رد: سلسلة الدار الآخرة
فهذا هو المقام المحمود كما فى حديث مسلم من حديث أبى هريرة أنه r قال : ((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، وأنا أول من ينشق عنه القبر وأنا أول شافع وأول مشفع))([1]) .
وفى الصحيحين من حديث أبى هريرة كذلك أنه r قال : ((إن مثلى ومثل الأنبياء من قبلى كمثل رجل بنى بيتاً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون : هلا وُضِعَتْ هذه اللبنة ؟ فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين))([2]) .
وفى الصحيحين من حديث أبى هريرة أنه r قال : ((فضلت على الأنبياء بسـت : أعطيـت جوامـع الكلـم ( فهو البليغ الفصيح ) ونصرت بالرعـب ( وفى لفظ البخارى مسيرة شهر ) وأحلت لى الغنائم ، وجعلت لى الأرض طهوراً ومسجداً، وأرسلت إلى الخلق كافة ، وختم بى النبيون)) ([3]) .
هذه مكانة النبى محمد r ، بل لقد أنزل اللـه ليربى وليعلم الصحابة كيف يتأدبون ويعظمون رسول اللـه r وكيف يوقرون رسول اللـه r وكيف يتأدبون حتى فى النداء على رسول اللـه r .. ولكن الآن ما الذى حدث للأمة ؟!!
فإن الأمة لم تعــرف قــدر نبيها إلا من رحم اللـه ، ولم تعظم رســولها بل وقد أساءت الأدب مع رسول اللـه r . فهجرت الأمة شريعته ، وَنَحَّت الأمة سنته ولم تعد الأمة تجيد إلا أن تتغنى برسول اللـه r فى ليلة مولد ، فى ليلة هجرة ، فى ليلة نصف من شعبان !!
فالأمة الآن ما عادت تجيد إلا الرقص والغناء ، إنها عشقت الهزل وتركت الجد والرجولة ، أمة تدعى الحب لرسول اللـه وتتغنى برسولها فى المناسبات والأعياد الوطنية فى الوقت الذى نحت فيه شريعته وهجرت فيه سنته ولا حول ولا قوة إلا باللـه .
أحبتى فى اللـه :
الشمس فوق الرؤوس ، الزحام وحده يخنق الأنفاس ، البشرية كلها فى أرض المحشر من لدن آدم إلى آخر رجل قامت عليه الساعة ، فى هذا الموقف الرهيب المهيب .
المصطفى r واقف على حوضه ، والحوض ماؤه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل وأطيب ريحاً من المسك عدد كيزانه بعدد نجوم السماء من شرب منه بيد الحبيب شربة لا يظمأ بعدها أبداً ([4]) حتى يتمتع بالنظر إلى وجه الملك فى جنات النعيم .
اللـهم اسقنا منه شربة هنيئةً مريئةً لا نظمأ بعدها أبدا ياأرحم الراحمين.
روى البخارى من حديث سهل بن سعد الساعدى يقول النبى r : ((أنا فرطكم على الحوض يوم القيامة فمن مر علىّ شرب ومن شرب لا يظمأ أبداً ، وليردن على الحوض قوم أعرفهم ويعرفوننى ثم يحال بينى وبينهم )) وفى لفظ فى الصحيح (( ثم يختلجون دونى )) فأقول : إنهم من أمتى . إنهم من أمتى . فيقال : إنك لا تدرى ما أحدثوا بعدك فأقول : سحقاً سحقاً لمن بدل بعدى))([5]) .
ومعنى ذلك أن اتباع نهج المصطفى r هو سبيل الفوز والنجاة .
انظر إلى الموحدين الذين امتثلوا أمر النبى r ، ونهيه ، وتعلم كيف كانوا حتى فى آخر لحظات لهم فى هذه الدنيا .
فهذا معاذ بن جبل على فراش الموت نائم يدخل عليه الليل ويشتد به الألم فينظر لأصحابه ويقول هل أصبح النهار ؟! فيقولون : لا لم يصبح بعد ، فيبكى معاذ بن جبل ويقول : أعوذ باللـه من ليلة صباحها إلى النار .
معاذ بن جبل يخشى أن يكون من أهل النار !!!
وهذا هو فاروق الأمة الأواب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الذى أجرى اللـه الحق على لسانه وقلبه ، يدخل عليه ابن عباس بعدما طُعِن ليذكره وليثنى عليه الخير كله فيقول عمر : إن المغرور من غررتموه ، واللـه لو أن لى ملأ الأرض ذهباً لافتديت به اليوم من عذاب اللـه قبل أن أراه .
ثم قال عمر : وددت أن أخرج من الدنيا كفافاً لا لى ولا علىّ . سبحان اللـه !!
وهذه هى عائشة تسأل عن قول اللـه تعالى : ) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ } [ فاطر : 32] .
([1]) رواه مسلم رقم (2278) فى الفضائل ، باب تفضيل نبينا صلى الله عليه وسلم على جميع الخلائق ، وأبو داود رقم (4763) فى السنة ، والترمذى رقم (3615) فى المناقب .
([2]) رواه البخارى (3535) فى المناقب ، باب خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم ، ومسلم رقم (2286) فى الفضائل ، باب ذكر كونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين .
([3]) رواه البخارى رقم (2977) فى الجهاد ، باب قول النبى صلى الله عليه وسلم : نُصرت بالرعب مسيرة شهر ، ومسلم رقم (523) فى المساجد فى فاتحته ، والترمذى رقم (1553) فى السير ، والنسائى (6/3،4) فى الجهاد .
([4]) رواه البخارى رقم (6579) فى الرقاق ، باب حوض النبى ، ومسلم رقم (2292) فى الفضائل ، باب إثبات حوض نبينا صلى اللـه عليه وسلم .
([5]) رواه البخارى (6576) فى الرقاق ، باب فى الحوض ، ومسلم رقم (2304) فى الفضائل باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم .
__________________
كن صديقا للجهاد ,,, واجعل الايمان راية ,,, وامضي حرا في ثبات ,,, انها كل الحكاية ,,, وابتسم للموت دوما ,,, ان يكن لله غاية ,,,
إن تصبري يا نفس حقاَ ترفعي في جنة الرحمن خير المرتعي إن الحياة وإن تطل يأتي النعي فإلى الزوال مآلها لا تطمعـــي إلا بنيل شهادة فتشفعــــــــــي
|