عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-11-2008, 02:13 PM
الصورة الرمزية قرنفل
قرنفل قرنفل غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
مكان الإقامة: في أرض نبينا يونس (عليه السلام)
الجنس :
المشاركات: 844
الدولة : Iraq
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

-------------------------------------------


** قلوب مِن زُجاج **


عند النظر لهذا العنوانِ ( قلوب مِن زُجاج ) والتمعُن فيه , لِوهلةِ سيخطُر على بالنا جميعًا شيءٌ إيجابي جميل المغزى تحمِلُه هذه العبارة , فهي تدُلُ على الشفافية , والطيبة , والرقة ,لكني لاأظُن ذلِك , فلو أمعنا االتفكير والتأمُل فيها سَنجِدُ أن كُلَ كلِمةِ دالة منِها تحمِلُ معاني كثيرة لاحُدودَ لها ولاتقتصر على تحليلها بشكل إيجابي فقط .


فالقلب , ذلكَ الجُزءُ اللحمي الصغير الذي ينبُضُ بالحياة وتملئُهُ الأحاسيس المختلفة التي تتغير تِبعًا لتغيُر حالتنا وتفكيرنا , إذا فهو مُتغير كما ذكرت فمِن المُمكِن أن يحمل أحاسيس جلية , ومنها السامية , والبريئة , والطيبة , ومِنها الشريرة والمؤذية وغيرها من الأحاسيس المعروفة , فهو إذا يحملُ الإيجابية والسلبية وأحيانًا يكون وسطًًاً بينهُما .
وأما الزُجاج ,ذلك المعدنِ الرقيقِ بِشكلهِ , البسيطِ في تركيبتِه , فهو يدُلُ على الشفافية وعلى الوضوع فإننا نستطيع أن نرى ماخلفه بصورة جيدة نوعًا ما , وهو كذلِك المعدن القوي بنتائِج أفعاله وإستعمالاته فمِنهُ نصنعُ شبابيكَ تقينا من البردِ والرياح وكما تعرِفون فلهُ مزايا عِدة في هذا المجال , ومِن ناحية أخرى فهوا ذاكَ المعدن الهش السريع الإنكِسار , فكما يقولُ المثل ( إذا كان بيتك من زُجاج لاتضرب الناس بِحجر ) دلالة على سرعة إنكساره وهشاشته , إذاً بالعودة إلى مضمون الجُملة فهي تحمِلُ معاني كثيرة جِدًا ,فلو سبكنا كلماتها وصُغناها بِما يجول في خواطِرنا من مواقِف أوتعابير مُعينة سنخرُجُ بمعاني غنية لاحُدودَ لها , وهُنا سأذكُر بِشكل بسيطُ ذلك النوع من القلوب الزُجاجية الهشة السريعة الإنكسار , ستقُولوا لِماذا ؟.. لأنني أرى أنهُ أنسب وأبسط تعبير أستطيع أن أعبرهُ فهو يُشبِه إلى حَدِ ما حال قلُوبِنا في هذا الزمن , فالإنكِسار يحمِلُ معاني كثيرة منها إيجابية أيضًا كالقُلوبِ الزُجاجية الرقيقة ذات الشفافية العالية والتي يدخُلُها شُعاعُ الإيمان فيخترِقُها ويًصيبُ الصميم فتنكَسرُ ذُلاً وطوعًا لله تعالى وذلك يتمَثلُ بِمواقف عديدة مِنها بُكائُنا في خشوعِنا بصلاتنا ودُعاءنا ورجاءُنا من خالِقِنا سُبحانهُ بالرضى عنا وطلب المغفِرة والعون وإلى ذلك , ومِنها ذات الإنكِسار السلبي الذي نراهُ كثيرًا في أيامِنا هذه , وهي تِلك القلوب الزُجاجية التي كسرتها الذنوب والشهوات وإخترقتها بِسهامِ الفِتن وأعمتها وأغوتها وأضلتها عن طريق الهُدى والعياذُ بالله أن نكون منها , إذاً كما سردت فمن المُمكن أن تحمل عبارة ما أو كلمة ما أوجُهًا كثيرة مِنها الإيجابي ومِنها السلبي وقد تطرقتُ بِشكل بسيط لوجه من وجوه عبارة مُعبرة جِدًا (قلوب مِن زُجاج ) وأسألُ الله العظيم أن يجعل قلوبنا وإن كانت زُجاجية أن تحمل أجمل المعاني الإيجابية التي تنفعنا في دينِنا ودُنيانا ولاتضُرُنا .. اللهم آمين ..



أختكم المُحِبة


قرنفل


4/ 11 / 2008
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.66 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (3.99%)]