عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-06-2009, 03:48 PM
عاشق البيان عاشق البيان غير متصل
موقوف من قبل الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: السعوديه
الجنس :
المشاركات: 2,651
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي التثبت في سماع الأخبار وتمحصيها ونقلها وإذاعتها،

قال الشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي - رحمه الله -: والتثبت في سماع الأخبار وتمحصيها ونقلها وإذاعتها، والبناء عليها أصل كبير نافع، أمر الله به رسوله، قال - تعالى -: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات:6) فأمر بالتثبت، وأخبر بالأضرار المترتبة على عدم التثبت، وأن من تثبت لم يندم، وأشار إلى الميزان في ذلك في قوله - تعالى -: (أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ )(الحجرات: من الآية6) وأنه العلم والتحقق في الإصابة وعدمه، فمن تحقق وعلم كيف يسمع، وكيف ينقل وكيف يعمل، فهو الحازم المصيب، ومن كان غير ذلك فهو الأحمق الطائش الذي مآله الندامة (26).
إن من يتأمل في واقع الناس اليوم، وينظر في الكم الهائل من الأخبار التي نسمعها في كل يوم، ويرى الاختلاف والتباين بين مصادر هذه الأخبار، يدرك عظمة هذا الدين، وسمو هذا المنهج الذي دعا إليه الإسلام، وأمر به القرآن، وحفظته السنة، وحفظت به السنة.
ولذلك يقول سيد قطب - رحمه الله -: التثبت من كل خبر ومن كل ظاهرة، ومن كل حركة قبل الحكم عليها، هو دعوة القرآن الكريم، ومنهج الإسلام الدقيق.
ومتى استقام القلب والعقل على هذا المنهج لم يبق مجال للوهم والخرافة في عالم العقيدة، ولم يبق مجال للظن والشبهة في عالم الحكم والقضاء والتعامل، ولم يبق مجال للأحكام السطحية والفروض الوهمية في عالم البحوث والتجارب والعلوم (27).
وأخيرا، فإن التأمل والتمعن في سبب نـزول آية الحجرات كاف لبيان أهمية التثبت والتبين وأثرهما في حياة الفرد والأمة، ومن قرأ قصة داود - عليه السلام - في سورة (ص) عرف قيمة هذا المنهج وسموه.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 13.11 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 12.51 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (4.60%)]