عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 19-06-2009, 02:49 AM
الصورة الرمزية بشرى فلسطين
بشرى فلسطين بشرى فلسطين غير متصل
مشرفة ملتقى فلسطين والأقصى الجريح
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
مكان الإقامة: فلسطين ..يوما ما سأعود
الجنس :
المشاركات: 3,319
الدولة : Palestine
افتراضي رد: المقالات المشاركة في مسابقة الكتابة الذاتية ( الحلقة الثالثة )

[CENTER]




بسم الله الرحمن الرحيم
نور في زمن الظلمة

في ليلة من ليالي الشتاء الباردة ، التففْتُ أنا وصغاري حول المدفأة طالبين الدفء .
بادر أكبرهم وطلب مني أن أحكي لهم حكاية يسّلوا أنفسهم بها ريثما يعود أباهم من عمله
نظرت إليهم وقلت : موافقة
أسرعوا بالتجمع حولي وعيونهم تنظر بلهفة منتظرين ما سأقصه عليهم
تبسمت وقلت لهم : أحبائي
كان ياما كان ، في قديم الزمان ، وسالف العصر والأوان .
في أرض الجزيرة العربية سطع نور عظيم ملأ أرجاءها ، تعلّقتْ به قلوب أجدادنا لتقتبس منه النور ،وليعطيها الأمان والحبور،أحبه الأجداد وحفظوه في صدورهم خوفا من ضياعه ،وأنِسوا بسحره واسْتماعه ، ولا عجب في ذلك !
فكلامه لؤلؤ منثور ،يتناسب مع كل العصور ،فيه الإعجاز والعلم مسطور
يأنس إليه القريب ،ويلجأ إليه الغريب ،ملأ الكون ضياء والحياة نور ، تربت أجيال وأجيال على حفظه في الصدور ، والعمل بما جاء فيه من الفرائض ، خافوا عليه من الحاقدين ومن أعداء الدين ، الذين يكيدون له على مر السنين
فكان لقلوبهم ضياء ، ولأبصارهم جلاء ، ولذنوبهم ممحصا ، وعن النار مخلصّا


فلا عجب إذن بأنهم فتحوا الصين ،ومضوا بنوره زاحفين،و نشروا دين الحق فاتحين ، لا يخافون بالله لومة لائم .
فقد ترعرعت قلوبهم على هديه ، ونشأ فَتِيُّهم على حفظه والعمل بما جاء فيه ،غسل قلوبهم حتى أصْبحت وضَّاءة مُشْرقة ؛ لا يشوبها بدعة ، ولا يعْتريها ضلال .
فلا يكاد الفتى يشْتَدُّ عوده وييْبَس ؛ حتى يتقدم الصفوف بشجاعة وبَسالة ، ويُلَقِّن الأعداء درْساً في الشجاعة والعدالة .
نِبْراسه التوحيد ، لا يهاب الموت ولا يتمنى العُمر المديد ، وأمله أن يتقبّله الله شهيد.


ومرّت السنون والأعوام ، والنور يخفت شيئاً فشيئا والناس تغرق في ظلام الدنيا وملذاتها ، وللأسف !
خفت نور المصباح ، ولم يعد يراه إلا من أحيا الله قلبه بالإيمان ، أمّا من تراكمت على قلبه طبقات الرَّان ، أظلم قلبه واستحوذ عليه الشيطان .
انتبهوا يا أبنائي هذه عقوبة الهجران ، ضعفٌ وذلٌ وهوان ،حتى تهاوت علينا الأمم من كل بقعة ٍ ومكان ، وصرنا الأقزام التي تنهشها الأسود وتبتلعها الحيتان.
قذف الله في قلوبنا الوهن والهوان ،فبُؤْنا بالهزيمة والخسران ، نلجأ إلى الله بالدعاء وقلوبنا غافلة ، ونرفع أكفنا وذنوبنا ماثلة ،فأنّا يستجاب لنا ونحن نجري وراء الدنيا الزائلة !!!


صمَتُّ برهة قصيرة ونظرْتُ في عيوني صغاري لأرى الحيرة ترتسم على وجوههم البريئة
فعاجلتهم بالإجابة:
أحبتي : هيا لنُشْعِل نور المصباح من جديد ، ونُنير قلوبنا بهديه العَتيد ، ونُعيد للأمّة مجْدَها التليد .فشارات النصر تلوح لنا من بعيد .
سنُحيي عِزّنا بنور الرحْمن ، ونُضيء للأمّة دربها بالبُرهان ، ونَفُك أسْرنا من قيود الهُجران ، ونشْحذ هِمَمَنا لنُحَرِرَ الأوطان ، ونطرد اليهود وأعداء الإسلام ، هيا يا أحبتي .. هيا لنحيا بالقرآن


لم أكد أكمل قصتي حتى تسابقوا إلى رفٍ موضوع عليه مجموعة من المصاحف حملوها وقالوا لي : أماه نريد أن نحفظ القرآن
ابتسمت لهم وضممتهم إلي
وقلت لهم هذا هو الربْح والفلاح ، استّمروا أحبتي وامْضوا بدرب الكفاح ، فأملي بكم وبجيلكم وضّاح ، فلربما خرج لنا من بينكم عُمَر و صلاح
قال تعالى : (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35))النور
حب ربي ملأ قلبي
19/5/2009
الجمعة
كتابة ذاتية وحصرية لمنتدى الشفاء الإسلامي
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.13 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (3.65%)]