
31-05-2009, 08:02 PM
|
 |
مراقبة الملتقيات
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,882
الدولة :
|
|
رد: بنات المملكة
أنا لم أفقد ولداً أو زوجاً قريبا أبكي عليه .. وليت الأمر كان كذلك لكان الأمر أهون .. أنا فتاة لم أتزوج بعد .. في ريعان شبابي .. لست أدري من أين أبدأ .. وإلى أي حد أنتهي ..
الكلمات تتصارع في ثغري .. والدموع تنسال على خدي .. لتخبركم بحقيقة طالما حبستها بين أنياط قلبي .. لقد عشت حياة الانسيابية .. لست بحاجة إلى تفاصيل هذه الحياة فقد سمعتم بذلك كثيراً ..
هي حياة تبدأ بالمجلات الهابطة .. وتنهتي بالمعاكسات الهاتفية .. وما يتبع ذلك أعرف أن ذلك ليس هو المطلوب من إيراد هذه القصة .. ولكني سأحدثكم عن توبتي .. وهي جانب مشرق من الجوانب المشرقة في حياة المرأة المسلمة .. كيف لا وباب التوبة مفتوح .. وليس العجب من التوبة ولكن الجانب المشرق في هذا هو حرقة الذنب الذي وجدته في صدري .. حتى زلزل ذلك كياني .. نعم أقول ذلك وهي كلمات عابرة .. لكنها بقلبي جروح نازفة ..
لقد والله هجرتني السعادة .. وظلت تعاتبني الأمانة .. حتى ضاقت بي الأرض بما رحبت .. فصارت كوابيس الأحلام تهددني .. لقد كنت أقرأ قول اله تعالى {وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } التوبة118..
قرأتها والله حينما منّ الله علي بالهداية .. ووالله الذي لا إله إلا هو كأنني أقرأ هذه الآية في أول مرة .. لطالما قرأت قصة الغامدية .. فكنت أقول في نفسي من الذي دفعها لتقديم نفسها فداء !! ..
وبعد أن من الله علي بالتوبة عرفت لما فعلت ذلك .. ووالله الذي لا إله إلا هو لطالما تمينت إقامة الحد ليرتاح ضميري .. أنا بحمد الله تعالى لم أصل إلى حد الزنا بل ولا رآني من أحدثه .. لكن هذا الذنب بمفرده قطّع نياط قلبي .. أحمد الله تعالى لقد حملتني حرقتي على الذنب أن استبدلت تصدير وتجميل الرسائل الغرامية في جوف الليل .. إلى تجميل وجهي بدموع التوبة ..
ما أروع هذه الدموع من دموع .. وما أجملها من عبرات .. لقد غسلت فيها هموم حياتي .. وآثار الذنوب والمعاصي .. حتى تبدلت بنور الطاعة .. ولذة الهداية ..
أنا الآن داعية إلى الله تعالى بلساني وقلمي .. يحرقني الذنب إلى أن يجعلني أسطر حروف الانكسار في لساني وقلمي .. بعد أن كنت أملأ الصحف والمجلات بكتابات ساخطة .. أصبحت بعد ذلك أتحدّى كل من يعزف على أوتار الكتابة لتحرير المرأة المسلمة .. وسأظل في صراع معهم حتى ينصر الله الإسلام والمسلمين .. وأخيراً لا أستطيع أن أصف لكم واحة الراحة في قلبي ولكن يكفي أن أقول لكم إني ولدت من جديد ..
أختكم : التائبة
قصة عجيبة .. حدثني بها زوج هذه المرأة ..
القصة لشابة في الثلاثة والثلاثين من عمرها .. وقد حدثت في عام 1418 هـ كما يحدثني زوجها بذلك ..
لا أكتمكم سراً إذا قلت لكم لقد والله ضاقت عليّ حروف اللغة على سعة معانيها حال كتابة هذه القصة .. التي أحسست أنني أكتبها باندفاع .. وأقولها الآن باندفاع ..
يقول زوجها : زوجتي لها في الخير سهم .. تعيش هم الدعوة إلى الله تعالى .. حتى كان همها أن تنطلق إلى الدعوة إلى الله تعالى خارج أرض المملكة .. وأنا بحمد الله تعالى أعيش هذا الهم ..
اتفقت أنا وهي على الخروج إلى الدعوة .. لمدة شهر وقد تزيد على ذلك ..
في ذلك اليوم .. كانت تتكلم عن الدعوة بشوق وحماس .. كانت هذه عادتها .. لكنني لاحظت عليها في ذلك اليوم مزيد اهتمام .. وفجأة .. بدأت توصينا على الأولاد .. وفي تلك الليلة أحسّت بتعب .. ذهبت بها أثر ذلك إلى المستشفى .. ثم تم تنويمها لإجراء الفحوصات ..
الفحوصات تثبت أن كل شي سليم .. وكان دخولها للمستشفى في ليلة الثلاثاء ..
من الغد أي يوم الأربعاء والأمر لا يدعوا إلى القلق .. لكن من معها في الغرفة يسمعنها كثيراً تردد قول الله تعالى {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }الكهف28
وفي يوم الخميس .. وبعدما صلّت صلاة الضحى .. اتصلت علي تطلب مني أن أسامحها إن كان بدر منها تقصير .. تذكر ذلك وهي تردد الشهادة كثيراً ..
ذهبت إلى المستشفى مسرعاً .. وكان الوقت ضحى ولا يسمح بالزيارة في ذلك الوقت .. فاتصلت عليها من صالة الانتظار .. وإذا هي تردد الشهادة ثم تقول لا إله إلا الله .. إن للموت سكرات .. أشهد أن الموت حق .. وأن الجنة حق وأن النار حق وأن الساعة حق وأن النبيون حق ..
أغلقت سماعة الهاتف على أثر ذلك .. وحاولت بالمسؤولين مرة أخرى .. لكنهم رفضوا أن أقوم بزيارتها ..
طلبتُ الطبيب .. فقال زوجتك ليس فيها شي .. لكنها تحتاج إلى تحويلها إلى مستشفى الصحة النفسية .. فلأول مرة كما يقول الطبيب امرأة تكون في سكرات الموت وتقول هذا الكلام !! .. زوجتك ليس فيها شي ..
يقول زوجها .. في أثناء حديثي مع الطبيب فاضت روحها .. بعدما تلت قوله تعالى {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }الكهف28
ثم نطقت بالشهادة .. فتوفيت رحمها الله تعالى كما تذكر النسوة الجالسات معها ..
يقول زوجها : رؤيا فيها بحمد الله تعالى منامات كثيرة .. وتكاد تتفق الرؤى أنها في قصر فسيح .. وعليها ثوب أخضر .. بحالة طيبة وحالة حسنة ..
تعليق :
رحمكِ الله أيتها المرأة وأسكنكِ فسيح جناتك .. وهنيئاً ثم هنيئاً لك هذه الخاتمة الحسنة .. فأين هذه من تلك التي تردد الأغاني الساقطة في سكرات موتها ؟!
|