عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-12-2008, 06:03 PM
الصورة الرمزية قرنفل
قرنفل قرنفل غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
مكان الإقامة: في أرض نبينا يونس (عليه السلام)
الجنس :
المشاركات: 844
الدولة : Iraq
افتراضي

** في ظلال الذاكرة **
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


في البعيد القريب .. وخلف جُدرانِ الحكايا ..هُناك , قصصُ كألافِ القِصص .. همسات .. عَبرات .. فرح .. حُزن .. ألم .. آهات .. حُب .. حرب!! , إنبنى عليها ماضينا وإنبنت عليها ذكرياتُنا ولايستطيعُ أحدٌ منا تغيير ذلك الواقع أو محوه , في كل يوم , في كل ليلة , بل في كل لحظة يدُقُ بابي ناقوسَ الذكريات ويُسرعُ بالدخول إلى خيالي بلا إستئذان وبدونِ أن أشعُر يسرُقُ مني تلكَ اللحظات , لاأستطيعُ إيقافه , , ذكريات .. ذكريات .. فيها المُفرح وفيها المُحزِن , هاهو يُذكرني بطفولتي من جديد كم كانت رائعة أيامها وحلوة وبريئة عشتُها بحب ولم أنسى للأن أعز صديقات الطفولة ( فياليت ماضينا يعود ) , وكيف يعيشُها أطفالنا اليوم ياحسرتي عليكم . ومرة أخرى تعود بي الذكريات إلى أحلى أيام قضيتُها قبل الحرب مع صديقاتي العزيزات بل هم أكثر من أخوات لي كم كُنا نُحبُ بعضنا , كُنا كالسبيكة في تماسُكنا وصلابة إخوتنا , فرقتنا الحرب وفرقتنا الظروف وهاجر من هاجر وبعُدَ من بَعُد , ومابقى غير الذكرى الحزينة .. ذكريات .. ذكريات .. جارتُنا العزيزة (أم أحمد ) رحمها الله , عشنا معها سنينُا طِوال كأننا بيت واحد , شاء الله والقدر أن نفترق بأن نرحل بعيدُا عنهم وأن ترحل خالتي أم أحمد إلى مثواها الأخير وهي مليئة بالحُزنِ والأسى على ماخلفته الحرب , رحمكِ الله وغفر لنا ولكِ , ذكريت ومشاعر رهيبة تُخالِجـُني بين الحينِ والأخر . مَدرستي , مَدرستي وبيتي الثاني , ها أنا أمرُ من أمامِكِ وأسترِقُ النظر إليكِ وكأنكِ أصبحتِ غريبة عني , تغيرتِ وتغيرَ فيكِ كُلُ شيء كُنتِ أجمل على بساطتِكِ إشتقتُ لأيامي معكِ ولكن ..... ياالله على مامضى .. المرجوحة كانت أكثر لعبة أحبها في الصِغر وعندما كبرت أيضُا لم العب بها من بعد الحرب إشتقت لها جدُا , أعو وأتذكر عمي الطيب (أبو أمير ) كان عندهُ فرن للخبز والكعك والحلويات كُنت أشتري منه دائمُا الكعك وغيره لكن ماذا حصل ! إغتالته أيدي الغدر بعد الحرب هو وأولادُه لأن أصله ؟ حسبنا الله ونعم الوكيل رحمك الله عمي الطيب , ذكريات وهل تنتهي ؟ ليس لها بداية ولانهاية , وصلتُ لشخصِ لاأعرف كيف أصفه . وصفُ ماضيَ معهُ صعبٌ جدُا وذكرياتي معهُ أشدُ آلمُا مما ذكرت إنهُ , عراقي , عراقي وبلدي الحبيب موطني وموطنُ أجدادي ,, آهٍ على مامضى وماكان , كيف أحكي حكاياكَ الرائدة ومن أين أبدأ وكيف سأثريك ؟ كُنت بُستانُا أخضرُا مليئُا بمختلف أنواع الزهور وتفوحُ منكَ أزكى العطور , تنثُرُ عبيركَ في أرجاءِ العالم كُله , ويسقيكَ ماءُ الحُبِ الذي قدمهُ لكَ شعبك وأحبابُك , أما الأن , أما الأن , تحولَ ذلك البُستانُ الأخضر اليانع إلى حقلِ أشواك وطالتهُ أيدي الغدر , وجف الماءُ الذي كان يرويه جف بعد التهاون والخُذلان , وضاعُ الأمنُ والأمان وبُدلَ العِطرُ الزاكي بِدُخان , وطني الغالي ذكرياتي معك ليس لها حد ولابُعد فلن أوفي حقَ وصفِ ماضيك المُنير , وهذا كُلهُ نُقطةٌ من بحرِ الذاكرة , أما العواقب فعلى الله التوكل , وأسأل الله العظيم أن تعود الأحوال أحسن من ذي قبل .. اللهم آمين ,


والحمد والشُكر لله على كُل حال .


أختكم المُحبة


قرنفل


الجُمعة


12 / 12 / 2008
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.36 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (3.59%)]