عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 29-04-2009, 11:54 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,882
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قصص لا أنســــــاها

لم تكن شيئاً مذكوراً ..
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ } ..
هل رأيت التراب الذي تمشي عليه ، ولو علق بثوبك لأزلته ..
هذا هو أصلك ..
وغداً يكون فوقك تراب ، وعن يمينك تراب ، وعن يسارك تراب ، ومن تحتك تراب ..كأنك ما خرجت من التراب ..
ثم بعدها ..
{ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ } كنت في يوم من الأيام لو غُسلت من الثياب لأُزلت ..تُغسل ..نطفة .. لم تكن شيئاً مذكوراً ..
ثم بعدها ..
كنت علقة { ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ } قطرة دم _ ما أضعفك _ متعلقة في الرحم ..
والله لو اجتمع الإنس والجن بعلمائهم وخبرائهم وأجهزتهم وقالوا نخلق له شعرة ؛ ما خلقوا لك شعرة ..
ما هو قلب ينبض ( 115000 ) نبضة في اليوم ..
ولا كلى تُغّسل ( 36 ) مرة في اليوم ..
شعرة ..لا يخلقون لك شعرة !!..
ثم بعدها ..
منَّ عليك المنَّان ..
كتب لك الحياة ..
ثم كنت قطعة لحم متعرجة { ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ} مضغة ..كأنها مُضغت ثم أُلقيت ؛ لا لها يد ، ولا قدم ، ولا عين ، ولا أذن ، ولا تملك شيء
{ وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ ..}..

ليه ؟!!..
حتى تخرج تقول : لا تدقق !! _ ما أضعفك _ { لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } ..
ثم تسعة أشهر في هذا الرحم ظلمات ثلاثة ..
ظلمة المشيمة ، وظلمة بطن الأم ، وظلمة الرحم ..
من يراك ؟!..
{ إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء ، هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ } ..
أمك ما تراك !!..
{ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } ..
ثم بعدها ..
تخرج _ ما أضعفك _ ما بين خمس مليار هو خلقهم وشقَّ سمعهم وأبصارهم لكن ..
أنت يختصك من بين الخمسة مليار ويجعلك مسلم ..
لا بيد منك ، ولا بحسب ، ولا بنسب ..
{ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ } ..
ثم من بين هؤلاء المسلمين يجعلك سنّي ؛ على سنة محمد صلى الله عليه وسلم ..
{ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ } ..
{ ولَكنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَاْ يَعْلَمُونَ } ..
ها هو أحدهم ..
أخوتي رأيته في أحد الممرات في المستشفى ..
بعد ( 27 ) سنة ..
كما متعك الجبار اليوم يتحرك منك الآن ( 360 ) مفصل متى ما أردت أن ترسل اليد أو تقبضها لا تعصيك ..
أعطاها الله ( 27 ) سنة ما تعصيه أطرافه ..
هو بنفسه يقول: أنا أدبني الجبار..ويا ليته يعيد لي ما سلب مني والله لا أعصيه ..
وأنا أقول في نفسي { آلآنَ} ..
كيف رأيته يا ترى بعد القوة !!..
والله لقد رأيته قد انطوى في أحد ممرات المستشفى على العربية ..
أول ما رآني استبشر ..فرح ..
لأنه ما يستطيع يروح مثلي ومثلك ويناظر الناس ..
فيفرح إذا رأى إنسان مرَّ من عنده ..
أفضل نزهة له في ممر المستشفى ..
فأول ما رآني قال لي بالحرف الواحد : الله يعافيك دقيقة ..
فلما أتيت عنده قال : ابطلب منك خدمة الله يعافيك ..الله يجزاك عني خير ؛ تكفى بس تدفني لين باب الحمام _ أعزكم الله _ ..
المشوار ما أخذ مني سبع خطوات ..
فلما وصلنا عند الباب ؛ وإذا به يرفع الأعين ينظر بحياء ..
يحس إني صاحب أفضال عليه ..
وإذ بالعيون تلمع قال : جعلك الله في جنات النعيم ؛ والله ما قصرت ، وأنا أدري تعبتك ؛ بس تكفى معليش تدخلني جوّا الحمام _ أعزكم الله _ ..
فلما أدخلته ؛ وإذا بالرأس طأطأ ، والدموع تذرف؛ عله كان يتذكر يوم كان يمشي ما يحتاج أحد يدفعه ،ولا لأحد فضل عليه ؛وما كان يشكر الله عز وجل..
فجلس يدعو بحرارة ، ثم قال : آخر طلب ؛ والله ما عاد أطلبك غيره ، تكفى ؛ أنا عارف إني تعبتك ؛ بس طلب أخير ؛ تكفى بس تشيلني عن الكرسي وشيل ملابسي ؛ بس تكفى لا تناظرني ..
انظر إلى هذا المشوار ..
كم أقضيه أنا وأنت في اليوم ..
خمس مرات .. أربع مرات .. أقل .. أكثر ..
من يفتح لك الباب !!..
من يدفعك إلى هناك !!..
من أغلق الباب !!..
من نزع ملابسك !!..
من نظفك !!..
هل في يوم من الأيام _ أسألك بالله وأسألكِ أختي بالله _ في يوم من الأيام هل تذكر أنت أنك بعدما خرجت ، بعد هذه النعم ؛ ما رآك أحد ؛ عند الباب وأنت خارج استشعرت هذه النعم التي حُرم منها ملاييـن ..
ثم ارتفعت بقلبك إلى المنَّان ، وقلت : اللهم لك الحمد على أن فضلتني على كثير من العالمين ..تذكر في يوم !!..
{ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ } ..
ما هي سبع خطوات !!..
أربعين سنة يحركك !.. يطعمك !.. يسقيك !.. { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ } ..
و { إنَّ َرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ } ..
تعرف كم ينبض قلبك في السنة ( 42 ) مليون نبضة في السنة ..
ما تملك منها واحدة !..
لو ملكت الكون ما ملكت نبضة واحدة ..
أنا لن أقول ستُسأل وساُسأل أنا عن كل نبضة ..
لا .. والله الذي لا إله إلا هو كل قطرة دم ضخها قلبك إلى عينك فأبصرت حرام ستُسأل عنها ..
وكل قطرة دم ضخها قلبك إلى أذنك فمسعت حرام ستُسأل عنها ..
سواء اقتنعنا أو ما اقتنعنا ..
{ فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} ..
هل تعرف كم تُغّسل كلاك في اليوم ..
بدون مواعيد ..
وبدون فتح ملف ..
وبدون واسطات ..
ولا بكاء عند الناس ..الله يعافيكم جددوا لي الملف ..قربوا لي الموعد ..
بدون هذه كلها تُغّسل في اليوم الواحد ( 36 ) مرة ..
تعرف كم يغسل غيرك ؟!..
مواعيد وتعب ..
يأتون أهله يجدونه قد سقط في السلم ؛ تسمم دمه ..
يسقط عليهم في السيارة مغمى عليه ..
يأتي ، يجول المكاتب ؛ يطلب الناس : تكفون يا أخوان أنا ملفي ينتهي اليوم وعندي غسيل بكرة تكفون لو شهر جددوا لي ..
بعد كل هذا في خلال شهرين تعرف كم يُغّسل ؟!..
يجلس ( 8 ) ساعات .. أنت تقضيها ؛ وأنا مع أهلونا ؛ والكثير منا _ إلا من رحم الله _ يقضيها بالمعاصي ..
تعرف ال( 8 ) ساعات أين يقضيها ؟!..
( 8 ) ساعات أمام الجهاز يخرج الدم من جسمه إلى الجهاز خلال ( 8 ) ساعات حتى يعود ..
تعرف كم يُغّسل في خلال الشهرين ؟!..
( 30 ) مرة ..
وأنت في اليوم الواحد ( 36 ) مرة لا غير ..
ليست مجاناً !!..{ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } ..
الله ..الله بالأدب مع الله ..
ما دمتم فوق الأرض فالفرص عندكم ..
والذي نفسي بيده يوم تبلغ الحلقوم تسحب منك الصلاحيات كلها ..
أبتوب ..
{ رَبِّ ارْجِعُونِ } ..
تبكي الدم ..
يُقال { اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ } ..
فوالذي ينفسي بيده ستذكرون هذه الكلمة ..
كل منا سيذكرها لأنها عامة ليست خاصة ..
كل من لم يتأدب مع الله فوق الأرض ..
سيُأدب في كفنه تحت الأرض ..
ثم يؤدب خمسين ألف سنة يوم العرض ..
ليس بعض ؛ بل كل ..
ها هو قريب لي جداً آخر ما كلمته أمس ..
جلس يتكلم معه أخوه فقال له : احمد ربك ..
فهذا الشاب قال : وش أحمد الله عليه ..
سمعه من ؟!..
سمعه { مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ }..
سمعه من حرّكه ؛ وغيره ما يتحرك ..
سمعه من شق َّ بصره ؛ وغيره ما يبصر ..
سمعه { رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } وهو يجحد نعمة الله ..
يقول : وش أحمد الله عليه ..
اتصل علي أخوه مباشرة قال:الله يعافيك تعال كلمه،أنا ما أقدر أكلمه خلاص ..
فلما أتيت فإذا بأمه تبكي ..
علمت أنه أساء الأدب مع جبَّار السماوات والأرض ، والله التجأت إلى الله أن يلطف بحاله ..
الأم تبكي هناك ..
والأخ يدعو ..
فإذا بي لم أره ؛ قد خرج ..
في نفس اليوم ..
يمشي بسرعة ( 180 ) ..
فإذا بالجبار يقدر القدر حتى يُعرّفه كلامه ..
فإذا بالسيارة بعد أن قال الجبار : { كُنْ } .. تنقلب ..
والله خرَّق الزجاج أجزاء جسمه ..
أنا من أخرج في غرفة الإسعاف ؛ أخرجت من رأسه زجاجة بهذا الحجم ..
وأخرجت من عينه _ والله _ حجر بهذا الحجم ..
وأنا أقول له : تذكر كلامك يا فهد اليوم ..
هو يبكي ويصطرخ ..
جسمه كله مخرَّق ..
ثم قذفت به السيارة واشتعلت بجانبه ..
صارت تدور من لطف الله عز وجل ما بينه وبينها إلا خطوة ..
رأى الموت ..
{ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } ..
يا غافلاً تتمادى ؛ غداً عليك يُنادى هذا الذي لم يُقدّم قبل المنية زادا
قال العزيز ربنا الله سبحانه جلَّ في سماه ؛ قال في الحديث الصحيح :
( وعزتي وجلالي لا أجمع لعبد _ وأنت عبد ، وأنا عبد وأنتِ ، أختي أمة ؛ فمن ينسى ذلك يهلك _ لا أجمع لعبدي خوفين ولا أمنين فإنَّ أمنني في الدنيا _ صح يصلي لكن ضامن الجنة _ فإن أمنني في الدنيا خوَّفته في الآخرة ) ..
أسألك بالله سؤال ..
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 31.35 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 30.72 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.00%)]