عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 05-06-2009, 04:18 PM
الصورة الرمزية &مجد الاسلام&
&مجد الاسلام& &مجد الاسلام& غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
مكان الإقامة: مع الغرباء
الجنس :
المشاركات: 1,108
الدولة : Palestine
افتراضي رد: سلسلة الدار الآخرة

أولاً : الشفاعة العظمى .
ثانياً : من أسعد الناس بشفاعة المصطفى r .
فأعرنى قلبك ، وسمعك أيها الحبيب ، و اللـه أسأل أن يجعلنى وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .

أولاً : الشفاعة العظمى

روى البخارى ومسلم من حديث أبى هريرة أنه r قال :
(( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة )) ثم قال : ((هل تدرون مم ذاك ؟!! يجمع اللـه الأولين والأخرين فى صعيد واحد فيبصرهم الناظر ، ويسمعهم الداعى وتدنو منهم الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب مالا يطيقون ولا يحتملون ، فيقول الناس ألا ترون ما أنتم فيه ، إلى ما بلغكم؟!! ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم ؟ فيقول بعض الناس لبعض : أبوكم آدم . فيأتونه فيقولون ياآدم أنت أبو البشر خلقك اللـه بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأمر الملائكة فسجدوا لك ، وأسكنك الجنة ، ألا تشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه وما بلغنا ؟ فيقول : إن ربى غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وإنه نهانى عن الشجرة فعصيت ، نفسى ، نفسى ، نفسى ... اذهبوا إلى غيرى . اذهبوا إلى نوح ، فيأتون نوحاً ، فيقولون : يانوح ، أنت أول الرسل إلى أهل الأرض ، وقد سماك اللـه عبداً شكوراً ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى إلى ما بلغنا ؟ ألا تشفع لنا عند ربك ؟ فيقول : إن ربى غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وإنه قد كان لى دعوة دعوت بها على قومى ، نفسى ، نفسى ، نفسى ، اذهبوا إلى غيرى ، اذهبوا إلى إبراهيم... فيأتون إبراهيم فيقولون : أنت نبى اللـه ، وخليله فى أهل الأرض ، اشفع لنا إلى ربك أما ترى إلى ما نحن فيه ؟ فيقول لهم : إن ربى قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وإنى كنت كذبت ثلاث كذبات. فذكرها ، نفسى ، نفسى ، نفسى ، اذهبوا إلى غيرى ، اذهبوا إلى موسى ، فيأتون موسى . فيقولون: أنت رسول اللـه ، فضلك برسالاته وبكلامه على الناس ، اشفع لنا إلى ربك، أما ترى إلى ما نحن فيه ؟ فيقول : إن ربى قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وإنى قد قتلت نفساً لم أُومر بقتلها ، نفسى ، نفسى ، نفسى اذهبوا إلى غيرى ، اذهبوا إلى عيسى ، فيأتون عيسى ، فيقولون : يا عيسى ، أنت رسول اللـه وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، وكلَّمت الناس فى المهد ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ فيقول عيسى : إن ربى قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ، ولم يذكر ذنباً ، نفسى ، نفسى ، نفسى . اذهبوا إلى غيرى ، اذهبوا إلى محمد ، فيأتون محمداً r وفى رواية : فيأتونى - فيقولون : يامحمد أنت رسول اللـه r وخاتم الأنبياء قد غفر اللـه لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ فانطلق ، فآتى تحت العرش ، فأقع ساجداً لربى ، ثم يفتح اللـه علىّ من محامده وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحد قبلى ، ثم يقال : يامحمد ، ارفع رأسك ، وسل تعطــــى ، واشفــع تُشفّــع فأرفع رأسى ، فأقول : ياربى أمتى ))([1]) .
فتعالى معى أخى الحبيب نعيش مع بعض فقرات الحديث سريعاً :
لقد بلغ من الناس ما بلغ بهم من : شمس تدنوا فــوق الرؤوس بمقــدار الميل ، هم وكرب وغم مالا يطيقون ولا يتحملون .
فلما بلغ بهم الحال لهذا الحد العصيب الرهيب بلغ بهم المقال ، فقال بعض الناس لبعض : ألا ترون مانحن فيه ، ألا ترون ما قد بلغنا ؟ ألا تنظرون من يشفع لنا إلى ربنا ؟ . فيقولون بعضهم لبعض : أبوكم آدم . فيأتون آدم عليه السلام فيقول آدم عليه السلام : نفسى ، نفسى ، نفسى اذهبوا إلى غيرى ..!! اللـهم سلم سلم ياأرحم الراحمين . فيأتون نوح عليه السلام . ذلكم العملاق الذى ظل يدعو إلى اللـه ألف سنة إلا خمسين عام ، ذلكم النبى الكريم الذى دعى قومه فى السر والعلن فى الليل والنهار فلم يستجيبوا إلا من رحم اللـه .
قال تعالى : ) قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلا وَنَهَارًا(5)فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلا فِرَارًا(6)وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي ءَاذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا(7)ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا(8)ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا } [ نوح : 5-9 ]
ما ترك هذا النبى الكريم العملاق سبيلاً إلا وسلكه ، ألف سنة إلا خمسين عاماً لم ينم ، ولم يهدأ ، ولم يقر له قرار ، ومع ذلك يقول نبى اللـه نوح : نفسى ، نفسى ، نفسى ... اذهبوا إلى غيرى ‍‍..


([1]) رواه البخارى رقم (3340) فى الأنبياء ، ومسلم رقم (194) فى الإيمان ، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها ، والترمذى رقم (2436) فى صفة القيامة ، باب ماجاء فى الشفاعة .
__________________
كن صديقا للجهاد ,,, واجعل الايمان راية ,,,
وامضي حرا في ثبات ,,, انها كل الحكاية ,,,
وابتسم للموت دوما ,,, ان يكن لله غاية ,,,


إن تصبري يا نفس حقاَ ترفعي
في جنة الرحمن خير المرتعي
إن الحياة وإن تطل يأتي النعي
فإلى الزوال مآلها لا تطمعـــي
إلا بنيل شهادة فتشفعــــــــــي
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.37 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]