خبر قديم جديد !!
يخرج الشيخ رائد صلاح قبل ايام ليحذر من اخطار جديدة تتعلق بمدينة القدس ، والتحذيرات تتواصل
من حفر الانفاق تحت المسجد الاقصى ، ومن القطار الجديد ، الذي سيشق القدس ، ومعهما نصب شمعدان
ذهبي كبير قبالة المسجد الاقصى ، وخلع احجار قديمة من البلدة القديمة ونقلها الى الكنيست الاسرائيلي.
هذه احرج فترة تمر بها مدينة القدس ، وهي فترة لا سابق لها ، اذ ان المخططات الاسرائيلية في ذروتها
لهدم المسجد الاقصى ، ورئيس الحكومة الاسرائيلية ، هو اكثر الداعمين لهدم المسجد الاقصى ، وبناء الهيكل
اليهودي ، وحين تسمع ان اي هزة طبيعية او صناعية ستؤدي الى سقوط المسجد ، تعرف ان مؤامرة تلغيم
الانفاق ، تحت المسجد ، وتفجيرها لهدمه ، باتت قاب قوسين او ادنى ، وعندها سيقال ببساطة ان
"عاقلا" او "مجنونا" هو الذي ارتكب الجريمة.
قبل فترة تسربت معلومات عن نقل المتطرفين اليهود لصواريخ ار بي جي ، ولقاذفات متطورة الى البيوت
التي احتلها اليهود حول المسجد الاقصى ، والمعلومات ، لقيت تنديدا عربيا ، ولم يعرف احد حتى اليوم ،
ماذا كانت هذه الصواريخ والقاذفات ، قد بقيت حول المسجد الاقصى ام لا ، غير ان الاهم ، هو ان هدم
المسجد لن يكون خبرا غريبا ، في اي صباح ، فقد نصحو ذات يوم على خبر عاجل تبثه شبكات التلفزة
ووكالات الانباء ، حول انفجار تحت المسجد ، او انهدامه كليا ، ولن نرى يومها ، سوى الف مظاهرة
في العالم العربي والاسلامي ، ودعوات لجمع التبرعات لاعادة البناء ، وغير ذلك من خطوات ، ستذهب
ادراج الرياح ، لان اسرائيل ستكون امام ذروة فرصتها الذهبية للخلاص من المسجد الاقصى.
تعرض المسجد الاقصى الى هزة طبيعية ، او صناعية ، هو المخطط الاخطر اليوم ، وحين تضع خرائط
ما تحت الاقصى ، ومافوقه بين يدي اي مهندس بناء يقول لك انه يستغرب كيف يقف المسجد الاقصى
حتى اليوم صامدا ، دون ان تتداعى حجارته ، حجرا تلو حجر ، وهذا يعني ببساطة ان مخطط الهدم ،
اقترب من نهايته ، ولا يمكن تبسيط الموضوع بعد اليوم ، خصوصا ، ان حجم التنسيق بين الجماعات المتطرفة
والمؤسسات الامنية الاسرائيلية ، والجهات الدينية عال جدا ، مما سيؤدي الى السماح لهم بنسف المسجد
من تحته في التوقيت الذي يريدونه ، والذي يخدم خططهم.
لم يعد ينفع القدس ، كل هذا الكلام ، وكل هذا الرد اللغوي والخطابات ، وهناك حاجة فعلية الى
عقد قمة عربية اسلامية ، من اجل القدس ، ليس لاصدار بيان وحسب بشأنها ، او انشاء صندوق للتبرعات ،
قبل الهدم او بعده ، وانما للتدخل لدى العالم ، ومنع اي خطوات ضد المسجد الاقصى ، هذا مع افتراضنا
الاساس ان فريضة الجهاد ، وتحرير فلسطين ، هما الحل الواحد الاوحد ، لتحرير المسجد من هذه
الاخطار المحيطة به ، غير ان اي جهد دولي فعال ومؤثر وحقيقي ، لا يقوم على الصراخ والعويل
وتسجيل المواقف ، فقط ، هو احد وسائل منع اسرائيل من الاضرار بمسرى الرسول والقبلة الاولى ،
فالعالم لايعرف حتى اليوم ، ما الذي سيفعله العرب ، لو تحقق مخطط الهدم ، وهم يعرفون ان جهدنا
ينحصر بالادانة وحسب ، ولا يصل حد تهديد العالم بمصالحه ، امام تهديدات نسف المسجد الاسير.