5- أيام لا تنسى:
ومن البرامج العملية أيضاً: (أيام لا تنسى) أيها الأب هل جربت مرة, أن تقص على أبنائك قصصا من حياتك, أو مواقف مرة بك, لقد حان الوقت لتفعل ذلك, بلقاء عائلي, عقب وجبة أو غيرها, وسترى بريقاً في أعين صغاركم, يتابعون بشغف, ما تسرده عليهم, تذكر قصصك, وأعد ترتيبها من جديد, واختر منها واحدة لتحكيها لأبنائك, على العشاء اليوم, وسترى النتيجة بنفسك, قُص عليهم مثلاً: أول حجة حججتها, أو يوم دخلت فيه الوظيفة, ذكريات الشباب وعمرك خمسة عشرة سنة, أول يوم في المدرسة, مواقف محرجة مرت بك في حياتك, ليلة عرسك كيف كانت, بعض أحداث الطفولة, ألعاب الطفولة, أحداث غيرت مجرى حياتك, ظروف ولادة أولادك, وكيف اخترت أسماءهم, كم أتعبوك وهم صغار, وهكذا, إن ثمة قصص كثيرة في حياتنا, نحن بحاجة فعلاً أن نخرجها لهؤلاء الأبناء, الذين يعجبهم أن يسمعوا أخبار وحكايات والديهم, التي حصلت لهم في أول سنين حياتهم.
6- كيس النقود:
ومن البرامج العملية أيضاً: كيس النقود، أو سمه المكافأة المسبقة.
نحن أيها الوالدان الكريمان تتعدد لدينا أشكال المكافأة التي نقدمها لأبنائنا، فمنها البسمة والقبلة, والشكر والاستحسان وغير ذلك, ومن وسائل المكافأة التي يستخدمها كثير من الآباء والأمهات إعطاء الابن مبلغاً من المال، مع التحذير -أيها الإخوة والأخوات- أن يكون هذا ديدنا للمكافأة, فتصبح حينئذ الحافز الوحيد لطاعتهم لك, ولكن هذا المال الذي نحن نعطيه يمكن أن نعاقبه به, وإليك هذه الفكرة:
أخبر الولد بأن له مبلغاً من المال سوف يأخذه في آخر الأسبوع, وليكن هذا المبلغ مثلاً خمسون ريالاً أو أكثر أو أقل, ثم يخبر هذا الولد أن كل تصرف خاطئ يقوم به, سوف يخصم من هذا المبلغ حتى نهاية الأسبوع, فمثلاً يُقال له: إذا ضربت أحد إخوانك من غير حق فإنه سيخصم عشرة ريالات, إذا تأخرت عن تكبيرة الإحرام, سوف يخصم عليك عشرة ريالات, إذا رفعت صوتك على أحد والديك, يخصم عليك مبلغ من المال, وهكذا وبهذه الطريقة -أيها الوالدان الكريمان- سوف نزرع في نفوس أبنائنا كثيراً من الأخلاق التي –أحياناً- نتعب في محاولة زرعها في نفوسهم
7- صندوق المفاجآت:
أيها الوالد الكريم, ماذا تفعل عندما تدخل بيتك, فترى كثيرا من أغراض المنزل وحاجيات الأولاد من ملابس ومواد دراسية, ملقاة على الأرض بلا عناية, قد يغضب الوالد, ويتحول أحياناً الغضب إلى صياح وتهديد وضرب ووعيد, ولكن نقل لك, هدئ من روعك وخفف من غضبك, واسمع قصة هذا الأب الحنون, لقد اعتاد أبناؤه رمي ملابسهم في نواحي البيت, فاتفق معهم, على وضع برميل في الصالة, يلقى فيه كل ما يجدونه داخل بيتهم, من الحاجيات التي لا يحتاجونها, وعلى صاحب الشيء البحث عنه داخل البرميل, وقبيل النوم, يلتف الجميع حول ذلك البرميل, ليروا ما به من حاجيات, ويحددوا أيضاً أصحابها, ويأخذوا ما يحتاجونه وثم يرموا مالا يحتاجون إليه, وبهذه الطريقة, وبهذا البرنامج العملي, تحول غضب الأب, إلى فكاهة وتربية ومحبة.
8- دعونا نحتفل:
يخيم الروتين على حياتنا, حتى أضحت الأعمال اليومية المتكررة على الأسرة تبعث على الملل, ونحن حينئذ بحاجة إلى شيء يكسر جو الرتابة والتكرار في حياتنا العائلية, فدعونا نحتفل, فربما قام بعض أفراد الأسرة بعمل يستحق أن يكافأ عليه كانتظام في صلاة أو تفوق في دراسة, أو تحسن في سلوك, أو قام بمبادرة طيبة مع أسرته, أو كانت مناسبة دينية كالعيد مثلاً, من أجل ذلك نحن بحاجة أن نقول لأهل المنزل قد آن الأوان للاحتفال.
ولكي يكون احتفالنا رائعاً, فلنحدد موعد الاحتفال, وليكن يوم إجازة, ومن ثم نجعل من مائدة ذلك اليوم مميزة, تختلف عن كل يوم, ثم نبدأ بعد ذلك في ترتيب فقرات الحفل:
فنجعل كلمة الحفل يلقيها: أصغر الأبناء, ما أمكن ذلك.
ومن ثم تكريم المتفوقين, من الأبناء, ويكون هذا التكريم, من قبل الوالدين, ومن المناسب عند التكريم, وضع كرسي خاص بالمتفوق, مع بيان سبب التفوق, وإعطاء شهادة تقدير موقعاً عليها من الوالدين, وإخوته كذلك, تقديم هدية مناسبة له.
وثم بعد ذلك يحث بقية الأبناء على التنافس الحميد فيما بينهم.
ومن المناسب أيضاً في هذا الاحتفال: أن يُعلق اسم هذا الابن في لوحة الشرف, ليراها أقاربه وزوار المنزل بعد ذلك, وخذ هذين المقترحين الجميلين لشهادة تقدير يقدمها الوالد والوالدة لأولادهم:
النموذج الأول: نموذجاً مقدماً من الوالد لولده:
ابني الغالي:
احترت في كلمة الشكر, فلم أجد ضالتي, لم أجد ما يكفيني لأعبر لك عن مدى الامتنان لك, ففي قلبي لك أيها الابن الغالي سعادة وحب ومودة, أقول لك من أعماق قلبي, جزاك الله عني خيرا يا بني , التوقيع " والدك
و نموذج أخر مقدم من الوالدة إلى أحد أولادها تقول فيه:
يا قلباً ينبض بأرق شعور, يا نسمة تسري في حياتي, فتنشر فيها العطر والنور, من قلب صادق وبحب دافق, أهتف وأقول لك أحبك دائماً يا بني.
التوقيع "والدتك "
فبهذه الطريقة وبهذه الشهادة التي ستعطى لهذا الابن, انظر كيف ستكون نتائجها بعد ذلك على هذا الولد من شعوره بانتماء لهذه الأسرة, وحب ورغبة أيضاً في التعاون داخل البيت.
9- النظام أولاً:
إننا أيها الإخوة والأخوات نعيش في عصر لا مجال للعشوائية فيه, إذ هي السبب في ضياع كثير من فرص التقدم في الأمة بصفة عامة, وتحقيق التقدم والنجاح المطلوبين على مستوى الأفراد بصفة خاصة, وهذا ما تقدم به الغرب على المسلمين.
قبل مدة قليلة نشرت إحدى الدول الغربية خطتها المئوية، فأين نحن عن مثل هذا الإعداد والاستشراف للمستقبل؟! إن اللبنة الأولى التي ينبغي أن نعتني بها هي أولادنا, من خلال برامج عملية تحقق خصلة الترتيب والنظام في حياتنا.
ولكن هناك عوامل ينبغي أن يراعيها ولي الأمر قبل أن يعلم أولاده هذه الخصلة المهمة, ومن هذه العوامل:
أولاً: القدوة.
فالقدوة أقصر الطرق للإقناع, فليكن الوالدان أول من يعتني بتنظيم نفسه وشؤون حياته.
ثانياً: الصبر.
فتغيير العادات القديمة وزرع سلوكيات جديدة يستلزم وقتاً طويلاً وجهداً ومثابرة, فلا ينبغي أن نتراجع أبدا.
والأمر الثالث: المتابعة.
فينبغي أن نراقب ونقيس مدى اقتراب أبنائنا من تبني هذا النهج في التفكير, والتعامل بهم في حياتهم, ومساعدتهم وتشجيعهم أيضاً على الاستمرار, اشتر له ساعة لمعرفة الوقت, اجعله يحترم المواعيد, أهد له مفكرة, علمه احترام وقت غيره, دربه أيضاً على التخطيط والنظام.
10- غرفة جميلة منظمة:
ففي جلسة عائلية هادئة يعلن الأب أو الأم عن مسابقة جميلة بين أفراد الأسرة وتتلخص في أجمل غرفة في البيت يعطى الابن صاحب أفضل غرفة مرتبة هدية قيمة ووساما على باب غرفته.
أما طريقة تطبيق هذه الفكرة فيضع الأب أو الأم ورقة كبيرة على باب غرفة كل ابن من الأبناء بها الخانات التالية :
السرير, الدولاب, المكتب, السجاد, ركن الألعاب, وغيرها من الأشياء التي تحتويها الغرفة, وينبغي أن تكون الورقة مفصلة بجميع محتويات الغرفة, مع تخصيص زاوية بعنوان (الابتكار), لتساعد الأبناء على التفكير الإبداعي, وإضافة العنصر الجمالي في داخل غرفهم, تحدد ساعة يمر فيها الوالدين أو أحدهما على غرفة الأبناء يقيم كل غرفة, وبعد مرور أسبوع تجتمع الأسرة وتحدد الفائزين في جو عائلي جميل.
11- علموا أولادكم حرفة:
إن من مأثور الحكم عند الناس: حرفة في اليد أمان من الفقر, وأن خير ما أكله الإنسان ما كان من عمل يده, ولهذا قال النبي _صلى الله عليه وسلم_ في الحديث الصحيح: (ما أكل عبد طعاما قط, خير من أن يأكل من عمل يده, وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده).
فينبغي للوالدين أن يستشعرا أهمية هذا الجانب في تربية الطفل, من ناحية صقل شخصيته واعتماده على نفسه والقدرة على الكسب والرجولة المبكرة وغير ذلك.
قال أحد العلماء: من حق الولد على والده, إذا بلغ سن التمييز أن يعلمه أخلاق الصلحاء, وأحكام الدين, ويرشده إلى المكاسب خشية أن يكون عالة على الناس.
فلنعلم أولادنا حرفة يغتنون بها, ولنعاونهم على اكتشاف ميولهم وقدراتهم, وتشجيعهم على تنميتها وصقلها بالتدريب المتدرج, ويمكن في البداية, تدريبه على أمور بسيطة كإصلاح كرسي, أو مروحة, أو تدريبه على تشغيل الكمبيوتر والطباعة عليه, ونحو ذلك.
ومن العجيب أيها الإخوة أن هناك رسالة علمية بعنوان كيف يربي اليهود أطفالهم, كان من ضمن فصولها, تمجيد اليهود للعمل اليدوي عند الأبناء, فهل سنمجد مثل هذا الأمر في نفوسهم, حتى لا نجعلهم يوماً من الأيام عالة على غيرهم من الناس.
12- لنصلح معاً:
إن تعليم الأبناء الإصلاح لما يتعطل من الأجهزة والأدوات عمل مفيد جداً, لأمور كثيرة, يعلمهم ويعودهم على الإيجابية, يربيهم على أن لا يكونوا عالة على غيرهم, ويبعدهم أيضاً عن المطالبة المستمرة لتغيير كل ما تعطل, فلنجعل مثلاً أبناءنا الذكور يبدؤون في إصلاح دراجاتهم إذا تعطل إطارها, أو إصلاح ألعابهم إذا تعرضت لكسر.
أما البنات, فيكمن تعليم البنت مبادئ الخياطة كتركيب الأزرار وغيرها, أو خياطة جزء مقطوع من ردائها, وننصحك بكتب تفيدك في هذا الأمر مثل كتاب: الإصلاح المنزلية, وطرق عمل الديكورات الداخلية للمهندس محمد عادل المهدي, وأيضاً فصل في كتاب أطفالنا, وهذا الفصل بعنوان: في بيتنا ورشة, وثمة كتاب أيضاً بعنوان الأشغال الفنية للأطفال للأستاذ أحمد البيومي وهو من الكتب التي اعتنت بذكر مقترحات كثيرة يمكن أن نطبقها في مثل هذا البرنامج.
13- الإبداع المنزلي:
يتسابق الأبناء اليوم في كتابة لوحات تعليمية أو إرشادية لإحدى المواد الدراسية, وجميل أن تُنقل هذه الفكرة إلى بيوتنا, في كتابة بعض اللوحات المنزلية المفيدة, وتكون بتصميم جذاب, مع اختيار عبارات رائعة لها, والتي لا تُنسى وتظل عالقة في الذهن, وهذا ما يسميه علماء التربية (التربية بالإيحاء), فمن هذه العبارات المقترحة التي يمكن أن تعلق مثلاً داخل المنزل:
• (من أصلح ما بينه وبين الله, أصلح الله ما بينه وبين الناس)
• (إذا قابلت الإساءة بالإساءة, فمتى تنتهي الإساءة)
• أكثر من الصلاة على النبي _صلى الله عليه وسلم_)
• (حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا)
• (العربة الفارغة, أكثر إزعاجاً من العربة الممتلئة)
• (العمل مهما قل, أفضل من الكلام مهما كثر)
• (الصدق ربيع القلب وشعاع الضمير)
• (الطمع رق مؤبد)
• (تذكر أن الله يراك في كل وقت وفي كل مكان)
ويمكن كتابة آداب الطعام مثلاً وغيرها من الآداب بشكل جميل وتعلق في الأماكن المناسبة, وحبذا طباعتها من قبل الأبناء.
ومن التجارب اللطيفة في هذا عبارة في المكتبة تقول: الرجاء لا تتركني للضياع.
• والأخرى مكتوب عليها: أعدني إلى مسكني على الرف.
• وثالثة في مكان الطعام: من فضلك لا تتركنا على الأرض.
• وساعد والدتك في تنظيفنا.
ومن الكتب النافعة في ذلك: أقوال مأثورة وكلمات جميلة للأستاذ محمد لطفي الصبار, ولا تنسى أن تحفظ هذه العبارات في ملف لأبنائك.
14- يوم التنافس, أو يوم الإبداع أو الابتكار:
وهو يوم يتنافس فيه الأبناء, حول قضية يحددها لهم والدهم, فمثلاً:
• حفظ أول سورة الكهف.
• حفظ جملة من الأذكار.
• أو حفظ قصيدة جميلة.
• أو كتابة مقال عن موضوع معين.
• أو إبداع رسمة رائعة.
• أو اقتراح أية فكرة قد يخدم بها دينه.
• أو صحيفة عائلية, وهي عبارة عن صفحة واحدة, يحاول فيها الأبناء محاكاة عمل الصحف اليومية, فتجرى مسابقة أسبوعية بين الأبناء في تحرير هذه الصحيفة العائلية فلكل ابن الحرية في نوعية الكتابة في حدود الجاد والمفيد, فيمكن أن يكتب فيها أخبار الأسرة بشكل ظريف, كعنوان: العلاقات متوترة بعض الشيء هذا الأسبوع, الطقس غائم جزئي بين بعض أفراد الأسرة, حكم وأمثال, وبيت شعر جميل, والتعريف بشخصية مهمة, وتفسير آية, وشرح حديث مختصر, وهكذا, ويمكن أن يشترك بعض الإخوة في تحريرها كل أسبوع, فيعطى صاحب أحسن صحيفة جائزة مناسبة مع الحرص على المواضيع والنظافة وحسن الترتيب, وجمال الخط, ثم توزع الصحيفة الفائزة على جميع أفراد الأسرة, وتعلق في مكان بارز, وحبذا لو حفظ ما كتبه الأبناء في ملف خاص, يستفاد منه في وقت آخر.
إن هذه الأفكار, أو هذا البرنامج وهو البرنامج التنافسي والإبداعي, سيكشف لنا حقائق مهمة عن أبنائنا, فإن هؤلاء الأبناء كتلة من المواهب, هم بحاجة لمن يبعث هذه المواهب في نفوسهم, ويخرجها للناس.
15- يوم الخدمة المنزلية:
في هذا اليوم تأخذ الأم إجازة من الأعمال المنزلية ويتولى الأبناء إدارة المنزل كاملاً تحت نظرك ومتابعتك, ومن المناسب عمل جدول لجميع أفراد الأسرة, محتوياً على أهم مهام المنزل, وتوزيعها عليهم على مدار الأيام, وما أجمل أن يكون من ضمن هذه المهام عليهم, الإيقاظ للصلاة, ومتابعة إخوانه في المسجد, وغيرها من المهام الجادة, وهكذا تعيش الأسرة روح التعاون والمحبة والمودة, ويشعر الجميع ما تبذله الأم من مجهود لأجل راحتنا.
16 - المربي المتفرغ:
فللوالدين أشغالهما التي قد تحول دون القيام بالمهمة على أتم وجه, وأحسن حال, ولذا فإن من المقترح, تفريغ أحد المربين الصالحين لملازمة الأبناء وتربيتهم وتعليهم القرآن وآدابه, والعلم الشرعي وأحكامه وطبعهم أيضاً على العادات الحكيمة والأخلاق الكريمة, وقد بدأت بعض الأسر في تطبيق هذا الأمر ووجدوا له ثمرة عظيمة في أبناءهم خاصة إذا أحسن اختيار المربي.
17 - شخصية الشهر:
يمكنك أيها الوالد الكريم, ويا أيتها الوالدة الفاضلة, أن تختار بمشاركة أبنائك شخصية تاريخية إسلامية, لتكون شعار هذا الشهر, تتناقش معهم حولها في أوقات مختارة مسبقاً من الأسرة, وتحاول أن لا ينقضي هذا الشهر إلا وقد درس أبناؤك معالم هذه الشخصية, ولكي تنجح هذه الفكرة حدد الشخصية في وقت مبكر, ووفر لهم المراجع حولها, علمهم كيف يستفيدوا من هذه الشخصية, وما الجوانب المهمة في حياة هذا الشخص الذي اختير, نوِّعْ لهم الشخصيات فتارة عالم, وتارة زاهد, وأخرى أديب, وهكذا.
وكذلك يمكن أن تختار خُلق الشهر, بدلاً من شخصية الشهر, ثم تشترك الأسرة كلها في جمع القصص والأمثال والحكم والشعر والمقالات حول هذا الخلق, ثم الاتفاق بعدها على تلخيص هذه الأشياء, على أن يقوم على هذا التلخيص الأولاد بنين وبنات, في ورقة واحدة تعلق في المنزل, في خطوات عملية لتطبيقها داخل الأسرة, ويمكن إهداؤها كذلك إلى بقية الأسر من الأقارب والأرحام.
18 - لقاء البيت:
وهو من البرامج العملية المهمة والتي أخرتها من أجل أن نبني في نفوس أبنائنا المحبة والألفة ويتقبلوا منا بعد ذلك مثل هذه اللقاءات العملية الجادة.
قال الله -عز وجل- مخاطباً نساء النبي _صلى الله عليه وسلم_: "وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً" (الأحزاب:34), ففي هذه الآية مفهوم ومضمون, أما المفهوم فيدل على أن هناك تالياً يتلوا عليهن القرآن, فهناك إذاً تعليم, وأما المضمون فهو أمرهن بالتذكر, فهناك إذاً تعلم, ومن هنا كان لا بد من تنظيم العلم والتعلم الشرعي في كل بيت مسلم, وذلك من خلال لقاءات علمية تفقهية, تضم كل أفراد الأسرة من أطفال ورجال ونساء, ومن هنا جاءت أهمية لقاء البيت, وهو عبارة عن ملتقى دوري يضم كل أفراد الأسرة, ويتوافر له ما يتوافر للقاءات المهمة من مظاهر الإعداد والاستعداد, مثل تخصيص وقت ومكان والتهيؤ له, وهكذا.
وحتى ينجح هذا اللقاء -يا أيها الإخوة والأخوات- لا بد أن ننتبه لعدة أمور:
• لا تطل اللقاء في البدايات, فإن النفس تمل, والتدرج حسن في مثل هذه الأمور.
• لا تجعل لقاء الأسرة كاجتماع المؤسسات والشركات جاداً فتنفر النفوس منه.
• القرآن والحديث عنصران أساسيان في أي لقاء.
• يُراعى إشراك الزوجة والأبناء في التحضير والإلقاء والحوار وغيرها.
• يُراعى عنصر التجديد والتشويق في اللقاء, فمرة نجلس في البيت, وأخرى في الحديقة, وثالثة على الشاطئ, وهكذا.
• تذكر أن ما تقوم به عبادة لله -عز وجل- وأنه سبب لإنقاذ الأهل من النار, وهدايتهم إلى طريق الجنة, والله -عز وجل- يقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ" (التحريم: 6).
• تعاونا وتفاهما أنت وزوجتك فإن ذلك من أسباب النجاح لهذا الأمر.
• استشر أهل الخبرة في الطرق والوسائل والكتب وغيرها.
• ولا تنسى الدعاء والتماس التوفيق من الله _تعالى_.
• أدخل الخير وأهله في بيتك ومجلة إسلامية وشريطا نافعا وأصدقاء صالحين ونساء صالحات يجعلون البيت حديقة معطاء.