السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أختنا أم ناصر
سأرد على النقاط التي تم تفنيدها:
1- بداية تتحدثين عن 13 عاما من العمل في نفس الوظيفة
(لولا راحتك في مكان العمل بين رئيس و مرؤوس ، مؤكد ما كنت ستقضين 13 عاماً في هذا العمل ، و كنت بادرت إلى تغييره خلال السنوات السابقة)
2- منها 10 أعوام من العمل في نفس المكان ، أي المكان الذي يجمعك مع زميلاتك (مع إحدى عشرة زميلة )
3- قلتِ أنكن تقضين وقتكن بشكل محبب و طيب مع بعضكن في العمل ، و أتوقع له تأثير أيضا في حياتك معهن بعد دوام العمل بشكل طيب طوال تلك الفترة ...
10 أعوام قضيتها مع زميلات لكِ ، مؤكد مرّ معكن العديد من المواقف المفرحة أو المحزنة التي مررّتن بها في حياتِكن و تأثرتّن بها سوياً ، عشرة العمر ، و جوار التواجد بالمكان ، وحق الزمالة ، و مؤكد كنتِ تعتبرين أن بعضهن صديقاتٌ لكِ و كنتن تتشاركن الكثير من المواقف الحلوة سوياً و هذا معناه أن باب إيجاد الأعذار لبعضكن مفتوح و إن كان بين أخذ و رد ...
4- المدير المسؤول قدّر ظروفك و سمحَ لكَ بالخروج قبل نهاية الدوام أي في الساعة 12 ظهراً
هذا معناه أن رئيسك في العمل ، إنسان متفهم و نعمَ الرئيس ، بارك الله فيه
5- تواصل المدير المسؤول معكِ معاتباً أنكِ تخرجين قبل الساعة الثانية عشرة ظهراً حسب ما تم الإتفاق بينكما.
السؤال هنا ، هل فعلا أصبحت تخرجين قبل الموعد المتفق عليه أي قبل الثانية عشرة
لو كان هذا الأمر أصبح يحصل فعلا ، فمعاتبة مديرك بسبب معاتبة له أكان من مرؤوسيه أو من تعليقات بعض الزملاء و الزميلات في العمل ... و ردة فعله أو أن تكون طبيعية بمعاتبك في حال أصبحت تخرجين قبل الدوام ، أو أنها بسبب ضغط من الغير عليه بمسائلته عن السماح لكِ بالخروج قبل موعد الدوام الذي يلتزم به باقي الموظفين و الموظفات أكان في قسمك أو في أقسام أخرى
6- توافقت ثلاثة من زميلاتك مع كلام المدير بخروجك قبل ذلك الوقت
7- قالت زميلاتك أن الجميع يتحدث عن هذا الأمر
إن كانت ثلاث من زميلاتك من توافقن مع كلام المدير ، فإذن الزميلات الثماني الباقيات ، لم يجبن نفياً أو إيجاباً ، و لهذا تحاملك جاء على جميعهن.
و مع هذا ، ربما اللواتي توافقن مع مديريك لم يكنَّ يقصدن أنهن لم يقفن معكِ فعلياً ، فإن كان خروجك قبل الموعد المحدد (الساعة 12 ظهراً) يحصل ، فهن يلفتن نظرك أن هناك من يتحدث بهذا الأمر
و إن كان حتى لمجرد خروجك في الوقت المحدد ،
فربما يكون نوع من الغيرة أو الإستياء لأنهن لا يحصلن على هذه الإستثناء مثلكِ ، و ربما هو نوع من الغيرة لخروجك اليومي قبل الموعد المحدد
يعني الأمر قد يكون موافقة تلقائية و صريحة لما يحصل دون محاولة المجاملة
أما إن شعرتِ بغيرة فعلية من كلامهن ، طبعا توافقاً مع تصرفات سابقة منهن أنتِ أدرى بتقييم علاقتك بزميلاتك طوال السنوات العشر الماضية
على العموم ، لا يجب أن تتضايقي و تعطِ الأمر أكثر مما يجب ، لأن هذه طبيعة فطرية لدى بعض النساء ..
8- لم تتوقعي ردة فعلهن حيالك ، توقعت أن يقفن معكِ
كما أسلفت ، ليس معنى أنهن لم يقفن معكِ أنهن ضدك
لم يقفن معكِ ربما لأنهن إعتبرن كلام المسؤول صحيح و أردن أن يؤكدن على ذلك
توقعك أن يقفن معك ، أنك أردت منهن أن يجاملكن بالأمر و يخففن عنكِ ، نعم هذا حقكِ عليهن بمفهوم الصداقة و الزمالة ، و لكن عدم حصوله ليس معناه بالضرورة أنهن أخطأن بحقك.
9- نفسيتك متعبة بسبب ضغوط أخرى غير العمل ، دراسة الأولاد في البيت ، أو أي مشاكل إضافية ..
هذا هو الأمر الذي جعلك ترين الأمر أكثر مما يستحق
الضغوط الحياتية بين المتطلبات و المتوجبات و ما يمكن أن تقدمي
إحساسكِ أن الوقت ليس كافٍ في مثل هذه الأوقات بين إمتحانات الأولاد و المسؤولية الحياتية اليومية ، إضافة إلى توترك الآن داخل العمل ، جعل ردة فعلك سريعة بكل ما تفضلتِ به لاحقاً من الدعاء عليهن و رغبتك بالإنتقال إلى مكان آخر ... (لا أوافق عليه و لا أراه حلاً مناسباً و هو حل وقتي)
10- تسألين كيف نحلل هذا الوضع و وضعت تعريفات مباشرة (غيرة / حسد / حقد )
أخبرك أمراً ، معظم الدراسات التي تمّ القيام بها ، توضح أن بعض النساء يرين أن العمل مع نساء هو أمر ممل و مليء بالمشاكل التي لا يجب التوقف أمامها لأن تواجد المرأة في العمل يختلف من أنثى إلى أخرى ، فطبع بعض النساء حبهن للمنافسة مع بعضهن
و بعض النساء بشكل فطري يشعرن بالغيرة إضافة أن المرأة لها أكثر من دور لتؤديه في الحياة ، و عليه تكون الضغوطات الحياتية كما يحصل معك ، تجعلها بعض الأحيان تقف عند أمور بسيطة تستيطع أن تجد لها منها منفساً ، و لكن يبقى أن الثقة بالنفس تلعب دوراً كبيراً في تحديد تصرفات المرأة حيال ما تتعرض لها خاصة في حياتها المهنية.
11- قررتِ لهذا السبب الإنتقال إلى مكانٍ آخر
لو قرر كل موظف أن يترك العمل بسبب نقاشات أو إختلافات في وجهات النظر ، لما كان إستمر بعض الموظفين في أعمالهم لعشرات السنين
يجب على الموظف أن يكون لديه إمكانية للتحمل ، و لهذا أحد أهم العبارات التي تكتب في نهاية تقديم السيرة الذاتية من أجل وظيفة جديدة (لدي القدرة على تحمل ضغوطات العمل ) و دوماً نأخذ بها بعين الإعتبار خلال إختيار الموظفين حين إجراء المقابلات ، و يتم التواصل بعدد من الأسئلة بهذا الخصوص لمعرفة إمكانية إستمرارا الموظف في عمله و إنتاجيته لو حصل أي ضغوطات أو مشاكل معه في العمل مع زملائة ..
ثم إن تركتِ العمل الذي قضيت فيه حتى الآن سنوات عشر ، ما الذي يضمن لكِ أن العمل الجديد سيكون أفضل ، و إن كان كذلك في الفترة الأولى ، أليس من الممكن أن يتغير الأمر بعد ذلك ، و عندها قد تحاولين البحث عن وظيفة أخرى ، و هكذا... و لهذا أقول هذا حل وقتي ...
ليس الحل بترك الوظيفة ، بل الحل ، هو إيجاد وسائل تواصل و إنسجام أكبر بينك و زميلاتك في العمل ، و كل هذا يكون بتوضيح نقاط الخلاف و محاولة تفنيدها لإيجاد الحل لها
فأي مشكلة مهما كانت كبيرة ، لو حاولنا تجزئيها وحل كل جزء على حدى ، سنجد في النهاية أن حلها كان أسهل مما توقعنا ،و إننا أعطيناها أكثر مما تحتمل..
12- تسألين عن النصحية لما حصل
قد أعود مجدداً لعرض نصيحتي ، و لكن الآن سأتوقف بما أنك قد قدمتِ طلب نقلك إلى عمل آخر...
13- تدعين على زميلاتٍ لكِ في العمل منذ 13 سنة سوياً
لا أعتقد أن قلبك يقوَ على الدعاء فعلياً على زميلات لكِ ، الأمر فقط ضغط نفسي ، و عندما سترتاحين إن شاءالله ، ستعاتبين نفسك أنكِ في لحظة ما دعوتِ على أحد ، فأنت صاحبة القلب الطيب إن شاءالله دوماً
في النهاية ، الثقة بأنفسنا هو أمر هام حتى نستطيع أن نتخطَ أي مشاكل تعترضنا ، و بما أننا نتقِ الله في تصرفاتنا ، فإن شاءالله كل أمورنا و كل ما يحصل معنا خير
فهدئي من روعكِ و الخيرة فيما إختاره المولى عز و جل
في أمان الله