
03-06-2009, 04:58 AM
|
 |
مراقبة الملتقيات
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,882
الدولة :
|
|
رد: أسباب تخلف المسلمين.
بأسم التطور، بأسم الحضارة، بأسم المدنية تنتهك حرمات الله سبحانه وتعالى.
ويضرب بأمر الله عرض الحائط بأسم الإصلاح والتطور واللحاق بالركب، وبئس الركب.
نجد أيضا أن من الأسباب أيضا:
اجتماع كلمة الأعداء علينا مع تفرقهم وتشتتهم.
(تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى). ولكنهم يجتمعون علينا.
الخلاف بين روسيا وأمريكا عريق قديم وسيظل طالما استمروا على وضعهم وعلى مبادئهم، ولكنهم يتفقون على ما يكون ضد المسلمين، هذه قضية لا يناقشون فيها أبدا.
ونحن نختلف في كل شيء إلا في الولاء لأمريكا وأوربا وروسيا إلا من عصم الله. هذا يلجئ إلى ذاك، وهذا يلجئ إلى ذاك إلا من عصم الله.
إذا قضية اجتماع كلمة الأعداء مع تفرقهم واختلاف مصالحهم، يختلفون ويتقاتلون ويتناحرون إلا في شيء واحد ما يخص المسلمين فهم يتفقون على ما يهيننا ويذلنا وينزع الكلمة من بيننا.
من الأسباب: الجهود التي بذلها المستشرقون والمستغربون أيضا.
المستشرقون أمرهم معروف ولكن من هم المستغربون –أيها الأخوة- ؟
المستغربون هم الذين ذهبوا إلى أوربا وتعلموا في أوربا وأمريكا وغيرها، وجاءوا ليبثوا ولينشروا بيننا ما تعلموه هناك كُمثل لا تقبل النقاش ولا الجدل.
يرجع أمثال طه حسين ويقول:
(علينا أن نلحق بفرنسا بقضها وقضيضها حتى في شكل اللباس).
وهو زعيم المستغربين ولا شك وأمثاله كثير في السابق واللاحق، هؤلاء المستغربون بعد نالوا الشهادات العالية من هنا وهناك جاءوا إلى بلاد المسلمين واحتلوا فيها القيادة والمناصب والريادة وقادوا المسلمين إلى التأخر والتقهقر.
هؤلاء هم المستغربون –أيها الأحباب- وهم يعيشون بيننا ويتكلمون بلغتنا، بل إن بعضهم قد يدخل إلى مساجدنا، وولله أن هؤلاء أشد خطرا من المستشرقين.
نعم تجد أن أسمه محمد وقد يكون أبوه عبد الله، والله بريء منه، ورسوله برئ منه، وإن تسمى بهذا الاسم بأنه محمد وعبد لله، ولكنه حرب وعدو لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
هؤلاء هم المستغربون المفتونون بحضارة الغرب، وحينما أقول حضارة فكما سموها وإلا فيه بالحقيقة ليست بحضارة، يتنزه هذا المقام، وأنزه أسماعكم بأن أعطيها ما تستحق من وصف، ولكن في قلوبهم مرض فزادهم الله مرض.
هؤلاء هم من الأسباب الرئيسية التي أوصلتنا إلى الوضع الذي نعيشه –أيها الأحباب-
انتبهوا إلى هؤلاء، ضعوا أعينكم على هؤلاء وانظروا ماذا يفعلون بأمتنا وماذا يحيكون وماذا يتآمرون.
ونستمر مع الأسباب ونجد أن من الأسباب الرئيسية التي أوصلتنا إلى هذا الوضع:
ضعف القدوات لدى العلماء والقادة.
في السابق –أيها الأحباب- كان العلماء وكان القادة هم القدوة التي يقتدى بهم ولكن هذا الجانب ضعف في عصرنا الحاضر، فلم يعد كثير من العلماء أهلا لئن يقتدى بهم.
فقدوا مقومات القدوة، نعم فقدوا مقومات القدوة الصالحة، ولذلك وبسبب ضعف القدوة لدى هؤلاء اقتدى الناس بالمنحرفين.
(إذا انفصل العلماء عن الناس، حل بالأمة الهوان).
قد لا تدركون هذا في مثل هذا البلد، ولكني أدركته في بلاد أخرى –أيها الأحباب- ذهبت إلى بعض البلاد الإسلامية وحين تسألهم أين علمائكم ؟
ويا للأسف تجد أشباه علماء لا يقتدى بهم، بل هم يقودون الناس إلى جهنم والعياذ بالله. لماذا ؟
لأنك تجد هؤلاء قد يحملون شهادات عالية ولكنهم لا يلتزمون بشريعة الله وإن تسلموا المناصب بأسم العلماء، وبأسم التوجيه وتجد أن بعضهم وهم من المنتسبين إلى العلماء مفتون بالغرب.
وقد رأيت بعضهم يحارب سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ويحارب سلف هذه الأمة ويريد أن يمسك بالعصا من الوسط.
إذا ضعف القدوة لدى العلماء، أو جانب القدوة لدى العلماء، بحث الناس عن القدوة فلم يجدوها فاقتدوا بالشرق وبالغرب وبمن هب ودب. هذا سبب رئيسي.
كذلك من الأسباب وهو سبب مؤلم:
خيانة بعض المسلمين لدينهم ولأمتهم.
نعم أصبحوا عملاء للشرق والغرب، عملاء لأعداء الله فخانوا الله وخانوا الرسول وخانوا أمانتهم وخانوا دينهم.
من السباب التي نراها:
نشوء العصبيات والقبليات.
العرب -أيها الأخوة- أمة مشتتة مفرقة، جاء الإسلام وهي هكذا، بما اجتمعت ؟
هل اجتمعت تحت لواء قريش ؟ لا.
هل اجتمعوا بأسم مكة أو الحجاز ؟ لا.
إنما جمعتهم ووحدتهم كلمة الإسلام، كلمة لا إلى إلا الله، ودان الشرق والغرب لهذه الكلمة بعد العصبيات وبعد التفرق.
في المدينة وهي قرية صغيرة كانت تسمى يثرب، الأوس والخزرج وكل واحد منهم كان يركن إلى أحد اليهود، وجاء الإسلام فقضى على هذه الأشياء.
و رأى العدو أن من افضل الوسائل التي تبعدنا عن منهجنا وعن ديننا أن ينشى فينا العصبيات، نسمع القومية العربية، القومية التركية، القومية الكردية.
بعد أن فرقوهم إلى قوميات ووجدوا أنهم يمكن أن يجتمعوا في ظل قومية واحدة، أي أنهم استطاعوا أن يفصلوا بين العربي والعجمي، بين العربي والتركي، بين العربي والهندي، بين العربي والأفريقي.
قالوا لا بل نفصلهم اشد من ذلك ولنمزقهم أشتاتا فجاءوا بالوطنية حتى تفرق الغرب أيضا إلى بلاد كل منهم ينتسب إلى وطنه.
ثم جاءوا بالإقليمية، أهل الوطن الواحد يتفرقون، هذا من وطن كذا وهذا من بلد كذا.
عصبيات وإقليميات وقوميات ووطنيات مزقوا فيها شمل أمتنا ونحن الذين نحمل اللواء مع كل أسف.
أو أقول كثير ممن ينتسبون إلى الإسلام هم الذين يحملون هذا الأمر.
فاتقوا اله وانتبهوا إلى هذا الأمر، وهو سر من أسرار الوضع الذي وصلنا إليه ولا زلنا أو لا زال كثير من المسلمين ينحدرون في هذا الطريق ولم يتوقفوا بعد حتى قال قائلهم فض فوه:
وطن لو شُغلت بالخلد عنه…نازعتني إليه بالخلد نفسي
فضل وطنه على الجنة، وبئس الرجل هو، ولن يكون الأول ولن يكون الأخير.
إذا قضية التفريق بأسم الوطنيات والقوميات والعصبيات من السباب الرئيسية التي أوصلتنا إلى هذا الوضع الذي نحن فيه.
وآخر ما أختم به هذه الأسباب:
الجبن والخوف وحب الدنيا وكراهية الموت.
هلع وخوف أدى بنا إلى ما نحن فيه.
هذه في ما أرى أبرز السباب التي أوصلت المسلمين إلى الوضع المتخلف والمتأخر الذي استطاع –وكما قلت لكم- أن يعبر عنه الشاعر عندما قال:
كم صرفتنا يد كنا نصرفها…وبات يملكنا شعب ملكناه.
وأنتقل بعد ذلك إلى:
ما هي الآثار التي نتجت من تلقاء ذلك ؟
الآثار كثيرة و أوجزها اغتناما للوقت:
الأثر الأول: الانحراف الفكري.
ويتمثل هذا بالإلحاد وانتشار المذاهب الهدامة، وما كنا نرى انتشار المذاهب الهدامة المنحرفة من شيوعية وغيرها إلا في ظل هذا الوضع المتخلف الذي نعيش فيه، وهذا أثر من آثار الوضع القائم.
ثانيا: فساد بعض مناهج التعليم.
فساد بعض مناهج التعليم من آثار التخلف الفكري، وتختلف البلاد في ذلك من بلد إلى بلد بمستوى هذا الفساد، فبعضها لا يعترف بالشريعة الإسلامية أو بمناهج التربية الإسلامية إطلاقا.
وبعضها يضعها في منزلة كمناهج النصارى واليهود، وبعضهم يأخذ منها ويزدادون وينقصون على حسب اختلاف القائمين على الأمر.
إنما الانحراف في مناهج التعليم، وفساد بعض مناهج التعليم أثر من آثار التخلف الذي نحن فيه، وقلت لكم أن من ابرز القادة الذين حملوا لواء الانحراف الفكري طه حسين وأمثال طه حسين.
ثالثا: الخلل الاجتماعي.
والخلل الاجتماعي يتمثل في عدة صور، الأسرة وكل واحد منكم هو طبيب يجيب على نفسه، هل الأسرة الآن كما كانت قبل عشرين سنة أو ثلاثين سنة ؟
لا، أوضاع الأسرة مؤلمة الآن –أيها الأخوة-
العلاقة بين الزوج وزوجته.
العلاقة بين الابن وأبيه.
العلاقة بين الأخ وأخيه.
أوضاع الأسر الآن تعاني من مرض عضال.
ولو ذهبنا إلى مراكز التربية الاجتماعية، ولو ذهبنا إلى المستشفيات، ولو ذهبنا إلى المحاكم لوجدنا كم تعاني الأسر من قلق ومن مرض.
وكذلك من اوجه الخلل الاجتماعي المرأة.
استخدموا المرأة سلاحا فتاكا حتى أوصلوا نساء المسلمين إلى وضع لا نحسد عليه أبدا.
سبحان الله –أيها الأخوة- الإسلام صان المرأة وأكرم المرأة.
ونعرف أيضا أن العربي حتى قبل الإسلام كانت لديه حمية خاصة اتجاه المرأة، ولكن في عصرنا الحاضر لا دين ولا حمية.
المرأة هي السيدة المطاعة، وجهوا لها السهام واستعملوها واستغلوها أبشع استغلال.
يكفي أننا نرى أكثر من ستين مجلة تصدر أسبوعيا وعلى كل غلاف مجلة امرأة، ستين مجلة تقريبا بعضها يصدر أسبوعيا وبعضها يصدر شهريا وبعضها فصليا.
ستين مجلة، هذا ما نراه هنا والكثير الكثير يمنع.
سبحان الله، إذا كم يخرج في السنة من وجه امرأة جميلة على غلاف المجلات ؟
انظروا إلى الدعايات، ولا أقول لكم أمرا، ولكن انظروا ولو بعقولكم لا بأبصاركم أي شيء تجدوا ؟
أن المرأة هي المستخدمة للدعاية.
حتى قلت في مناسبة سابقة حتى الحراثة استخدمت صورة المرأة لها.
فهل يقصدون بالحراثة جمالها أو قوتها ؟
لم يرى في الحراثة جمال، وإن كان في قوة المرأة فهي ضعيفة ولا خير في هذه الحراثة.
لكنه الاستغلال البشع المقيت.
نعم –أيها الأخوة- استخدموا المرأة بأسم الحرية.
بأسم التمدن.
|