
18-05-2009, 02:39 PM
|
 |
مراقبة الملتقيات
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,882
الدولة :
|
|
رد: :كوني مركزاً واجمعي حولك الناس.
أنواع الإيجابية :
الإيجابية نوعان :
الأول : إيجابية الفرد والتي تشتمل على تطوير نفسه وتحديثها .
الثاني : تفاعل الفرد مع الأفراد وقضايا مجتمعه ومشاركته في صنع الأحداث ، وفي كلا الأمرين خير ، والحياة مليئة بفرص الخير ، ومجالات التقدم كثيرة ، ولكن يقل من يتقدم لنيل المبادرة وقصب السبق ، ونحن متفاوتون في طريقة استقبالنا لمثل هذه الفرص ، فهناك الكسول اللامبالي الذي لا تهزه الفرص ، ذلك أن الكثيرين ترد على أذهانهم أفكار جيدة وتتوافر لهم ظروف مناسبة للإنجاز والتقدم لكن عوائق نفسية تقعد بهم عن الاندفاع والمبادرة بينما يفوز بها الشجعان المبادرون ، فالمبادرة هي عنوان النجاح ، وهي طريق التقدم ، وسلاح اغتنام الفرص،واستثمار الظروف .. والفرد المبادر الإيجابي يحقق الإنجازات،ويحظى بالمكاسب ، وقد قيل :" ويفوز باللذات كل مغامر " .
كيف أكون إيجابيـة؟
لن أطلــب منك أن تكرري كلمة إيجـابية "73" مره! ، ولن أطلب منك أن تخبري الناس أنك إيجابية لتكوني إيجابية.. أبداً هذا ضد المطلوب تماماً.
لـكي تكــوني إيجابية اتبعي التـــالي:
1ـ عليك بث الأمل والهمة في نفسك .. لماذا اليأس، لماذا السلبية؟ ، لماذا لا أتغيّر ؟ .. قومي بمواجهة نفسك بصراحة واسأليها هذه الأسئلة وانتظري منها الإجابة بصدق.
2ـ عليك بإخلاص النيّة لله تعالى ،فإخلاص النيّة يربطك بالآخرة ويربطك بالثواب ، ومن ثم فإنه يدخل السرور إلى نفسك ويساهم في رفع أداءك وعملك .
3ـ عليك أن تعلمي أنك إذا أردتي أن تحققي أمراً ما فإنك ستستطيعين ـ إن شاء الله تعالى ـ قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا}(30: سورة الكهف) ،قال الرسول صلى الله عليه وسلم أحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن ) - صحيح- ، وقال صلى الله عليه وسلم : (من يتحر الخير يعطه ومن يتوق الشر يوقه) - صحيح- .
4ـ اقرئي عن أحوال الناجحين ، وكيف وصلوا إلى ما وصلوا إليه وتعلّمي منهم استفيدي من خبراتهم ، استشيريهم ، خذي من أكثر من شخصية صفات مميزة ترينها .
5- قللّي الكلام ، وأكثري العمل !
6ـ وش أسوي ؟ ، ما علينا منهم ؟ ، وش دخلني أنا ؟ ، أنا كافــة خيري وشري !، يعني أنا بغيّر الدنيا ؟ كل هذه الكلمات احذفيها من قاموسك حذفاً نهائياً .
مستويات الإيجابية في الدعوة في سورة الكهف :
لدينا سور ة من القرآن نقرأها كل يوم جمعة ترشدنا إلى الإيجابية .. وهي سورة الكهف: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا} (30) سورة الكهف ، ويقول سبحانه تعالى عن موسى عليه السلام : {فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا} (71) سورة الكهف ، وقال تعالى : {فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا}(74) سورة الكهف ، وقوله تعالى : {فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا}(77) سورة الكهف ، ثم يتحدث عن ذي القرنين ويقول : {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ }(86) سورة الكهف ، {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ }(90) سورة الكهف،{حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ َ}(93) سورة الكهف، السورة فيها أربع قصص كلها إيجابية ،السورة أتت بكل مستويات الدعوة وكل مستويات الإيجابية ، في البداية تجد شباباً يدعون الملك " أهل الكهف " ، ثم رجل يدعو صاحبه " صاحب الجنتين " ،ثم معلم يدعو تلميذه " الخضر وموسى عليهما السلام " ، ثم قائد يعلم رعيته " ذو القرنين".
كل مستويات الإيجابية موجودة في السورة ، ولهذا نقرأها كل يوم جمعة ، يوم الإجازة لننطلق في بداية الأسبوع الجديد بإيجابية جديدة .
نماذج من الإيجابية :
رسول الأمة - صلى الله عليه و سلم - : فالنبي صلى الله عليه وسلم لنا فيه القدوة والأسوة ، والمتابع لسيرته العطرة من قبل البعثة حتى وفاته صلى الله عليه وسلم يجد أن حياته صلى الله عليه وسلم مليئة بالمواقف التي تشير إلى إيجابيته وتفاعله مع الأحداث المحيطة به ، ومثال ذلك حينما كان صلى الله عليه وسلم ماراً عند الكعبة ووجد القوم يختلفون فيما بينهم على من يضع الحجر في موضعه فلم يتركهم ويقول ، ما شأني بهم ؟ بل وضع على عاتقه حل ذلك الخلاف ، وبعد البعثة ، ورغم عداء أبو جهل للنبي صلى الله عليه وسلم جاءه أعرابي يشتكي إليه من أن أبو جهل قد أخذ ماله ولا يريد رده عليه، تقدم النبي صلى الله عليه وسلم ودون تردد أو خوف ، وطلب من أبي جهل بكل عزم أن يعطي الرجل حقه ، وبالفعل أعطى الرجل حقه ،وحين سئل عن سبب اضطرابه من مطالبة النبي صلى الله عليه وسلم له بمال الرجل قال : " لقد خيل لي أن أسداً أراد أن يلتهمني حينما دخل على محمد " ، بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم رسالته بالبحث عن الإيجابيين، فدعا ربه أن يعز الإسلام بإحدى العمرين ( عمر بن الخطاب أو عمر بن هشام) ، وبذلك نعرف كيف استطاع الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبني جيلاً كاملاً، وعندها نعلم كيف استطاعت أمة لا تملك من الخبرات سوى رعي الغنم ، أن تكون خلال عشرون عاماً أمة ترعى الأمم ؟ .
هاجر والسعي :
إن العبادات في الإسلام كلها تدعوك أن تكوني إيجابية كالسعي بين الصفا والمروة، الذي نتأسى فيه بهاجر زوجة إبراهيم عليه السلام ،والتي كان يمكن أن تجلس إلى جوار ابنها إسماعيل لتبكي، فالأرض من حولها صحراء قاحلة ،لكنها سعت والله سبحانه أطلق على حركتها بين الصفا والمروة كلمة " السعي" فهي قد سعت مرات وتعبت في سعيها ، فتفجر الماء من تحت أقدام ابنها ،عبقرية البخاري فقد رأى وعمره 21عاماً حلماً ،رأى الرسول صلى الله عليه وسلم يضع قدمه على الأرض والبخاري من ورائه ، كلما رفع النبي صلى الله عليه وسلم قدمه من مكانها وضع محمد بن إسماعيل قدمه الصغيرة مكانها ،وظل يكرر ذلك إلى أن استيقظ من نومه وتساءل عن معنى ذلك ، وسمع معلمه في الحلقة الدراسية يقول :" ليت عندنا عالم يستطيع فصل الأحاديث النبوية القوية من الضعيفة ، فيقدم للإسلام خدمة عظيمة ، ويكون قد مشى على خطى النبي صلى الله عليه وسلم ، ففهم محمد بن إسماعيل البخاري تفسير الحلم ، ولم يكن لدينا قبل البخاري منهج صحيح للبحث العلمي يؤكد صدق الأحاديث لكنه وضع ذلك المنهج في السنة النبوية . البخاري وضع منهجاً علمياً دقيقاً اسمه " منهج علم الرجال"كيف يقبل حديث ذلك ويرفض حديث ذاك حفظ مليون حديث ، ولكنه لم يضع في صحيح البخاري إلا سبعة آلاف فقط.
سبعة ألاف أخضعها للمنهج العلمي الدقيق ، وأصبح البخاري أعظم عبقري في التاريخ في علم استخراج معادن الرجال وكيفية تدوين العلوم .
جامعة لا يصلي فيها أحد :
في إحدى الجامعات كان جميع الناس لا يصلون ، فالتحق بهذه الجامعة شاباً،فأراد أن يصلي ، وعندما سأل عن المصلى أو المسجد ، علم أن لا أحد يصلي ، وعليه أن يذهب إلى حيث يجلس الحارس الكبير في السن في الجامعة ليصلي ، حيث يوجد ما يصلي عليه .
هل تدرون ماذا فعل ؟ وقف في وسط الجامعة وأخذ يؤذن للصلاة ما هذه الجرأة ؟! فنظر له الجميع على أنه مجنون واستنكروا الوضع، وبعد أن أذن أخذ يصلي لوحده ، وفي اليوم التالي كان الحارس يصلي معه في وسط الجامعة ،وبعد فترة كان هناك مجموعة من الطلبة يصلون معه، وشيئاً فشيئاً كان الأساتذة والدكاترة في الجامعة يصلون أيضاً ، حتى كثر العدد،وقال مدير الجامعة أن الصلاة هكذا في وسط الجامعة مظهر غير حضاري ، فأمر ببناء مسجد ، وما زال هذه المسجد حتى الآن، وأجر كل من يصلي فيه يذهب لهذا الشاب دون أن ينقص هذا من أجورهم شيئاً .
محو أمية الكمبيوتر :
مهندس بترول مصري اسمه أحمد سامي، قرر المساهمة بإيجابية في محو أمية الكمبيوتر لدى الشباب من أبناء وطنه فأنشأ مركز تدريب على الكمبيوتر للشباب مجاناً، وبدأ مشروعه منذ عام بمشاركة عشرة من أصدقائه، ونجحوا في تعليم مائتي شاب خلال عام واحد مجاناً ، ودون أن يتكلف هؤلاء الشباب قرشاً في دراستهم ، أجادوا الكمبيوتر وأصبح عدد كبير منهم معلمين في المركز لغيرهم من الشباب لوجه الله ، وحين علم أحد رجال الأعمال الكويتيين بمشروعه ، أتصل به وقرر تكليفه بالإشراف على مشروع أكبر لتعليم الكمبيوتر في الوطن العربي والبلدان الإسلامية ، يقوم الرجل الكويتي بتأسيسه والإنفاق عليه هذه لمحة إيجابية من حياتنا المعاصرة .
سندي ويثربي :
سندي ويثربي من مدرسة "نورثو يسترن" الامريكية تتنقل على عربة مجهزة بالأكسجين، حيث أصابها خلل بوظائف الرئة ، مما جعل رئتها أقل حجماً بنسبة (27%) ولم تمنع الإعاقة سندي من تحقيق طموحاتها ومواصلة تعليمها الجامعي إلى أن التحقت في نهاية المطاف بمجال التدريس ، وتعد سندي واحدة من (43 ) مليون أمريكي مصاب بالإعاقة ، وذلك طبقاً لإحصائيات جمعية المعوقين الأمريكيين " أدا " ومشاركتهم في الحياة اليومية أصبحت أمراً مألوفاً ، بل وتلقى ترحيباً شديداً من المجتمع ، ففي العقد الماضي وسع الأمريكيين أفاقهم ونظرتهم تجاه المعاقين ، وزاد معرفة المجتمع بهم،ويرجع ذلك إلى جمعية " أدا" فمنذ عام 1990 بدأت هذه الجمعية نشاطا مكثفاً للتوعية بهم ، وتقول سندي :" أن كريستوفر ريف" هو أحد أعظم الأمثلة على الإرادة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان المعاق ، حيث أصابه شلل كامل أمتدد من العنق إلى باقي جسده في حالة سقوطه من على ظهر الفرس أثناء أحد العروض في عام 1995، وقد أصبح بمثابرته المتطوع الأول لأبحاث شلل العمود الفقري "، وتتحدث سندي عن نفسها قائلة :أنني أشعر بتأثيري على كل من حولي ، في المدرسة وعلى الجيران ، وعلى الطلاب ، وحتى الجيران ، فالناس عندهم فضول لتتعرف علي ، وأنا أريد منهم أن يقتربوا مني ، وهكذا يتعرفون على أعاقتي ويعرفون طبيعة شخصيتي"، ومن خبرة 13 عام مع الإعاقة وضعت "سندي" تصور لكيفية التعامل مع الإنسان المعاق ، وكيفية التقرب منه والتعرف عليه ، فهي تنصح المعاقين قائلة :" لا تخشى الأسئلة كن منفتحاً تكلم بما تريد ثم استمع جيداً ، لا تتأخر عن تقديم المساعدة حين يطلب منك ، وإياك والحكم المسبق على شيء بخصوص الإعاقة،فمثلاً كثيراً من الناس يظنون أن سبب إعاقتي التدخين ، ولكنني لم أدخن سيجارة واحدة في حياتي ، وكل ما في الأمر أنني مصابة بخلل في وظائف الرئة" ،وقد تعلمت "سندي" الكثير من عملها فعندما بدأت عملها كمدرسة ، كانت تعاني من عدم سلاسة التعامل مع أجهزة التنفس وردود فعل الطلاب في نفس الوقت ولكن مدير المدرسة أخبرها بضرورة شرح حالتها للطلاب ، فعندهم فضول ويريدون أن يعرفوا ما يحدث لها ،وهو أمر طبيعي ، ولسندي حكمة بليغة تقول فيها :" كلنا أصحاب إعاقات ، بعضها مرئي وبعضها خفي ، ولكن فكر الإنسان وعقله هما فقط اللذان يحددان درجة إعاقته".
|