهو عزُّهم وشرفهم وأن يعتصموا به ولا يتفرقوا وأن يتبعوه وأن يبلِّغوه وأن يحذروا مخالفته أو الإعراض عنه فإنهم به ولن يكونوا بغيره ﴿
وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلونَ ﴾ .. [الزخرف:44].
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.28 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.51%)]