عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 06-12-2008, 12:48 AM
الصورة الرمزية ياسمينة دمشق
ياسمينة دمشق ياسمينة دمشق غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
مكان الإقامة: syria
الجنس :
المشاركات: 1,752
الدولة : Syria
افتراضي




بين نصفي الكوب


في ظلمة الليل الموحش الطويل كان ملقىً على سرير المرض ...وحيداً إلا من الأجهزة التي كانت تمده بأنفاسه الأخيرة....
لم يكن ذووه هناك فقد غادروا لينالوا قسطاً من الراحة بعد يوم شاق ٍقاس ٍ...
كان على يقينٍ بأن نهايته قد أصبحت جِد وشيكة وربما لن يشرق عليه فجرٌ جديد...
دارت عيناه في الغرفة وكانتا الشيئين الوحيدين اللذين كان قادراً على تحريكهما من جسده الذي أنهكه المرض وأضنته الآلام....
وهنا وقع بصره على كوب من الماء نصفُه فارغ، فتسمرت عيناه عليه.....
بدأت أنفاسه تتحشرج في صدره......آآآآآآه....إنها بداية النهاية.!!!
راحت أطيافٌ تتراءى أمام عينيه ،وخواطرُ شتى تتزاحم في رأسه المثقل بالأوجاع المبرّحة...
هذا الكوب.............آآآآآآآآآآآه ....
هذا الكوب أرى نصفه المليء فتشرق نفسي بالأمل والتفاؤل...
إنه يمثل الأعمال الصالحة التي قمت بها في مسيرة حياتي الطويلة....
نعم...نعم ...لقد كنت مؤمناً بحمد الله....حافظت على صلواتي وأديت فروضي وتعاملت مع الناس كما يجب أن أفعل وكانت لي أعمال خير كثيرة لا أحد يدري بها سوى الله تعالى، وجاهدت لاتباع سنة الرسول الكريم....فعلام الخوف إذاً؟؟؟؟؟
ولكن.............هذا النصف الفارغ....
هذا النصف... يحبطني ويقتل بارقة الأمل في نفسي......
إنه أوقات عمري التي ضاعت سدى دون عمل طيب.....إنه المخالفات التي ارتكبتها..... الذنوب التي سولت لي نفسي القيام بها واستصغار شأنها.... فكيف لا أخاف وبأي حق أرتجي رحمة ربي وقد غدا لقائي به قاب قوسين أو أدنى ؟؟؟؟؟؟؟
واااحسرة قلبي اليوم على مافات وضاع...
وااااأسفي ....واااااا ندمي......
ازدادت الآلام حدة......
حشرجت الأنفاس......
بردت الأطراف...........
ومازالت العينان مسمرتين على الكوب....ترقبان النصف الفارغ والمليء والنفس تنتقل بين الخوف والرجاء ......

ياسمينة دمشق
5-12-2008


التعديل الأخير تم بواسطة نور ; 07-05-2009 الساعة 05:01 PM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.03 كيلو بايت... تم توفير 0.64 كيلو بايت...بمعدل (4.08%)]