عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29-05-2009, 12:18 AM
الصورة الرمزية سامي
سامي سامي غير متصل
مشرف الملتقى الإسلامي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: فلسـطيــن
الجنس :
المشاركات: 9,499
الدولة : Palestine
افتراضي رد: ادخل وتعرف على النصيرية ( العلوية ) ؟؟!!!

اخ niezar5510
ممكن رأيك في هذا الموضوع وخاصة اللون الاحمر
الموقف من الخليفتين الراشديين أبي بكر وعمر (رض)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء وخاتم المرسلين، المرسَل رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ وبعد!
وُجِّهَ إلينا سؤال مفاده: ما موقف علويي اليوم من أبي بكر وعمر. ونحن بدورنا نرد ــ بسرور ورضى وثقة واطمئنان ــ فنقول:
بدايةً، لا يُمثِّل موقع "العلويين الأحرار" كلَّ العلويين، ولا يحمل صفة رسمية بالنسبة إلى "الطائفة العلوية"، بل هو موقع مستقل وحرّ يُعنى بشؤون الطائفة العلوية عموماً، وبأبنائها الملتزمين بالخط الإسلامي العام والمتحررين من العصبية خصوصاً.
أما بالنسبة لفحوى السؤال فسنتناوله بطريقتين مختلفتين، طريقة أولى سردية، تعطي صورة عامة وشاملة، وطريقة أخرى على نمط سائل ومجيب(1) تقدم جوابنا الخاص على ذاك السؤال.
أقول:
إن موقف علويي اليوم من أبي بكر وعمر ــ رض ــ، وخلافتهما، هو موقف الشيعة الأم(2) ذاتها، بلا زيادة ولا نقصان. وهذه حقيقة أكيدة وثابتة.
ولا أعني أن رأي العلويين كلهم واحد حول هذا الموضوع، فلا الشيعة كذلك، ولا أية طائفة أخرى!
وهنا أرغب بتقديم صُوَرٍ لرؤى الشيعة ــ والعلويين منهم ــ عن أبي بكر وعمر (رض) وخلافتهما، ثم آتي على اختلاف النـِّسب بين كلٍّ من الأم وابنتها، وأعني الشيعة والعلوية.
ولا بد لي في هذا المقام من أن أتوقف على أمْر الخلافة، أو أقدِّمه على غيره على الأقل، حتى تتضح صورة أو موقف الشيعة والعلويين من أبي بكر وعمر ــ رض ــ نفسيهما!
أقول:
* السواد الأعظم من الشيعة اعتقدوا بأن أبا بكر وعمر (رض) اغتصبا الخلافة(3) وخالفا صراحة أوامر رسول الله ــ ص ــ المتعلقة ببيعة علي بن أبي طالب (رض) المأخوذة سلفاً عليهما(4).
* في الشيعة ــ كما في غيرها ــ تياران، تيار متطرِّف وآخَر معتدل، فالمتطرفون يذهبون بخلفية معصية أبي بكر وعمر (رض) لأمر رسول الله ــ ص ــ إلى أبعد حدّ، فيحمّلون أبا بكر وعمر (رض) وِزر الأمة وما آلت إليها بعد معصيتهما للرسول ومَن أرسله، ويعتبرون أن تلك المعصية ببدايتها عن نية وقصد والاستمرار فيها عن غيٍّ وظُلم لا تكون من مسلم أصلاً فضلاً عن إمكانية صدورها عن مؤمن! أما المعتدلون على اختلاف طبقاتهم، وهم قلة، فإنهم يرون أن الأمر أبسط، أو أقل سوءاً، مما يقدِّمه الجمهور؛ ويرون في قبول الآخَر مصلحة كبرى للإسلام والمسلمين، وهم بذلك يقدِّمون مصلحة الإسلام على الخلافات الغابرة، وبمعنى آخَر: يغضّون الطرف عن إدراج مسألة "الخلافة" في سُلّم أولويات الحوار والنقاش من أجل التلاقي والتصافي! أو: يعتبرون "الإمامة"، وهي ركن من أركان الإيمان عند سائر الشيعة بما فيها العلوية، مسألة اعتقادية فردية وشخصية، بمعنى: لا يُؤخذ ذاك الركن في ميزان تقويم إيمان الشخص وتقدير التزامه..، ويُترك أمره إلى الله.
إذاً، هذه هي مواقف الشيعة وآراؤها من أبي بكر وعمر ــ رض ــ وخلافتهما، أما بالنسبة للعلوية والعلويين فلا تختلف كثيراً من حيث الأنواع والتعدد وإنما بنِسبِ كلِّ نوعٍ، وبفِكر ومنهج متحرريها خصوصاً.
فغالبية العلويين كالشيعة تماماً، وهم شيعة أصلاً، تعتبر هضم أبي بكر وعمر وعثمان (رض) لحقّ علي (رض) في الخلافة بما يعنيه ذلك من انحراف الأمة عن خطها المحمدي الأقوم ظلماً كبيراً لا يمكن تجاهله أو غض النظر عنه، ولكن بعض العلويين يرون في الخلافة مسألة دون الإمامة، وأن الإسلام استمر على نسقه السابق ــ وإنْ بأُطر محدودة ــ، وأن الإمامة كانت لعليّ، وأنَّ علياً كان محباً لأبي بكر وعمر وأنه قد بايعهما(5)..

وهاكم الطريقة الأخرى لتناول سؤالنا الفائق الأهمية:
سؤال:
مَن هو الصحابي؟ وهل الصحابة درجة واحدة؟
جواب:
الصحابي هو مَن شاهد الرسول وآمن به وصدَّقه..؛ ولكن أناــ بدوري ــ سأطرح تساؤلاً: هل تنفي مشاهدةُ الرسولِ والإيمان به بَيْعَ بعضِ جوانبِ الدينِ بالدنيا أو الارتدادَ؟
إن مشاهدة الرسول ــ ص ــ تعني رؤيته وتصديقه.. وهي تقتضي خاصيةً غير موجبةٍ للرفعةِ بقدْر التميُّز!
أما مسألة العدول عن النهج القويم، أو إمكانية الزلل أو الارتداد، فقائمة ما دام الشخص بشراً؛ ولكن هناك نوعان من الصحابة (رض) يختلفان عن البقية، ويمثلان الأساس، وهما: المهاجرون والأنصار، وأفرادهما ــ بالعموم ــ محمودون مشكورون كما ثبت ذلك في القرآن الكريم، مع عدم نفي الخطأ عنهم، فهم بشر، ولكن الله وعدهم بالجنة لِما قدَّموا. وأرفعهم السابقون والأكثر جهاداً والتزاماً بنهج الرسول ــ ص ــ.
سؤال:
هل يُعقل أن يكون هناك مؤامرة؟
جواب:
إن فكرة المؤامرة فكرة لامنطقية في أبعادها، عقلية في مبداها أو صورتها! فتواطؤ ذاك الجم الغفير من جُلّ الصحابة (رض) على الباطل يسيئ إلى الإسلام ونبيه؛ ويحضرني تساؤل مضاد هو: أيعقل أن يكون الله قد شتت دينه وعباده، أو سمح بذلك على الأقل، في أعصب وأحلك الأوقات والظروف؟ ولماذا كل ذلك؟ وكيف يخفي اللهُ الحقيقةَ والحقَّ بتلك الطريقة، وأنى للمرء بلوغها..؟!
إن القول بالاجتهاد والخطأ، والتعصب والميل إلى الهوى، أو الضعف والزلل.. أهون وأقرب إلى العقل والمنطق من القول بالتخطيط والتآمر..!

سؤال:
ما رأيك بأبي بكر ــ رض ــ وخلافته؟ وما هو مقامه الحقيقي في رأيك؟
جواب:
أبو بكر "الصديق" ــ رضوان الله تعالى عليه ــ من خيرة الصحابة حيث هو أقدمهم وأكثرهم التصاقاً برسول الله ــ ص ــ، ومن أسمحهم نفساً وألينهم عريكة. وبالجملة، أنا لا أشك برفعة مكانته ــ مطلقاً ــ إذ هو أول المهاجرين ومن أكبر المناصرين للنبي الأمين ــ ص ــ.. أما خلافته فخلافة شرعية بظاهرها وجوهرها وإنْ كان هناك طُرق أفضل للانتخاب والتنصيب؛ ولكن لي مآخذ على منظِّري أهل السنة والجماعة في طريقة طرحهم للبُعد الإلهي والرسولي لأحقية خلافة أبي بكر وفضله على سائر الصحابة، والأحاديث والأحداث التي يثبتونها لدعم ذلك، وعندهم ما ينافي ذلك ــ ويصح في العقل ــ كقول "الصديق" (رض): أيها الناس، قد وُلِّيتُ عليكم ولستُ بخيركم(6).(7)
سؤال:
ما رأيك بعمر بن الخطاب (رض)؟ وهل كان كما يقولون؟ ماذا عن خلافته؟
جواب:
يختلف الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب عن الخليفة الراشدي أبي بكر الصديق ــ رضوان الله تعالى عليهما ــ! عمر قاسي وأبو بكر لطيف..
لم يستطع عمر (رض) أن يغير شيئاً من طبعه ونفسيته بعد إسلامه، وقد خلط بين الدين وشخصه أثناء توليه الحكم، أو في الفترة التي كان له دور فيها. أما عن عدله فقد كان عادلاً ــ نسبياً ــ بلا أدنى شك، ولا عيب في النسبية هنا إذ العدل المطلق لله وحده، ولكن طريقة التطبيق ومفهوم العدالة عنده يحتاج إلى دراسة وافية لبيان "عدالته" بشكلها الصحيح والحقيقي الجوهري!
أما زهده فقد كان عظيماً؛ وسيرته ــ رغم غلظة طبعه وفرط شدته..(8) وما نتج عن بعض مناحي إدارته للدولة كتوليته الأمويين ــ حسنة، وهو يُعد من الطليعة.
أما خلافته فقد كانت شرعية كما كانت خلافة سابقه ولكن هل كان الأصلح؟ ولماذا قَبِل بها؟ وكيف تعامل مع ذاك الواقع فأمر يحتاج إلى دراسة مستقلة.



وبهذا الطرح أنهي هذه المسألة، أو هذا البحث، وأستميح جميع القراء عُذراً على ما قد أكون سهيتُ به أو أخطأتُ، أو مِلتُ به عن الحق أو انحرفتُ..، وأطلب منهم الدعاء؛ وجمَعَ اللهُ أمتنا الإسلامية المباركة على الحب والخير والألفة أبد الآبدين ودهر الداهرين؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(9).

في انتظار ردك ...
__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.17 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]