السلام عليكم
تاج الوقار" غزة ترد على الفجار بـ"القرآن" / بقلم : فارس عبد الله
السبت 13-06-2009 12:27 مساء
تاج الوقار يزين غزة هاشم ويحفظها من الأشرار , هي غزة الإيمان والقرآن , نموذج من زمن الصحابة وعهد الأتقياء , غزة ترد على الفجار وتبدد خبثهم , وتشتته بنور الآيات المحكمات , غزة بالحافظين والحافظات تبطل سحرهم , وتحصن نفسها وتحفظ عقول أجيالها الصاعدة , فكأنهم قرآن يمشي على الأرض , هكذا هي غزة في قلب الحصار , ما وهنت ولا ضعفت وهي تمسك بحبل الله المتين .
يبدأ اليوم السبت 13 / 6 نحو عشرة آلاف حافظ وحافظة , في مشروع حفظ كتاب الله عز وجل خلال ستين يوماً , سوف ينظمون في حلقات بكل زاوية من زوايا مساجد غزة , التي استهدفها العدوان الصهيوني بالقصف والتدمير, لتعود من جديد تشع بنور القرآن , بإرادة إيمانية تسعى إلى بناء جيل العقيدة والقرآن , القادر على قيادة المشروع الإسلامي , والوقوف في وجه المخاطر والمؤامرات التي تتعرض لها الأمة , وقضيتها المركزية فلسطين .
غزة بالقرآن تسعى لزرع الثقافة الإيمانية وغرسها في النفوس , عبر جيلاً يحفظ كلام الله في قلبه ليقوم بالواجبات والمهمات , التي لا يقوى عليها إلا خريجي المساجد ومراكز التحفيظ .
غزة بالقرآن تنظر بعيون الحافظين والحافظات , نحو تحرير المسجد الأقصى الأسير , وهم يتلون آيات من الذكر الحكيم , ترسم الأقصى في قلب ووجدان كل مسلم , فهو مسرى الرسول الكريم وبوابة السماء نحو المعراج , {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } .
فالأقصى آية من القرآن الكريم , وهو جزء من عقيدة المسلمين , وإن استكمال تحريره يقع فرضاً على كل مسلم ومسلمة , ويزداد اليقين وهم يتلقون البشريات القرآنية , { فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً } .
غزة بالقرآن , تبني صرح الأخلاق الحميدة وتؤسس لمجتمع الفضيلة والالتزام , فهاهم أبناء غزة " من الشبان والفتيات " يلتفون حول موائد القرآن ينهلون من معينه الصافي ويتزودن بخير الزاد للدنيا والآخرة ويتخلقوا بأخلاق القران أخلاق الأنبياء والصالحين وينتهون عن كل ما نهى الله ورسوله عنه .
غزة بالقرآن تنتصر لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وأبنائها يحفظون في قلوبهم كتاب الله , الذي أنزل على قلب رسوله , وهو الذي يتعرض اليوم لحملات الإساءة , من الكفار والصليبين في بلاد الغرب , ليؤكد جيل غزة المؤمن بأنه من الرسول وللرسول , يحفظون رسالته وسنته ويتمسكون بها ويعضون عليها بالنواجذ .
غزة بالقرآن ستغيظ الكفار والمنافقين , ومن يسعون إلى هدم المجتمع من داخله , عبر تغيب عوامل المنعة والحماية , وأهمها القرآن الكريم فمن خلاله , تفضح صور المنافقين وأسيادهم من الكفار , ومن خلال آياته يستبين سبيل المؤمنين ,وتوضح معالم الطريق نحو مرضاة رب العالمين والفوز بالجنان .
عشرة آلاف حافظ وحافظة لكتاب الله , ستعمر بهم بيوت غزة بالقرآن , وسيهنأ أبائهم وأمهاتهم , بهذا الفوز الكبير بما لهم من أجراً عظيم .
ويعتبر هذا المشروع العظيم , ثمرة من الثمار الطيبة لدار القرآن الكريم والسنة , بقطاع غزة والتي أشرفت في العام الماضي , على مشروع تحفيظ ثلاثة آلاف حافظ وحافظة خلال فترة العطلة الصيفية , وها هي اليوم تطلق مشروعها الكبير , لتزرع في كل بيت قرآن ناطق من أهله , مساهمة في تعزيز أخلاق القران ,والتمسك به والعمل بمضونه لما فيه خير الدنيا والآخرة .
بورك المشتركين في هذا المشروع الطيب , وبورك القائمين عليه من دار القرآن الكريم والسنة , وبوركت غزة وهي تضم الحفظة لكتاب الله عز وجل ,وإنها والله لبشريات النصر والتمكين لهذا الدين , تخرج قلب الحصار ويشع نورها في كل مكان .