جهاد ، نضال ، فداء ، لا فرق فكلهم تحولوا إلى أرقام داخل زنازين الاحتلال ، وكلا منهم له قصة وحكاية مختلفة خلف قضبان الأسر ، إلا أن أصلها واحد حب الوطن والدين ،
فلقد أضحى حب الوطن والدفاع عن المقدسات والحقوق السليبة جريمة تستحق القتل و السحق و التعذيب !
بل أصبح المدافع عن كرامة أمته الإسلامية وهويتها إرهابيا قاتلا ، اجتمع متخاذلوا العالم عليه ليكون مصيره زنزانة لا تتجاوز مساحتها مترا في متر ، أرادوا إسكات صوت الحق حتى لا يصدح بهذا الحب !
وحتى يبقى العالم الإسلامي يغط في سبات عميق ، إثر جرعات التخدير المتتابعة حتى لا يشعر بآلام أمته ومآسيها التي منها صرخة قيد انطلقت من خلف القضبان معلنة أن أغيثونا
هل نسيتم حديث نبيكم –صلى الله عليه وسلم –
(( فكوا العاني ))
إن جريمة أكثر من أحد عشر ألف أسير فلسطيني يقبعون في غياهب السجن هو المطالبة بالحرية فوق أرض تنسموا هواءها العليل ، تعلموا في مدارسها وجامعاتها ، هذه الأرض التي دنستها أقدام محتل غاشم استحل المقدسات والأعراض ضاربا عرض الحائط بقوانين الأعراف الدولية التي باتت تنعق بلغة المجرم وتحول الضحية إلى جاني يجب أن يخضع للمحاكمة !
إن الصمت على هذه الجرائم الشنيعة التي يرتكبها الاحتلال في حق الأسرى و المعتقلين يعتبر بحد ذاته جريمة سنحاسب عنها جميعا ، إذ كيف نقف مكتوفي الأيدي تجاه ضرب المعتقلين والتهجم عليهم في زنازينهم التي لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة ،
تمعن معي أخي في هذا النص :
" إن الاحتلال يتعامل مع هؤلاء الأسرى حسب قانون "المقاتل غير الشرعي" والذي يعنى أنهم محتجزون إلى ما لا نهاية دون أي محاكمات أو تهم معينة أو إعطائهم حقوقهم في توكيل محام أو معرفة أسباب الاعتقال ، وهذا يعتبر مخالفاً لكافة المواثيق والأعراف الدولية ، وضربة قاضية للقانون الدولي الإنساني ."(1)
أتساءل :
حتى متى نظل نقرأ عن معاناة الأسرى ولا نستجيب لصرخة قيدهم ؟
-حتى متى سنظل بلا حرية ، فوالله إنهم الأحرار ولسنا نحن
نعم أسرتنا أهواءنا وحب الدنيا والمال فأصبحنا عبيدا لها وعشاقا لما هو فان
إن الحر الحقيقي هو الذي صرخ عاليا : لا ، وأبى الذل و الهوان
فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا
إن الأسير له علينا حقوق فحري بنا أن نقبلهم ونضمد جراحهم النازفة ، فأقل ما نقدمه لهم هو دعمهم معنويا ووضع قضيتهم ضمن قائمة اهتماماتنا ، ونشرها في المنتديات والإعلام والإذاعات ، و لا ننساهم من دعاء في ظهر الغيب يرفع عنهم ويخفف وطأة الزنزانة التي شهدت دماءهم التي غرقوا بها ، وكانت عين على تعذيبهم بوحشية فاقت همجية المغول والتتار وحتى البربر

أدعوكم وأدعو نفسي أن نسخر أقلامنا ومواهبنا وعقولنا لخدمة الأسير ، قد تتساءل ما الذي يجدي ؟؟ فإن هذه الأمور بحاجة إلى حكومات تفاوض المحتل وتطالب بهذه الحقوق
فأجيب:
لو كل شخص منا شاهد مأساة الآخر وبقي متفرجا ولم يحرك ساكنا فإنه سيأتي اليوم الذي يصبح فيه خلف القضبان ولا نكاد نسمع صرخته من ورائها ، ونكون بذلك خنا العهد بمناصرة إخواننا المسلمين –
ألم تقرأ حديث الرسول – صلى الله عليه وسلم –
انصر أخاك ظالما أو مظلوما ،
فكيف بهؤلاء الذين وقع عليهم ظلم الاحتلال وتشابك الأغلال بلا ذنب أو جريمة ،
وفي الختام :
تأمل في معاني هذه القصة الرائعة التي أضحت أنموذجا يجب أن يتصدر حياتنا
" هذا المنصور ابن أبي عامر قائد من قادة الأندلس كان راجعاً من غزوة من غزواته منفتح من فتوحاته يوم أن فتحنا نصف أوروبا ووصلنا إلى قلبها كان راجعاً من فتح من الفتوحات فإذا بها امرأة تستقبله بعد أن عاد انتهت المعركة فوجدته امرأة قالت له : يا منصور قال لبيكِ
قالت ابني أسير قال أين أسير ؟قالت إنه أسير في بلد كذا
بينه وبينه آلاف الكيلومترات ، فأمر الجيش ألا يرجع نعود مرة أخرى لأجل أسير واحد فدك الحصون وفتح البلاد وسحق الجيوش كلها لأجل أسير واحد حرره ثم رجع.
حديث صحيح يقول حبيبي وحبيبك محمد عليه الصلاة والسلام ( أطعموا الطعام وأفشوا السلام وفكوا العاني)
اللهم فك قيد الأسرى والمعتقلين في كل مكان ، اللهم كن لهم خير ناصر ومعين ، اللهم ثبتهم على كلمة الحق والتوحيد
اللهم عليك بعدوهم ، اللهم اجعل النار والعذاب بردا وسلاما وتقبل من مات منهم شهيدا في سبيلك
اللهم عليك باليهود ومن والاهم ، اللهم انتقم منهم كانتقامك من عاد وثمود ، اللهم لا تجعل لهم على الأسرى و المعتقلين سبيلا ، اللهم من أراد بأسرانا سوءا فاجعله خوارا مذلولا
اللهم عليك بمن يقتل ويفتك بأسرى المسلمين في كل مكان
اللهم اقتل اليهود المعتدين على الأسرى عددا وأحصهم بددا ولا تجعل على الأرض منهم أحدا يا الله
اللهم اجعل سياطهم سياط رحمة تنزل على ظهور المعتقلين ، اللهم رد الأسرى لأهلهم سالمين غانمين
اللهم آنس وحشتهم ، وكن لهم ناصرا ورفيقا
اللهم جازهم بصبرهم جنة النعيم وألهمهم الصبر على الآلام
اللهم كما حولت النار بردا وسلاما على إبراهيم حول نقمة سجانيهم عليهم بردا وسلاما
اللهم احفظهم من كل سوء وارفع عنهم كل ضيق وكن لهم خير حافظ ومعين
وصل اللهم وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد – صلى الله عليه وسلم
_________________________________________________
(1) موقع صابرون : مقال :أساليب التعذيب ( 28/1/ 2009م
(2) شبكة الصوت الإسلامي : من محاضرة للشيخ نبيل العوضي عن الأسرى .
بقلم أختكم في الله :
فجــر العزة