عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 16-05-2009, 01:30 AM
الصورة الرمزية اخت الاسلام
اخت الاسلام اخت الاسلام غير متصل
مشرفة الملتقى الاسلامي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
مكان الإقامة: ارض الله
الجنس :
المشاركات: 6,045
الدولة : Morocco
افتراضي رد: مقدِّمات في النَّحو والإعراب

من كتاب القواعد الأساسيَّة في الترقيم والإملاء والنحو والمعاجم بين النظريَّة والتطبيق
تأليف الدكتور يوسف السحيمات وزميليه


الأسماءُ الستَّةُ هي: أبوه، أخوه، حموه، فوه، هنوه، ذو (منطقٍ).
- أبو: بمعنى الوالد أو الأب.
- أخو: بمعنى الأخ أو الشقيق. بَيْدَ أن الأخ قد يكون من صُلبٍ أو بَطنٍ أو رَضاعةٍ أو هما معاً. أما الشقيق فمن جهتي الأمّ والأب.
- حمو: ولها معنيان:
والد الرجل بالنسبة لامرأته. وأمُّه حماة لها. وكذلك والد المرأة بالنسبة لزوجها حمٌ له، وأمها حماة له.
وأما المعنى الآخر فهو معنى شرعي، يقُصد به أقارب الرجل بالنسبة لامرأته. وقريبات المرأة بالنسبة لزوجها؛ وفي الحديث الشريف:"الحمو الموت". رواه البخاريُّ ومسلم .
- فو: بمعنى الفم.
- هنو: العضو التناسليّ عند الجنسين؛ ولذلك تتحرّج المناهج المدرسيَّة من ذكره؛ فاشتُهرت عند صغار الطلبة بالأسماء الخمسة.
- ذو:بمعنى صاحب، كأن نقول: ذو علمٍ، أي صاحب علمٍ.
ملحوظة:تخطىء كثير من الكتب حينما تذكر أنّ الأسماء الستَّة هي:
أبٌ، أخ، فمٌ، ذو. لأنها تُعرب في هذه الحالة بالحركات، وليس بالحروف، ولا تكون عندها من الأسماء الستَّة.
إعراب الأسماء الستَّة:
ترفع الأسماء الستَّة وعلامة رفعها الواو، وتنصب وعلامة نصبها الألف، وتجرّ وعلامة جرّها الياء، وتسمّى لغة التمام والكمال، وذلك مثل:
- جاء أخوك. علامة الرفع الواو.
- رأيت أخاك. علامة النصب الألف.
- مررت بأخيك. علامة الجرّ الياء.
وقد جمع شابٌّ أعرابيّ صغير ذلك بقوله: "أي أبت، غلبني فوها، أدرك فاها، لا طاقة لي بفيها". فسمعه الأصمعي؛ فقال: "تالله لقد أدرك هذا الشابُّ العربيَّةَ في ثلاث: رفعاً بالواو، ونصباً بالألف، وجرّاً بالياء".
ولهذا الإعراب بالعلامات الفرعيَّة شروط مختلفة وهي:
1. أن تكون هذه الأسماء مفردة غير مثنَّاة ولا مجموعة.
2. أن تكون مُكَبَّرة وليست مصغَّرة.
3. أن تكون مضافة وليست مقطوعة عن الإضافة، فإذا قطعت أعربت بالعلامات الأصلية.
4. أن تكون مضافة إلى غير ياء المتكلم من اسم ظاهر أو ضمير.
· وإذا كانت هذه الأسماء مثنّاة فإنها تُعرب في هذه الحالة بالعلامات الفرعية التي يعرب بها المثنى، فنقول:
جاء أخواك، رأيت أخويك، مررت بأخويك.
· وإذا جُمعت جمع تكسير فإنها تعرب بالحركات الأصلية مثل:
جاء إخوانُ عليٍّ، رأيت إخوانَ عليٍّ، مررت بإخوانِ عليِّ.
· وأمَّا إذا جمُعت جمع مذكر سالماً فإنها تعرب بالحروف، كما يُعرب جمع المذكر السالم وذلك نحو:
هؤلاء ذووك، رأيت ذويك، مرت بذويك.
· وإذا صُغِّرت فإنهّا تُعرب بالحركات الأصلية وذلك نحو:
هذا أُخَيُّكَ، رأيت أُخَيَّكَ، مررت بأُخَيِّكَ.
· وإذا قطعت عن الإضافة فإنهّا تُعرب بالعلامات الأصلية أيضاً وذلك نحو:
هذا أخّ لك، رأيت أخاً لك، مررت بأخٍ لك.
· وإذا أضيفت إلى ضمير المتكلم المفرد (الياء) فإنهّا تُعرب بالحركات الأصلية المقدّرة على ما قبل الياء نحو:
هذا أخي. أخي: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الخاء.
رأيت أخي. أخي: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الخاء.
مررت بأخي. أخي: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جرّه الكسرة المقدرة على الخاء.
وأما (ذو) فلا حاجة لذكر شرط الإضافة فيها لأنها لا تكون إلا مضافة في الاستعمال اللغوي الصحيح، ولا تكون إلا مضافة إلى اسم ظاهر ومثلها (فو)؛ وأمّا الفم فاسم يُعرب بالحركات، ولا يعامل معاملة الأسماء الستة إلاّ إذا تجرّد من الميم.
لغة النقص في الأسماء الستة:
هذا النقص لا يقع إلا في الأب والأخ والحم، ويجوز فيها في لغة ضعيفة ليست قياسية، ونعني بالنقص هنا حذف حرف العلة منها وإعرابها بالحركات الأصلية مثل:
جاء أبُهُ، رأيتُ أبَهُ، مررت بأبِه.
حيث أعْرِبَتْ بالضمة في الرفع وبالفتحة في النصب وبالكسرة في الجر، على الرغم من توافر الشروط المطلوبة فيها، ومن هذه الظاهرة قول رؤبة مادحاً عَدِيّ بن حاتم الطائي:
بأبِه اقتدى عديٌّ في الكرم ومن يشابه أبَهُ فما ظلم
· ولكن ينبغي التأكيد أنّ هذه الظاهرة ضعيفة لا يُقاس عليها، وربما كان هذا الشاهد الاستعمالي مما دعت إليه الضرورة الشعرية لإقامة الوزن الشعري:

وخُلاصة القـول في إعـراب الأسماء السـتة تتلخَّصُ في الأمور الآتية:
· الأسماء الستة ليست ثابتة على عددها، فقد كانت ستة من حيث الاستعمال، ولكنها تقلصت إلى خمسة منذ القرن الرابع، حيث أوردها الزجاحي باسم الأسماء الخمسة، فقد سقط الاسم السادس (الهنُ) من الاستعمال اللغوي نتيجة تحرُّج الناس من الأسماء المخجلة اجتماعياً. وأما في الاستعمال المعاصر فلم يعد الأدباء يستعملون الاسم (ذو) إلاّ نادراً، وأما الاسم (فو) فقد قل استعماله كثيراً، وصار الكتّاب يستعملون مكانه الاسم (فم) حيث يؤدي المعنى نفسه، ولكنه يعرب بالحركات الأصلية.
· في الاسمين (فو)، و (ذو) لغة واحدة، وهي الإعراب بالحروف، ولا يستعملان إلا معربين بالحروف.
· قد تلزم بعض الأسماء الستة حالة إعرابية واحدة في بعض اللهجات العربية القديمة وهي لهجة بلحارث بن كعب الذين يُجْرون هذه الأسماء بالألف مطلقاً مهما كان إعرابها، وتسمَّى لغة القصر ومثالها قول الشاعر:


إنّ أباها وأبا أباها *** قد بلغا في المجد غايتاها

وهذا الاستعمال نادر دعت إليه بعض سنن التطور اللغوي؛ لأننا نعامل الاسم فيها معاملة الاسم المقصور. والوقوف على هذه اللغات الثلاث مفيدٌ، لأنها تعين الدارسين على فهم النصوص القديمة المتضمِّنة لهجات العرب؛ وما ينبغي مجاراته هو لغة التمام والكمال.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 27.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 27.30 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (2.17%)]