عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 05-06-2009, 04:15 PM
الصورة الرمزية &مجد الاسلام&
&مجد الاسلام& &مجد الاسلام& غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
مكان الإقامة: مع الغرباء
الجنس :
المشاركات: 1,108
الدولة : Palestine
افتراضي رد: سلسلة الدار الآخرة

والجواب من رسول اللـه r كما فى صحيح مسلم من حديث أبى هريرة أنه r قال : (( إن أول من يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فَأُتِىَ به ، فَعَرَّفَهُ نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟ قال : قاتلت فيك حتى استشهدت ، فقال : كذبت ، ولكنك قاتلت لأن يقال : جرئ ، فقد قيل ، ثم أُمِرَ به فَسُحِبَ على وجهه ، حتى أُلقِىَ فى النار ، ورجلُُ تَعَلَّمَ العلم وعلَّمه وقرأ القرآن ، فأتى به فعرفه نعمه فعرفها ، قال : فما عملت فيها ؟ قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن ، قال : كذبت ، ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم ، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ، حتى ألقى فى النار . ورجل وسع اللـه عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتى به فعرفه نعمه فعرفها، قال : فما عملت فيها ؟ قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك ، قال : كذبت ولكنك فعلت ليقال جواد ، فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقى فى النار)) ([1]) .
أول من يقضى يوم القيامة عليه : رجل استشهد ، رجل سقط شهيداً فى ميدان القتال ، فى ساحة البطولة والوغى فى ميدان تصمت فيه الألسنة الطويلة ، وتخطب فيه الرماح والسيوف على منابر الرقاب ، يقع شهيداً فى ميدان القتال ، هو من أمة النبى r و لكنه ما أراد وجه اللـه ولكنه أراد الثناء من العباد !! فكانت النتيجة ! بل قاتلت ليقال جرئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقى فى النار .
((ورجل تعلم العلم وقرأ القرآن)) :
عالم ملأ المساجد علما وسوَّد صفحات الجرائد والمجلات !! عالم تعلم العلم وعلّم الأنام ولكن أراد الشهرة ، أراد النجومية ، أراد المكانة ، أراد الكرسى الزائل والمنصب الفانى ، أراد الوجاهة !!! ما ابتغى بعلمه وجه الرحمن !! فكانت النتيجة : بل تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقى فى النار .
اللـه أكبر !! عالم تُسعَّر به النار ! قارئ تسعر به النار . ولم لا ؟! وهو قد فقد شرط هام مهم من شروط قبول العمل ، وهو الإخلاص .
وأما الثالث ممن تسعر به النار أيضاً : رجل أتاه اللـه أصناف المال ، مَنَّ اللـه عليه بالأموال فأعطاه وأجزل له العطاء ، ولكن تصدق ليقال جواد ليقال المحسن الكبير !! ليقال المنفق الكبير !! السخى البازل ، وقد قيل ثم أمر به فكانت النتيجة أن سحب على وجهه حتى ألقى فى النار .
سحبوا جميعاً فكبوا فى جهنم ، لأنهم مراؤون بأعمالهم .
اعلم أن الرياء لغة مشتق من الرؤية ، والرياء شرعاً مشتق من معناه اللغوى ، فمعنى الرياء اصطلاحا أن يبطن العبد خلاف ما يظهر .
حَدُّ الرياء : هو إرادة العباد بطاعة رب العباد جل وعلا .
يامن تعملون ابتغاء مرضاة اللـه ، اسجدوا لله شكراً على هذه النعمة وسلوه التثبيت ، ويامن تعملون العمل لا تبتغوا به مرضاة اللـه ولا تريدون به إلا السمعة والشهرة والمكانة بين الناس ، فاعلموا علم اليقين أن عملكم غير مقبول لأن اللـه لا يقبل إلا العمل الخالص الصواب .
فقد قال المولى { وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } [ البينة - 5 ] .
وقال تعالى { فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } [ الكهف : 110 ] .
وفى الحديث الصحيح الذى رواه مسلم من حديث أبى هريرة أن النبى r قال : ((قال اللـه تعالى : أنا أغنى الأغنياء عن الشرك)) وفى لفظ ابن ماجة ((أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عَمِلَ عَمَلاً أشرك فيه معى غيرى تركته وشركه))([2]) .
وفى لفظ ((فهو للذى أشرك وأنا منه برئ)) .
فالرياء هو الشرك الخفى ، الرياء هو الشرك الأصغر ، الرياء هو الذى يحبط الأعمال ويدمرها ولذلك روى الإمام أحمد فى مسنده بسند حسنه شيخنا الألبانى فى صحيح الترغيب والترهيب من حديث أبى سعيد الخدرى قال : خرج علينا رسول اللـه r ونحن نتذاكر المسيح الدجال فقال : ((ألا أخبركم بما هو أَخْوَف عليكم عندى من المسيح الدجال ؟ ))فقلنا : بلى يارسول اللـه ! قال : ((الشرك الخفى وأن يقوم الرجل فيصلى فَيُزِيِّنُ صلاته لما يرى من نظر رَجُلٍ))([3]) .
وفى الحديث الذى رواه أحمد وصححه شيخنا الألبانى فى صحيح الترغيب والترهيب من حديث


([1]) رواه مسلم رقم (1905) فى الإمارة ، باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار - والترمذى رقم (3383) فى الزهد ، باب ما جاء فى الرياء والسمعة ، والنسائى (6/23-24) فى الجهاد ، باب من قاتل ليقال : فلان جرئ .
([2]) رواه مسلم رقم (2985) فى الزهد ، باب من أشرك فى عمله غير الله .
([3]) حسنه شيخنا الألبانى فى صحيح الترغيب رقم (27) وقال رواه ابن ماجة والبيهقى .
__________________
كن صديقا للجهاد ,,, واجعل الايمان راية ,,,
وامضي حرا في ثبات ,,, انها كل الحكاية ,,,
وابتسم للموت دوما ,,, ان يكن لله غاية ,,,


إن تصبري يا نفس حقاَ ترفعي
في جنة الرحمن خير المرتعي
إن الحياة وإن تطل يأتي النعي
فإلى الزوال مآلها لا تطمعـــي
إلا بنيل شهادة فتشفعــــــــــي
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.28 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.00%)]