نص محذوف اعيده الان
ويقول في الجزء الأول من مجموع الفتاوى:
وهؤلاء المشركون قدتتمثل لهم الشياطين وقد تخاطبهم بكلام وقد تحمل أحدهم فى الهواء وقد تخبره ببعضالأمور الغائبة وقد تأتيه بنفقة أو طعام أو كسوة أو غير ذلك كما جرى مثل ذلك لعبادالأصنام من العرب وغير العرب ، وهذا كثير موجود فى هذا الزمان وغير هذا الزمانللضالين المبتدعين المخالفين للكتاب والسنة،
إما بعبادة غير الله، وإما بعبادةلم يشرعها الله، وهؤلاء إذا أظهر أحدهم شيئا خارقا للعادة لم يخرج عن أن يكون حالاشيطانيا أو محالا بهتانيا ، فخواصهم تقترن بهم الشياطين كما يقع لبعض العقلاء منهموقد يحصل ذلك لغير هؤلاء لكن لا تقترن بهم الشياطين إلا مع نوع من البدعة إما كفروإما فسق وإما جهل بالشرع فإن الشيطان قصده إغواء بحسب قدرته فإن قدر على أن يجعلهمكفارا جعلهم كفارا وإن لم يقدر إلا على جعلهم فساقا أو عصاة وإن لم يقدر إلا علىنقص عملهم ودينهم ببدعة يرتكبونها يخالفون بها الشريعة التى بعث الله بها رسوله صلىالله عليه وسلم فينتفع منهم.
ولهذا قال الأئمة لو رأيتم الرجل يطير فىالهواء أو يمشى على الماء فلا تغتروا به حتى تنظروا وقوفه عند الأمر والنهى ، ولهذايوجد كثير من الناس يطير فى الهواء وتكون الشياطين هى التى تحمله لا يكون من كراماتأولياء الله المتقين ومن هؤلاء من يحمله الشيطان الى عرفات فيقف مع الناس ثم يحملهفيرده الى مدينته تلك الليلة ويظن هذا الجاهل أن هذا من أولياء الله ولا يعرف أنهيجب عليه أن يتوب من هذا وإن إعتقد أن هذا طاعة وقربة اليه فإنه يستتاب فإن تابوالا قتل لأن الحج الذى أمر الله به ورسوله لا بد فيه من الإحرام والوقوف بعرفةولابد فيه من أن يطوف بعد ذلك طواف الإفاضة فإنه ركن لايتم الحج الا به بل عليه أنيقف بمزدلفة ويرمى الجمار ويطوف للوداع وعليه إجتناب المحظورات والإحرام من الميقاتالى غير ذلك من واجبات الحج ، وهؤلاء الضالون الذين يضلهم الشيطان يحملهم فى الهواءيحمل أحدهم بثيابه فيقف بعرفة ويرجع من تلك اللية حتى يرى فى اليوم الواحد ببلدهويرى بعرفة ومنهم من يتصور الشيطان بصورته ويقف بعرفة فيراه من يعرفه واقفا فيظنأنه ذلك الرجل وقف بعرفة فإذا قال له ذلك الشيخ أنا لم أذهب العام الى عرفة ظن أنهملك خلق على صورة ذلك الشيخ وإنما هو شيطان تمثل على صورته ومثل هذا وأمثاله يقعكثيرا وهى أحوال شيطانية.
وفي سؤال طرح على اللجنة الدائمةللبحوث العلمية والإفتاء عن حكم الإستعانة بالجن:
(( لا تجوز الاستعانةبالجن في معرفة نوع الإصابة ونوع علاجها لأن الإستعانة بالجن شرك . قال الله تعالى (( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا )) ، وقال تعالى (( ويوم يحشرهم جميعاً يمعشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنااستمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ماشاء الله إن ربك حكيم عليم ))
ومعنى الإستمتاع بعضهم ببعض أن الإنس عظموا الجنوخضعوا لهم واستعانوا بهم والجن خدموهم بما يريدون أحضروا لهم ما يطلبون ، ومن ذلكإخبارهم بنوع المرض وأسبابه مما يطلع عليه الجن دون الإنس وقد يكذبون فإنهم لايؤمنون ولا يجوز تصديقهم . ))
التوقيع (( اللجنة الدائمة للبحوث العلميةوالإفتاء ))
أنتهى .....
وفتوى أخرى من الشيخ بن باز - رحمه الله حول مشروعية العلاج بالقراءن والنفث في الماء وما الى ذلك ..
فأجاب سماحته - رحمه الله - :
علاج المصروع والمسحور بالآياتالقرآنية والأدوية المباحة لا حرج فيه إذا كان ذلك ممن يعرف بالعقيدة الطيبةوالالتزام بالأمور الشرعية .
أما العلاج عند الذين يدعون الغيب أو يستحضرونالجن أو أشباههم من المشعوذين أو المجهولين الذين لا تعرف حالهم ولا تعرف كيفيةعلاجهم فلا يجوز أتيانهم ولا سؤالهم ولا العلاج عندهم لقول النبي صلى الله عليهوسلم (( من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً )) أخرحه مسلم فسصحيحه ، وقوله صلى الله عليه وسلم (( من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقدكفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم )) أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسنادجيد.
والأحاديث الأخرى في هذا الباب كلها تدل على تحريم سؤال العرافينوالكهنة وتصديقهم ، وهم الذين يدعون الغيب أو يستعينون بالجن ويوجد من أعمالهموتصرفاتهم ما يدل على ذلك وفيهم وأشباههم ورد الحديث المشهور الذي رواه الإمام أحمدوأبو داود بإسناد جيد عن جابر رضي الله عنه قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عنالنشرة فقال (( هي من عمل الشيطان )) وفسر العلماء هذه النشرة بأنها ما كان يعمل فيالجاهلية من حل السحر بمثله ويلتحق بذلك كل علاج يستعين فيه بالكهنة والعرافينوأصحاب الكذب والشعوذة.
وبذلك يعلم ان العلاج لجميع الأمراض وأنواع الصرعوغيره إنما يجوز بالطرق الشرعية والوسائل المباحة ومنها القراءة على المريض والنفثعليه بالآيات والدعوات الشرعية لقوله صلى الله عليه وسلم (( لا بأس بالرقى ما لمتكن شركاً )) وقوله صلى الله عليه وسلم ( عباد الله تداووا ولا تداووا بحرام )) أنتهى ..
وهذا سؤال طرح على مركز الفتوى حول الإستعانةبالجن." فتوى رقم 7369"
ماحكم من يتعامل مع شخص يتعامل مع الجن في الخيرفقط في علاج بعض الأمراض وفك السحر.ولايستخدم الجن إلا في عمل الخير وعرف عن هذاالشخص التقوى والورع . وهل هناك أشخاص يتمتعون بكرامات من الله عز وجل . وهل يكونتسخير الجن للشخص في عمل الخير كرامة له من عند الله سبحانه؟
أفيدونا جزاكم اللهخيرا بأسرع وقت ممكن.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آلهوصحبه أما بعد:
فإنه لا يجوز الاستعانة بالجن ولوكان في أمور يظهر أنها منأعمال الخير، لأن الاستعانة بهم تؤدي إلى مفاسد كثيرة، ولأنهم من الأمور الغيبيةالتي يصعب على الإنسان فيها الحكم عليهم بالإسلام، أو الكفر، أو الصلاح، أوالنفاق، لأن الحكم بذلك يكون بناء على معرفة تامة بخلقهم ودينهم والتزامهموتقواهم، وهذا لا يمكن الاستيثاق منه لانعدام مقاييس تحديد الصادقين والكاذبينمنهم بالنسبة إلينا.
ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا خلفائهالراشدين، ولا الصحابة ولا التابعين، أنهم فعلوا ذلك، أو استعانوا بهم، أو لجؤواإليهم في حاجاتهم.
ومع انتشار الجهل في عصرنا وقلة العلم قد يقع الإنسان فيالشعوذة والسحر، بحجة الاستعانة بالجن في أعمال الخير، وقد يقع في مكرهم وخداعهموهو لا يشعر، إلى ما في ذلك من فتنة لعامة الناس، مما قد يجعلهم ينحرفون وراءالسحرة والمشعوذين بحجة الاستعانة بالجن في أعمال الخير. وما ذكره شيخ الإسلام ابنتيمية في فتاويه من أن استخدامهم في المباح والخير جائز كاستخدام الإنس في ذلك،فإنه في آخر كلامه ذكر أن من لم يكن لديه علم تام بالشريعة قد يغتر بهم ويمكرونبه.
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية:" قال أحمد في رواية البرزاطي في الرجليزعم أنه يعالج المجنون من الصرع بالرقى والعزائم، أو يزعم أنه يخاطب الجنويكلمهم، ومنهم من يخدمه. قال: ما أحب لأحد أن يفعله، تركه أحب إلي"
والكراماتجمع كرامة وهي الأمر الخارق للعادة، يظهره الله على يد عبد صالح، ومتبع للسنة.
والتصديق بكرامات أولياء الله الصالحين، وما يجريه الله تعالى على أيديهممن خوارق العادات، من أصول أهل السنة والجماعة.
وقد حصل من ذلك الشيء الكثير،فقد أثبت القرآن الكريم والسنة النبوية وقوع جملة منها، ووردت الأخبار المأثورة عنكرامات الصحابة والتابعين، ثم من بعدهم.
ومن أمثلة هذه الكرامات قصة أصحابالكهف، وقصة مريم ووجود الرزق عندها في محرابها دون أن يأتيها بشر، وهما مذكورتانفي القرآن الكريم.
وقصة أصحاب الغار الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة، فدعواربهم وتوسلوا إليه بصالح أعمالهم، فانفرجت عنهم. والقصة في الصحيحين. وقصة عابدبني إسرائيل جريج لما اتهم بالزنا فتكلم صبي رضيع ببراءته. وهي في صحيحالبخاري.
ووجود العنب عند خبيب بن عدي الأنصاري رضي الله عنه حين أسرتهقريش، وليس بمكة يومئذ عنب. وهي في البخاري. وغيرها من الكرامات.
ولكن مماينبغي التنبه له: أن المسلم الحق لا يحرص على الكرامة، وإنما يحرص على الاستقامة. وأيضاً فإن صلاح الإنسان ليس مقروناً بظهور الخوارق له، لأنه قد تظهر الخوارق لأهلالكفر والفجور من باب الاستدراج، مثل ما يحدث للدجال من خوارقعظام.
فالكرامة ليست بذاتها دليلاً مستقلاً على الاستقامة، وإنما التزامالشخص بكتاب الله وسنة رسوله هو الدليل على استقامته.
وأما من يدعي أنتسخير الجن له من باب الكرامة فدعواه ليست صحيحة، لأن الكرامة لا تأتي لإنسانيريدها، وإنما هي تفضل من الله على أوليائه، قد يطلبونها فتحصل، وقد يطلبونهافتتخلف، وعلينا أن ننظر إلى حال الشخص للحكم عليه لا إلى كراماته.
واللهأعلم.
مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه