الظل الخامس / الصدقة على الفقراء والمحتاجين :
ما أعظم الصدقة ، وما أعظم نتائجها ، وما أجمل ثمارها ، فالصدقة دليل على صدق إيمان المرء ، وحسن نيته ، وحبه لإخوانه الفقراء والمحتاجين ، فهي دليل على التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع المسلم ، الذي هو كالجسد الواحد ، يشد بعضه بعضاً ، عَنْ أَبِى مُوسَى رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضاً " ، ثُمَّ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ " [ متفق عليه ] .
عن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ " أَوْ قَالَ : " يُحْكَمَ بَيْنَ النَّاسِ " ، قَالَ يَزِيدُ : وَكَانَ أَبُو الْخَيْرِ لاَ يُخْطِئُهُ يَوْمٌ إِلاَّ تَصَدَّقَ فِيهِ بِشَيْءٍ وَلَوْ كَعْكَةً أَوْ بَصَلَةً أَوْ كَذَا " [ رواه أحمد وقال الألباني : صحيح ، انظر حديث رقم : 4510 في صحيح الجامع ، ورواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال : صحيح على شرط مسلم ] .
فحري بكل مسلم أن يكثر من الصدقات ليستظل بها في يوم شديد كربه؛ يغرق فيه الناس في عرقهم .
وجاء في الحديث المتفق على صحته : " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ : وذكر منهم ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ " .
ولعل الْمَقْصُود مِنْهُ الْمُبَالَغَة فِي إِخْفَاء الصَّدَقَة ، بِحَيْثُ إنَّ شِمَاله مَعَ قُرْبِهَا مِنْ يَمِينه وَتَلَازُمِهِمَا ، لَوْ تَصَوَّرَ أَنَّهَا تَعْلَم ، لَمَا عَلِمَتْ مَا فَعَلَتْ الْيَمِين ، لِشِدَّةِ إِخْفَائِهَا .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : " وَحَكَى الْقُرْطُبِيّ عَنْ بَعْض مَشَايِخه أَنَّ مَعْنَاهُ أَنْ يَتَصَدَّقَ عَلَى الضَّعِيف الْمُكْتَسِب فِي صُورَة الشِّرَاء لِتَرْوِيجِ سِلْعَتِهِ ، أَوْ رَفْعِ قِيمَتِهَا وَاسْتَحْسَنَهُ ، وَفِيهِ نَظَرٌ ، إِنْ كَانَ أَرَادَ أَنَّ هَذِهِ الصُّورَة مُرَاد الْحَدِيث خَاصَّةً ، وَإِنْ أَرَادَ أَنَّ هَذَا مِنْ صُوَر الصَّدَقَة الْمَخْفِيَّةِ فَسُلِّمَ ، وَاَللَّه أَعْلَم " [ 2/485 ] .
ولا يخفى فضل الصدقة على مسلم ، ففضلها عظيم ، وأجرها كبير ، فهي تغسل الذنوب ، وتشفي المرضى ، وتزيد بركة المال ، وتؤلف القلوب ، وتحث على التكافل بين أفرد المجتمع ، وغير ذلك كثير .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الصدقة لتطفىء عن أهلها حرالقبور وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته " [ رواه الطبراني في الكبير والبيهقي وحسنه الألباني ] .
وعن الحارث الأشعري رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله أوحى إلى يحيى بن زكريا عليهما الصلاة والسلام بخمس كلمات أن يعمل بهن ، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن ، فذكر الحديث إلى أن قال فيه : " وآمركم بالصدقة ، ومثل ذلك : كمثل رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه ، وقربوه ليضربوا عنقه ، فجعل يقول : هل لكم أن أفدي نفسي منكم ، وجعل يعطي القليل والكثير حتى فدى نفسه " [ واه الترمذي وصححه وابن خزيمة واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما ، ووافقه الألباني ] .
وعن معاوية بن حيدة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن صدقة السر تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى " [ رواه الطبراني في الكبير ، وقال الألباني : حسن لغيره ] .
وعن الحسن رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " . . . داووا مرضاكم بالصدقة . . . " [ رواه أبو داود في المراسيل ورواه الطبراني والبيهقي وغيرهما عن جماعة من الصحابة ، وقال الألباني : حسن لغيره ، انظر حديث رقم 3358 في صحيح الجامع ] .
والأدلة في فضل الصدقة كثيرة ، ويكفي منها أن المتصدق يستظل في ظل صدقته يوم القيامة ، يوم الحر الشديد ، والشمس اللافحة بحرارتها ، وغرق الناس في عرقهم .
الظل السادس / الإمام العادل :
إمام عادل : اِسْم فَاعِل مِنْ الْعَدْل ، وَذَكَرَ اِبْن عَبْد الْبَرِّ أَنَّ بَعْض الرُّوَاة عَنْ مَالِك رَوَاهُ بِلَفْظِ " الْعَدْل " قَالَ : وَهُوَ أَبْلَغُ ، لِأَنَّهُ جَعَلَ الْمُسَمَّى نَفْسَهُ عَدْلًا ، وَالْمُرَاد بِهِ صَاحِب الْوِلَايَة الْعُظْمَى ، وَيَلْتَحِقُ بِهِ كُلُّ مَنْ وَلِيَ شَيْئًا مِنْ أُمُور الْمُسْلِمِينَ فَعَدَلَ فِيهِ ، وَيُؤَيِّدهُ رِوَايَة مُسْلِم مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عَمْرو رَفَعَهُ : " أَنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللَّه عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُور عَنْ يَمِين الرَّحْمَن ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمهمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وُلُّوا " .
وَأَحْسَن مَا فُسِّرَ بِهِ الْعَادِل : أَنَّهُ الَّذِي يَتَّبِعُ أَمْر اللَّه ، بِوَضْعِ كُلّ شَيْء فِي مَوْضِعه ، مِنْ غَيْر إِفْرَاط وَلَا تَفْرِيط ، وَقَدَّمَهُ النبي صلى الله عليه وسلم في حديث السبعة ، والذي سيأتي بعد قليل ، قدمه على غيره فِي الذِّكْرِ لِعُمُومِ النَّفْع بِهِ .
وأهم عدل في الإمام أن يحكم بين الناس بشريعة الله ، لأن شريعة الله هي العدل ، وأما من حكم بالقوانين الوضعية المخالفة للشريعة ، فهو من أشد الولاة جوراً والعياذ بالله ، وأبعد أن الناس من أن يظله الله في له يوم لا ظل إلا ظله ، لأنه ليس من العدل أن تحكم بين عباد الله بشرعية غير شريعة ربهم وخالقهم ورازقهم ، قال تعالى : { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ } [ المائدة50 ] .
والحاكم العادل لا يحابي أحداً لقرابته أو لضعفه أو لغناه أو لفقره أو لمكانته ، أو غير ذلك ، بل يعامل الناس بالسوية والعدل ، قال تعالى : { سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَآؤُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } [ المائدة42 ] ، والقسط : هو العدل .
وحذر الله تعالى من الحكم بغير ما أنزله في كتابه أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فقال في آيات متتابعات من سورة المائدة :
الآية الأولى ، قال تعالى : { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } [ المائدة44 ] .
الآية الثانية ، قال تعالى : { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } [ المائدة45 ] .
والآية الثالثة ، قال عز وجل : { وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } [ المائدة47 ]
وصدق من قال : الأمة التي رزقت بعادل إمام ، سوف ترزق بإمام عادل .
فنسأل الله عز وجل أن يصلح قادة المسلمين وحكامهم وأمراءهم ووزراءهم ، اللهم ارزقهم البطانة الصالحة الناصحة التي تدلهم على الخير وتعينهم عليه ، وجنبهم بطانة السوء والفساد ، اللهم اجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك برحمتك يا أرحم الراحمين .
وإذا بحثت اليوم عن دولة تدعي الإسلام هل تطبق تعاليم الشريعة كاملة أم لا ، تجيبك المحاكم فيها ، فالقضايا _ جميع القضايا _ تخضع لدستور الدولة الفلانية ، وكأن شرع الله لم يرضوا به ، بل رضوا بتعاليم البشر وقوانينهم ، حتى أن القاتل لا يُقتل ، والسارق لا تقطع يده ، والزاني لا يرجم ، واللواطي _ ولا تقل لوطي ، لأن لوطي نسبة إلى لوط عليه السلام ، أما اللواطي فنسبة إلى اللواط فتنبه _ أقول : اللواطي وما أكثرهم لا كثرهم الله ، يعترف بجريمته ، ويعترف عليه من فُعل به اللواط ، ومع ذلك يُتسامح في حقه ، ويُكتفى بسجنه وجلده ، بدل أن تُوقع به أشد عقوبة عرفها الناس ، حتى يكون عبرة لغيره من السفهاء والمنحرفين عقدياً وخلقياً .
السارق اليوم يدخل بيوت الآمنين ، ويسرق ويعبث بالمحتويات ، ويعيث في بيوت المسلمين شراً وفساداً ، ويتم القبض عليه ولا توقع بحقه عقوبة رادعة له ، وزاجرة لمن خلفه ، بل ربما يستجوب فإن أقر أخلي سبيله ، وإن أنكر أطلق سراحه ، وعجبي لهذه الأحكام ، وأولئكم الحكام .
وحدث عن الجريمة اليوم ولا حرج ، والله إن المسلم ليعيش خوفاً على نفسه وأهله وبيته ، من كثرة الشر وأهله وانتشاره ، فحسبنا الله ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
ونحن ننتظر ذلكم الزمن الذي يُؤَمَّنُ فيه الخائف ، ويُصدق الصادق ، ويؤتمن الأمين ، لا كمثل زماننا اليوم ، الذي لا يؤمن فيه إلا صحاب الكرسي والمنصب ، ولا يصدق إلا الكاذب ، ولا يؤتمن إلا الخائن ، نحن ننتظر الزمن الذي ينتشر فيه الخير ، ويعم الإخاء ، وتكثر الخيرات والأمان والراحة والاطمئنان ، ويحكم فيه بالعدل ، وليس ذلك على الله ببعيد .
الظل السابع / الشاب الناشئ في طاعة الله :
الشباب عماد الأمة ، وروحها الذي تتنفس منه ، وأملها في غدها ، وإذا ما فقدت الأمة شبابها فعلى الأمة السلام ، وكبر عليها تكبيرات أربع لا ركوع فيها ولا سجود ، لأن الشعوب والدول لا تقوم إلا بسواعد أبنائها وشبابها ، ولهذا نلاحظ أن دول الكفر اللعينة ، تحاول بشتى الطرق إفساد شبابنا ، وإغراقهم في أوحال الدخان والشيشة والمعسل ، ومستنقعات المخدرات والخمور والمسكرات ، وإغراق الفتيات في براثن الفساد والرذيلة واتباع الموضة المحرمة ، من قصات ولبس وحركات ورقصات ، ومقابلات وقبلات وخروج مع الغير ، وأمثال ذلك من الغزو الفكري والعقدي ، حتى أصبح لدينا جيل من البهائم ، لا جيل من الناس ، لأن من ابتعد عن دينه فليس بإنسان ، التبس لديهم الحق بالباطل ، وتشابه المعروف بالمنكر ، فلا يعرفون معروفاً ، ولا ينكرون منكراً ، وصدق فيهم قول ربنا تبارك وتعالى : { أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً } [ الفرقان44 ] .
لقد خطط أعداء الملة والدين ، للإطاحة بشباب الإسلام ، فحصل لهم ما أرادوا ، ونالوا من شبابنا من نالوا ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وما هذه ( الدشوش ) إلا أكبر وسائل الفساد والإلحاد ، والبعد عن الواحد الديان ، حتى فسدت الشريحة العظمى من شبابنا ، وإن أردت صحة ما يُقال فانظر إلى الأسواق والملاهي والمنتزهات بل انظر إلى الشوارع والطرق ن فلا ترى إلا شباباً هلكى ، وفتيات ونساء مرضى ، ضربتهم حمى التقليد الفاسد ، ووهنتهم شمس التقدم الكاذب ، شعور غريبة ن وقصات عجيبة ، ونساء متبرقعات ومنتقبات ، يفتن ويُفتن ، ورجال لا يقومون بما أوجب الله عليهم من النصيحة لمن هم تحت ولايتهم ، بل تركوا لهم الحبل على الغارب ، حتى فشت المنكرات ، وعمت البلوى ، وتقبل الكثير من الناس المنكر ، حتى أصبح لديهم وكأنه معروفاً ، وهذا من انتكاس الفطر ، وانعكاس المفاهيم ، افتقدتهم المساجد ، وخلت منهم حلق الذكر ، يعبثون ويسرقون ويخربون ولا رادع ولا زاجر ، شيء يدمي القلب ، ويجرح الفؤاد ، ويمنع عن العين الرقاد ، فلا حول ولا قوة إلا بالله رب العباد .
ونعود إلى الحديث عن الشاب الذي يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، وهو الشاب الذي نشأ في طاعة الله ، وخَصَّ الشَّابَّ لِكَوْنِهِ مَظِنَّةَ غَلَبَةِ الشَّهْوَةِ ، لِمَا فِيهِ مِنْ قُوَّةِ الْبَاعِثِ عَلَى مُتَابَعَةِ الْهَوَى ، فَإِنَّ مُلَازَمَةَ الْعِبَادَةِ مَعَ ذَلِكَ أَشَدُّ وَأَدَلُّ عَلَى غَلَبَةِ التَّقْوَى ، فهذا الشاب نَشَأَ : أَيْ نَمَا وَتَرَبَّى بِعِبَادَةِ اللَّهِ ، لَا فِي مَعْصِيَتِهِ ، فَجُوزِيَ بِظِلِّ الرحمن يوم القيامة ، لِدَوَامِ حِرَاسَةِ نَفْسِهِ عَنْ مُخَالَفَةِ رَبِّهِ .
فالشاب الصغير الذي نشأ في طاعة الله تعالى ، واستمر على ذلك ، ولم ينحرف أو ينجرف وراء مغريات الحياة الدنيا ، بل تمسك بدينه ، وتشبث به ، وعض عليه بنواجذه ، وقبض عليه كالقابض على الجمرة ، لاسيما في زمنٍ كالذي نحن فيه ، فنشأ نشأة صالحة ، طيبة ، وفق كتاب الله عز وجل ، وتبع منهج رسوله صلى الله عليه وسلم ، فهذا ممن يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .
نسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يرزق شباب المسلمين وشاباته التمسك بشرعه القويم ، وصراطه المستقيم ، واتباع سنة نبيه الكريم ، إنه جواد كريم ، وبالإجابة جدير .
الظل الثامن / تعلق القلب بالمساجد :
القلوب المؤمنة دائماً تهفو للمساجد ، كيف لا ، والمساجد بيوت الله تعالى ، والكل ضيف عليه سبحانه ، إذا دخلت المسجد ، فأنت في ضيافة الكريم العزيز الغني الحميد ، المساجد مأوى ملائكة الرحمن ، تحضر الملائكة خطبة الجمعة ، وتسجل الحضور أولاً بأول ، حتى إذا صعد الإمام طوت الصحف واستمعت للخطبة ، فمن تأخر فقد فاته خير كثير ، وكتب من المتأخرين ، ولم يًسجل مع المتقدمين ، وتتعاقب الملائكة لتسجيل الناس وتتفقدهم في صلاتي الفجر والعصر ، التي تخلف عنهما كثير من الناس اليوم ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ومع كثرة المتخلفين عن الصلوات أو كثير منها ، إلا وإن مما يُثلج الصدر أن هناك من المسلمين من هو حمامة للمسجد ، بل وكأنه شيء من ملاصق للمسجد ، فلا يكاد يخرج حتى يعود إليه بسرعة ، أحدهم سافر عدة أيام ثم عاد إلى بلدته ، فكاد قلبه يطير من الفرح ، وقال : كم شعرت بالفرح والانشراح عندما عُدت إلى المسجد ، فلا تكاد تراه إلا داخل المسجد ، فهنيئاً لمثل أولئك الناس ، الذين تعلقت قلوبهم ببيوت الله عز وجل .
قال ابن حجر رحمه الله : " وَظَاهِره أَنَّهُ مِنْ التَّعْلِيق كَأَنَّهُ شَبَّهَهُ بِالشَّيْءِ الْمُعَلَّق فِي الْمَسْجِد كَالْقِنْدِيلِ مَثَلًا ، إِشَارَةً إِلَى طُول الْمُلَازَمَة بِقَلْبِهِ ، وَإِنْ كَانَ جَسَده خَارِجًا عَنْهُ ، وَيَدُلّ عَلَيْهِ رِوَايَة الْجَوْزَقِيِّ " كَأَنَّمَا قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسْجِد " وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُون مِنْ الْعَلَاقَة وَهِيَ شِدَّة الْحُبّ ، وَيَدُلّ عَلَيْهِ رِوَايَة أَحْمَد " مُعَلَّق بِالْمَسَاجِدِ " وَكَذَا رِوَايَة سَلْمَانَ " مِنْ حُبّهَا " وَزَادَ الْحَمَوِيُّ وَالْمُسْتَمْلِيّ " مُتَعَلِّق " ، زَادَ سَلْمَان " مِنْ حُبّهَا " وَزَادَ مَالِك " إِذَا خَرَجَ مِنْهُ حَتَّى يَعُود إِلَيْهِ " .
فكم نرى من الناس من تعلق قلبه بالمساجد ، حتى وإن خرج منه بجسده ، لكن قلبه معلق بالمسجد ، ما إن ينتهي عمله حتى يعود إلى بيت الله عز وجل ، وكم من الناس من صدق الله بحبه لبيوت الله ، حتى قُبضت روحه وهو ساجد لله ، في بيت الله فنسأل الله من فضله .
الظل التاسع / البكاء من خشية الله عز وجل :
ما أعظم البكاء من خشية الله ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ويبكي ، ويسمع القرآن ويبكي ، ولقد كان في خدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطان أسودان من البكاء .
والبكاء من خشية الله من أسباب رحمة الله لعبده ، وتحريمه على النار ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " عَيْنَانِ لاَ تَمَسُّهُمَا النَّارُ : عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " [ رواه الترمذي وقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ ] .
ولهذا ذُكر هذا الرجل الذي إذا ذكر الله لوحده بكى من خشية الله ، لأنه يعلم أنه لن يؤدي شكر نعم الله عليه ، فهو يخشى من ربه ، ويرجو عفوه ومغفرته ، وهو من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .
ومعنى ذَكَرَ اللَّه : أَيْ بِقَلْبِهِ مِنْ التَّذَكُّر ، أَوْ بِلِسَانِهِ مِنْ الذِّكْرِ ، وَخَالِيًا : أَيْ مِنْ الْخُلُوّ ، لِأَنَّهُ يَكُون حِينَئِذٍ أَبْعَدَ مِنْ الرِّيَاء ، وَالْمُرَاد خَالِيًا مِنْ الِالْتِفَات إِلَى غَيْر اللَّه ، وَلَوْ كَانَ فِي مَلَأٍ ، وَيُؤَيِّدهُ رِوَايَة الْبَيْهَقِيِّ " ذُكِرَ اللَّهُ بَيْنَ يَدَيْهِ " وَيُؤَيِّد الْأَوَّل رِوَايَة اِبْن الْمُبَارَك وَحَمَّاد بْن زَيْد " ذَكَرَ اللَّه فِي خَلَاء " أَيْ فِي مَوْضِع خَالٍ وَهِيَ أَصَحُّ .
وفَفَاضَتْ عَيْنَاهُ : أَيْ فَاضَتْ الدُّمُوع مِنْ عَيْنَيْهِ ، وَأُسْنِدَ الْفَيْضُ إِلَى الْعَيْن مُبَالَغَةً كَأَنَّهَا هِيَ الَّتِي فَاضَتْ ، قَالَ الْقُرْطُبِيّ : وَفَيْض الْعَيْن بِحَسَبِ حَالِ الذَّاكِر وَبِحَسَبِ مَا يُكْشَفُ لَهُ ، فَفِي حَال أَوْصَاف الْجَلَال يَكُون الْبُكَاء مِنْ خَشْيَة اللَّه ، وَفِي حَال أَوْصَاف الْجَمَال يَكُون الْبُكَاء مِنْ الشَّوْق إِلَيْهِ .
وقَدْ خُصّ فِي بَعْض الرِّوَايَات بِالْأَوَّلِ ، فَفِي رِوَايَة حَمَّاد بْن زَيْد عِنْدَ الْجَوْزَقِيِّ " فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ مِنْ خَشْيَة اللَّه " وَنَحْوُهُ فِي رِوَايَةِ الْبَيْهَقِيِّ ، وَيَشْهَد لَهُ مَا رَوَاهُ الْحَاكِم مِنْ حَدِيث أَنَس مَرْفُوعًا " مَنْ ذَكَرَ اللَّه فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ مِنْ خَشْيَة اللَّه حَتَّى يُصِيبَ الْأَرْض مِنْ دُمُوعه لَمْ يُعَذَّب يَوْمَ الْقِيَامَة " .
تَنْبِيهٌ مُهِمٌ :
ذِكْرُ الرِّجَال فِي هَذَا الْحَدِيث لَا مَفْهُومَ لَهُ ، بَلْ يَشْتَرِك النِّسَاء مَعَهُمْ فِيمَا ذُكِرَ ، إِلَّا إِنْ كَانَ الْمُرَاد بِالْإِمَامِ الْعَادِل الْإِمَامَة الْعُظْمَى ، وَإِلَّا فَيُمْكِنُ دُخُول الْمَرْأَة حَيْثُ تَكُون ذَاتَ عِيَالٍ فَتَعْدِلُ فِيهِمْ .
وَتَخْرُج خَصْلَة مُلَازَمَة الْمَسْجِد ، لِأَنَّ صَلَاة الْمَرْأَة فِي بَيْتِهَا أَفْضَل مِنْ الْمَسْجِد ، وَمَا عَدَا ذَلِكَ فَالْمُشَارَكَة حَاصِلَةٌ لَهُنَّ ، حَتَّى الرَّجُل الَّذِي دَعَتْهُ الْمَرْأَة ، فَإِنَّهُ يُتَصَوَّر فِي اِمْرَأَة دَعَاهَا مَلِكٌ جَمِيل مَثَلاً فَامْتَنَعَتْ خَوْفًا مِنْ اللَّه تَعَالَى مَعَ حَاجَتهَا ، أَوْ شَابّ جَمِيل دَعَاهُ مَلِكٌ إِلَى أَنْ يُزَوِّجَهُ اِبْنَتَهُ مَثَلاً ، فَخَشِيَ أَنْ يَرْتَكِبَ مِنْهُ الْفَاحِشَة فَامْتَنَعَ مَعَ حَاجَته إِلَيْهِ .
الظل العاشر / الحذر من الزنا :
الزنا من عظائم الأمور ، وأشد الجرائم البشرية ، وهو من كبائر الذنوب ، وقد جاء الوعيد الشديد فيمن ارتكبه ، بالرجم بالحجارة حتى الموت ، وتخيل شدة الألم الذي يلحق الزاني والزانية بسبب رجم الحجارة ، وفي القبر العذاب في تنور _ فرن _ من نار ، وتخيل هذا العذاب في ذلك الفرن ، حيث يوضع فيه الزناة والزواني ، ويأتيهم لهب من تحتهم وهم يصرخون ، ولكن لا ناصر لهم ولا منقذ ، ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب والعياذ بالله .
عن سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِمَّا يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ لأَصْحَابِهِ : " هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ رُؤْيَا " ، قَالَ : فَيَقُصُّ عَلَيْهِ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُصَّ ، وَإِنَّهُ قَالَ ذَاتَ غَدَاةٍ : " إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي ، وَإِنَّهُمَا قَالاَ لِي : انْطَلِقْ ، وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا ، فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ التَّنُّورِ - قَالَ : فَأَحْسِبُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ - فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ وَأَصْوَاتٌ - قَالَ - فَاطَّلَعْنَا فِيهِ ، فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ ، وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ ، فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَوْا _ صرخوا وصاحوا _ قَالَ : قُلْتُ لَهُمَا : مَا هَؤُلاَءِ ؟ قَالاَ لِي : إِنَّهُمُ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي . . . " [ رواه البخاري ] .
ومن خطورة الزنا أن الله تعالى لا يستجيب لفاعله ودليل ذلك :
عن عثمان بن أبي العاص ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تفتح أبواب السماء نصف الليل ، فينادي مناد : هل من داع فيستجاب له ؟ هل من سائل فيعطى ؟ هل من مكروب فيفرج عنه ؟ فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله تعالى له ، إلا زانية تسعى بفرجها ، أو عشاراً " [ رواه أحمد والطبراني في الأوسط واللفظ له ، وقال الألباني : صحيح ، انظر حديث رقم 2971 في صحيح الجامع ] .
وللزنا أضرار على الفرد والمجتمع ، لأنه معصية تهتز لها الأبدان ، وتختلط فيها الأنساب ، ويُدخل على القوم من ليس منهم ، ويُلحق ولد الزنا ، بزوج الزانية وهو ليس ابنه من صلبه ، وبسببه تغلو المعيشة ، وتضيق الأرزاق ، وتمسك السماء ماءها ، والأرض بركتها وزرعها ، فعلى المسلم أن يحذر كل الحذر من الوقوع في هذه الجريمة العظيمة ، والفاحشة الأثيمة .
بَيَّنَ الْمَحْذُوفَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَته عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ فَقَالَ " دَعَتْهُ اِمْرَأَة " وَكَذَا فِي رِوَايَة كَرِيمَةَ ، وَلِمُسْلِمٍ وَهُوَ لِلْمُصَنِّفِ فِي الْحُدُود عَنْ اِبْن الْمُبَارَك ، وَالْمُرَاد بِالْمَنْصِبِ الْأَصْل أَوْ الشَّرَف ، وَفِي رِوَايَة مَالِكٍ " دَعَتْهُ ذَات حَسَبٍ " وَهُوَ يُطْلَقُ عَلَى الْأَصْل وَعَلَى الْمَال أَيْضًا ، وَقَدْ وَصَفَهَا بِأَكْمَلِ الْأَوْصَاف الَّتِي جَرَتْ الْعَادَة بِمَزِيدِ الرَّغْبَة لِمَنْ تَحْصُلُ فِيهِ وَهُوَ الْمَنْصِب الَّذِي يَسْتَلْزِمُهُ الْجَاه وَالْمَال مَعَ الْجَمَال وَقَلَّ مَنْ يَجْتَمِع ذَلِكَ فِيهَا مِنْ النِّسَاء ، زَادَ اِبْن الْمُبَارَك " إِلَى نَفْسهَا " وَلِلْبَيْهَقِيِّ فِي الشُّعَب مِنْ طَرِيق أَبِي صَالِح عَنْ أَبِي هُرَيْرَة " فَعَرَضَتْ نَفْسهَا عَلَيْهِ " وَالظَّاهِر أَنَّهَا دَعَتْهُ إِلَى الْفَاحِشَة وَبِهِ جَزَمَ الْقُرْطُبِيّ وَلَمْ يَحْكِ غَيْره ، وَقَالَ بَعْضهمْ يَحْتَمِلُ أَنْ تَكُون دَعَتْهُ إِلَى التَّزَوُّج بِهَا فَخَافَ أَنْ يَشْتَغِلَ عَنْ الْعِبَادَة بِالِافْتِتَانِ بِهَا ، أَوْ خَافَ أَنْ لَا يَقُوم بِحَقِّهَا لِشُغْلِهِ بِالْعِبَادَةِ عَنْ التَّكَسُّب بِمَا يَلِيقُ بِهَا ، وَالْأَوَّل أَظْهَرُ ، وَيُؤَيِّدهُ وُجُودُ الْكِنَايَة فِي قَوْله " إِلَى نَفْسهَا " وَلَوْ كَانَ الْمُرَاد التَّزْوِيج لَصَرَّحَ بِهِ ، وَالصَّبْر عَنْ الْمَوْصُوفَة بِمَا ذُكِرَ مِنْ أَكْمَلِ الْمَرَاتِب لِكَثْرَةِ الرَّغْبَة فِي مِثْلهَا وَعُسْرِ تَحْصِيلهَا لَا سِيَّمَا وَقَدْ أَغْنَتْ مِنْ مَشَاقِّ التَّوَصُّل إِلَيْهَا بِمُرَاوَدَةٍ وَنَحْوِهَا .
قَوْله : ( فَقَالَ إِنِّي أَخَاف اللَّه )
زَادَ فِي رِوَايَة كَرِيمَةَ " رَبّ الْعَالَمِينَ " وَالظَّاهِر أَنَّهُ يَقُول ذَلِكَ بِلِسَانِهِ إِمَّا لِيَزْجُرَهَا عَنْ الْفَاحِشَة أَوْ لِيَعْتَذِرَ إِلَيْهَا ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَقُولَهُ بِقَلْبِهِ ، قَالَ عِيَاض قَالَ الْقُرْطُبِيُّ : إِنَّمَا يَصْدُرُ ذَلِكَ عَنْ شِدَّة خَوْف مِنْ اللَّه تَعَالَى وَمَتِينِ تَقْوَى وَحَيَاءٍ .
ويجمع هذه الخمسة حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ : إِمَامٌ عَدْلٌ ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ " [ متفق عليه ] .
الظل الحادي عشر / التاجر الصدوق :
عن سلمان عن سعيد بن منصور بإسناد حسن موقوفاً عليه ، قال الحافظ : " لكن حكمه الرفع " .
قلت _ أي الألباني رحمه الله _ : ورواه البيهقي أيضاً من طريق قتادة أن سلمان قال : " التاجر الصدوق مع السبعة في ظل عرش الله تعالى يوم القيامة " ، ثم ذكر السبعة المذكورين في الخبر المرفوع " [ الثمر المستطاب 2/623 ] .
فائدة مهمة :
قال المناوي : " فقد روي الإظلال لذي خصال أخر ، جمعها الحافظ ابن حجر في أماليه ، ثم أفردها بكتاب سماه : معرفة الخصال الموصلة إلى الظلال ، ثم ألف في ذلك بعده السخاوي ، ومجموعها نحو تسعين خصلة " [ فيض القدير 4/117 ] .
خاتمة :
اللهم أظلنا في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك ، اللهم اعصمنا من الفتن والمحن ، والآثام والمعاصي ، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا ، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان ، واجعلنا من الراشدين ، يا رب العالمين ، اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين ، الأحياء منهم والميتين ، برحمتك يا أرحم الراحمين ، وصلى الله وسلم على الرسول النبي الأمي وعلى آله وأصحابه ، والحمد لله رب العالمين .
**************
منقول عن كاتبه
يحيى بن موسى الزهراني
إمام جامع البازعي بتبوك