
17-06-2009, 11:09 AM
|
 |
مراقبة الملتقيات
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,883
الدولة :
|
|
رد: حقيقة الطريقة النقشبندية كاملة
كيف ينال المرء مرتبة الصديقية؟
فالصديقية مرتبة عظيمة ولكن: كيف ينالها المرء؟
قالوا: لا يكون الصديق صديقا حتى يشهد عليه سبعون صِدّيقا بأنه زنديق([1]).
ونقلوا عن بهاء الدين شاه نقشبند أن بداية الطريقة النقشبندية: نهاية الطرق الأخرى([2]).
وأوجبوا على الناس دخول طريقتهم وهددوا من لا يدخل الطريقة النقشبندية بأنه يكون على خطر من دينه فنقلوا عن بهاء الدين شاه نقشبند أنه قال « من أعرض عن طريقتنا فهو على خطر من دينه»([3]).
وهم يطعنون في الطرق الأخرى فيقولون عن الطريقة الرفاعية: ومن المدعين للطريق جماعة وسموا أنفسهم بالمشايخ الصادقين... كالأحمدية والدسوقية والرفاعية... فان الغالب على هؤلاء مخالفتهم لطريق من انتسبوا إليه.
l وتبقى وشائج الاتصال بين الأحياء وبين الأموات من سلسلة مشائخ الطريقة ابتداء من الانضمام إلى الطريقة وأخذ العهد والبيعة، وتدوم الصلة بين المنتمين إليها دائما بسلسلة مشايخ الطريقة الأموات. فمن روحانيتهم يطلبون المدد ويتلقون المعرفة والأدب. ولهم تتم المبايعة، وتختتم مجالس ذكرهم بإهداء ثواب ذلك الختم لسلسلة مشايخ الطريقة فردا فردا ([4]).
ولهذا كان الشيخ بهاء الدين نقشبند يجتمع بأرواح سلسلة المشايخ النقشبندية ويأخذ العهد والولاية والتكليف منهم في المقبرة ([5]).
l الحرص على الذكر الخفي والتركيز على أن يكون الذكر بالقلب ويسمونه القلب الصنوبري. وعندهم ما يسمى بالورد الخفي يكون بعد صلاة الفجر. وزعموا أن اللائق بالمبتدئ هو الذكر الجهري فإذا ما ترقى إلى المقامات العلا فانه حينئذ ينتقل منه إلى الذكر الخفي([6]).
السجود للكعبة التي تزور الأولياء في الله
وقد شبه محمد أمين الكردي الشيخ بالكعبة: « يسجدون إليها والسجود لله: فكذلك الشيخ»([7]).
وهذا تحريف لمعنى الوسيلة في القرآن. والثابت عن ابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة والسدي وابن زيد في قوله تعالى )ابتغوا إليه الوسيلة( « أي: تقربوا إلى الله بطاعته والعمل بما يرضيه» قال ابن كثير « وهذا الذي قاله الأئمة لا خلاف فيه»([8]).
والكعبة مسجود إليها عند القوم فقد قال السرهندي الفاروقي شيخ الطريقة النقشبندية ومجددها الأكبر: « إن حقيقة الكعبة الربانية صارت مسجودا إليها للحقيقة المحمدية... وكما أن صورة الكعبة مسجود إليها لصور الأشياء، كذلك حقيقة الكعبة مسجود إليها لحقائق الأشياء، فإن حقائق الأشياء عبارات عن الأسماء الإلهية... وحقيقة الكعبة فوق تلك الأسماء»([9]).
وقد ذكر أن الكعبة قد تذهب للطواف حول أولياء الأمة وتتبرك بهم.
قال الغزالي « ومنهم من تأتي الكعبة إليه وتطوف هي به وتزوره» (إحياء علوم الدين 1/269
وذكر النبهاني أن الكعبة أتت إلى ابن عربي هي والحجر الأسود وطافت حوله ثم تلمذت له وطلبت منه ترقيتها إلى المقامات العليا فرقاها، وناشدها أشعارا وناشدته (جامع كرامات الأولياء 1/12).
قال ابن عابدين النقشبندي: « وفي البحر عن عدة الفتاوى الكعبة إذا خرجت من أرضها لزيارة أصحاب الكرامة ففي تلك الحال جازت الصلاة إلى أرضها» (حاشية ابن عابدين 1/302 المطبعة الأميرية). فهذا إجماع من الصوفية بأجمعهم على أن الكعبة تقتلع من الأرض وتذهب شرقا وغربا حيث مقامات الأولياء وأضرحتهم لتتبرك هي بهم.
علاقات خاصة مع الكعبة
وقال محمد المعصوم: « لما دخلت المسجد الحرام رأيت جماعة من الرجال والنساء على غاية من الحسن يطوفون معي باشتياق وتقرب شديد بحيث يقبلون البيت ويعانقونه في كل وقت. أقدامهم على الأرض ورؤسهم بلغت عنان السماء، فتبين لي أن الرجال ملائكة والنساء من الحور العين.
ورأيت الكعبة تعانقني وتقبلني باشتياق تام... ولما فرغت من الحج جاءني ملك بكتاب بقبول الحج من رب العالمين... ولما دخلت المدينة المنورة، فلما وقفت رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج من الحجرة المطهرة وعانقني... ثم ظهرت نسبتي: ورأيت جميع العالم من العرش إلى الثرى منورا من نوري. قال الخاني: « وكان هذا الشيخ يوصل الطالب إلى الفناء في أسبوع»([10]).
بل تكاد العلاقة بينهم وبين الكعبة تكون شيئا آخر. قال عبد الكبير: « قويت في علاقة المحبة بالكعبة بحيث لم يكن لي صبر ولا قرار في محل آخر. وبينما أنا في الطواف إذ هبت الريح وحركت أستار الكعبة وانكشفت بعض جدرانها فحصل لي منه «كيفية».
وظهرت مني صيحة وسقطت مغشيا علي، فلما أفقت قمت بالخجالة والانفعال وتوجهت نحو حضرة الشيخ وأردت أن أشكو إليه بعض ما بي من هذه العلاقة - أي مع الكعبة - فقال لي: يا عجمي: ايش لك مع البيت؟ فبكيت وتوسلت به «بحسب الباطن»
فقال: ما ترى في البيت فهو غير محدود بل هو في الجبال وفي الجدار وفي السماء وافي الأرض وفي الحجر وفي المدر: موجود ومشهود بل كل ذلك هو هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو الله الذي لا اله إلا هو»([11]).
اتخاذ الوسيلة على نمط الأديان الأخرى
والجواب على هذا السؤال مطابق لما يقوله النصارى حرفا بحرف. فقد أجاب محمد أسعد صاحب زادة عن هذا السؤال قائلا « لما كان الطالب في الابتداء في غاية التدنس، وجناب قدسه تعالى في كمال التقديس، صارت المناسبة التي هي الإفاضة مفقودة، فلا بد من مرشد كامل بصير بالطريق يكون برزخا، ويكون له حظ وافر من الطرفين حتى يصير واسطة لوصول الطالب إلى المطلوب»([12]).
([1]) الرحمة الهابطة في ذكر اسم الذات وتحقيق الرابطة ص 45 بهامش مكتوبات الامام السرهندي.
([2]) الحديقة الندية في الطريقة النقشبندية ص 16 لمحمد بن سليمان البغدادي
([3]) نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان 63.
([4]) الطرق الصوفية ومشايخها في طرابلس (205-206) ط: دار الانشاء والصحافة. طرابلس - لبنان.
([5]) المواهب السرمدية 113..
([6]) الطرق الصوفية في طرابلس ورجالها لمحمد درنيقة 216 دار الارشاد والصحافة. طرابلس - لبنان.
([7]) المواهب السرمدية 313 الأنوار القدسية 525.
([8]) تفسير ابن كثير 2/52 زاد المسير 2/348 فتح القدير 2/38 تفسير الطبري 6/146-147.
([9]) مكتوبات الامام الرباني السرهندي الفاروقي 180 ط: دار الكتب العلمية.
([10]) الحدائق الوردية في حقائق أجلاء الطريقة النقشبندية ص 195 المواهب السرمدية 213 الأنوار القدسية 196 جامع كرامات الأولياء 1/204.
([11]) رشحات عين الحياة 139.
([12]) نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان 41.
|