كل منا في هذه الحياة يمر بمحطات ....يتعرف فيها على أحبة يقترب منهم....يحبهم ويحبونه...يتقاسم معه مشاعره وأحاسيسه وحتى أنفاسه ولقمته....يشاطرهم أحزانهم يحزن لحزنهم.......ويفرح لفرحهم....يفتقدهم إذا غابووا...ويشقى إذا مرضوا......ولسان حاله.
اما ترى شكوى ضلوعي يوم مرضت يا أخيا....
وفجأة
تأتي لحظة وداعهم وفراقهم......لترحل عن تلك المحطة إلى محطة أخرى ....ترحل ومعك همومك وأحزانك لفراقهم....
ما أصعب تلك اللحظات التي تحمل فيها حقائبك وحاجياتك..وتلملم جروحك وتستعيد أنفاسك لرحيلك...وقد نزف قلبك..وشل تفكيرك...وتحجرتالدموع في عينك تريد أن تسقط لكن كبرياء الصبر والثبات يمنعها من الأنحدار من المآقي.
في تللك اللحظة تستعيد ذكرياتك معهم وكأنه شريط متصل......
هنا تسامرنا.......هنا مرحنا وفرحنا...هنا أكلنا وشربنا...هنا تذاكرنا وهنا حفظنا كتاب الله معا...هنا تشاحنا وتصافينا..هنا تباغضنا وتغافرنا وتصافحنا وتآخينا...هنا تعاهدنا على طاعة ربنا والتناصح بيننا....هنا وهناك.....ما اجملها من لحظات وما أحلاها من أوقات....
ثم ماذا
(أستودعكم الله)
ما أصعب أن نتفوه بها بعد كل هذا الود والتناصح....ثم كلمة( وداعا)كلمة تخرج معها شرايين قلوبنا وتنهداتنا.
ولسان حالنا
تشتاق لكم عيني وأنتم في سوادها
ويشتاق لكم قلبي وأنتم بين أضلعي
ووصلنا إلى نهاية اللقاء فهل ترانا نلتقي بعدها أم أن اللقيا تكون في الذكريات,,,,,والدعوات في السجدات.....ان يجمعنا بمن نحب.....
قد يكون فراقنا لأفراد أسرتنا..أشقائنا ..لكن ظروف الحياة تجعلنا بمنأى عمن نحب..
كلنا عشنا هذه اللحظات وقد نعيشها في المستقبل.....لكن عزاؤنا أن حبنا لله وتعلقنا به يهون علينا كل شقاء وعناء.....وعزاؤنا قول حبينا صلى الله عليه وسلم
أحبب من شئت فإنك مفارق....
لسان حال كل من فارق أحبته..
أعاني بالفراق أسى وأذكركم صباح مسا
وبي من لوعة الأشواق ما هد المنى وقسا
ولسان حال مفارقتكم مؤقتا بسبب الاختبارات ......يلهج بالدعاء أن لايطيل عليها فراقكم .......لأنني إلتقيت بكم في أجمل محطات الحياة...وأحببتكم حبا صادقا عذبا....خالي من أي تكلف وتصنع ومبالغة...وأسأل الله أن يديم الود بين الجميع...ويجمعنا دوما على طاعته..
دعواتكم بالتوفيق والنجاح لي ولكل الاخوان والاخوات.
لا تبخلوا علي بالدعاء فانتم اناس لكم في القلب ذكرى
دمتم بمشيه الله بخير.
مع فائق الاحترام والتقدير.