السلام عليكم و رحمة الله.
هذه من الطرائف العربية بين النحويين و الأعراب.
قالت العرب : خير الكلام ما لم يُحتج معه كلام .
* قيل إن أعرابياً وقف على مجلس الأخفش فسمع كلام أهله في النحو وما يدخل معه ، فحار وعجب ، وأطرق ووسوس ، فقال له الأخفش : ما تسمع يا أخا العرب ؟ قال : أراكم تتكلّمون بكلامنا في كلامنا بما ليس من كلامنا !!!
وقال أعرابي آخر :
ما زال أخذهم في النحو يُعجمني --- حتى سمعت كلام الزَّنج والرّوم
وأنشد آخر قائلاً :
ماذا لقيت من المستعربين ومن --- تأسيس نحوهم هذا الذي ابتدعوا
إن قلت قافية فيه يكون لها --- معنى يخالف ما قاسوا وما وضعوا
قالوا لَحَنْتَ وهذا الحرف منخفض --- وذاك نصب وهذا ليس يرتفع
وحرّشوا بين عبد الله واجتهدوا --- وبين زيدٍ وطال الضرب والوجع
إني نشأت بأرض لا تُشبُّ بها --- نار المجوس ولا تُبنى بها البيع
ولا يطأ القرد والخنزير ساحتها --- لكن بها الهَيْقُ والسِّيدانُ والصّدعُ
ما كل قولي معروف لكم فخذوا --- ما تعرفون وما لم تعرفوا فدعوا
كم بين قوم قد احتالوا لمنطقهم --- وآخرين على إعرابهم طُبعوا
وبين قوم رأوْا شيئاً معاينــــة --- وبين قوم روَوْا بعض الذي سمعوا
وقد قيل : نحو العرب فطرة ، ونحونا فطنة ، فلو كان إلى الكمال سبيل لكانت فطرتهم لنا مع فطنتنا ، أو كانت فطنتنا لهم مع فطرتهم .
***
في حفظ الله.