[حفيده الرسول]

الخميس 19 جمادى الأولى 1430 ـ 14 مايو 2009 العدد 3149 ـ السنة التاسعة
صالح محمد الشيحي

تعالوا نتخيل سوياً! افرض أن فرصة عمل جاءت إليك في إحدى دول العالم.. ونظرا لظروفك المادية الصعبة فقد اضطررت لقبول هذه الفرصة.. وحينما وصلت إلى مقر عملك في آخر الدنيا، فوجئت بصاحب العمل يملي عليك شرطا عجيباً. وهو ألا تخرج من مقر العمل طيلة سنتين كاملتين إلا لضرورة قصوى كالذهاب للمستشفى أو مرافقته في مناسبة ما.
عدا ذلك هناك غرفة في مقر العمل، هي مكان أكلك وشربك ونومك.. تخلو من وسائل الترفيه، فلا تلفزيون ولا راديو ولا إنترنت ولا غيرها.. فقط ثمة فناء صغير باستطاعتك الوقوف فيه إن أردت، شريطة ألا يراك أحد من الجيران..
ما رأيك؟ .. هل ترفض وبالتالي يتم ترحيلك على أول رحلة باتجاه الرياض وتعود تجر أذيال الخيبة.. بعد أن خسرت مصدر رزقك الذي عانيت طويلا حتى حصلت عليه؟
أم ستوافق وتقبل مضطراً أن تعيش في هذا السجن الاختياري، وأنت الذي عشت حياتك كلها بالطول والعرض حرا طليقا تحت الشمس والمطر؟
أيا كان خيارك ..ثق أن لدينا في بعض منازلنا من يعيش هذه الفرضيات.. أليست العاملة المنزلية تأتي لدى بعض العائلات لدينا وفور أن تدخل المنزل لا تخرج منه إلا للضرورة.. ولأن أغلب العاملات المنزليات هن من إندونيسيا والفلبين، ولأننا زرنا هاتين الدولتين، فنحن نعلم جيدا أي حياة تعيشها المرأة هناك.. وأعني حرية الحركة..
أنا لا أطالب اليوم بأن نلقي الحبل على الغارب وندع العاملة تسرح وتمرح، وتخرج أينما تشاء.. وقتما تشاء.. لكن على الأقل نتعامل معها كإنسان له حق الحياة.. نصطحبها معنا في زياراتنا العائلية.. أثناء سفرنا.. أثناء نزهاتنا.. أثناء تسوقنا.. نشعرها بأنها جزء من هذه الأسرة.
الوضع الحالي ذو تبعات خطيرة على أطفالنا بالذات.. ناهيك أننا مللنا من هروب العاملات، ورفضهن العمل.. وقراءة قصص السحر والانتحار.